خميس البدر
لايمكن ان يمر شهر محرم الحرام الا وان تذكر كربلاء ولا تذكر كربلاء الا وتذكر عاشوراء وطبعا وبتلازم وتوأمة الا ويذكر الامام الحسين (عليه السلام )0فتنصهر المفردات وتنتهي كل الاوصاف وتتسابق المعاني وتتوقف القيم وتنحني الاخلاق والتضحية والفداء والتفاني ونكران الذات والاصالة امام تلك الرموز الكربلائية لتتغنى الدنيا ويتكلم العالم بلغة واحدة وتختصر في حروف (ح س ي ن)0لااريد ان اتحدث عن البكائية التي تطغى على كل الانغام والسواد الذي يخيم السماء والدموع هي تتسابق مع العيون فتنهمر وتسيل بارادتها او رغما عنها والحزن المطبق والذي رافق الانسانية ولازمها منذ بداية الفاجعة وارتكاب الجريمة الى اليوم والى الابد والالم الذي يعتصر القلوب كلما ذكر رمز او مر خيال او لمح بتلميح او صرح باسم وعنوان يدل او يقترب من طف كربلاء ، فتتوقف كثيرا عندما تريد الحديث او تحديد اولويات او مقدمات لكتابة ،فمن اين تبدأ واين تنتهي ؟؟!! تحاول ان تلملم افكارك تبتعد عن الجانبيات والزوائد فلا تجد الا صلب موضوع وجوهره تترك مفصل لتتوسع فلا تجد نفسك الا تائها في حرف لا تستطيع الا ان تفرد لكل عنوان بحث ولكل همسة ونفس كل حركة ،فاي الاعلام تتجاهل؟ والحسين يقول لهم ويشهد بانه لايوجد اصحاب افضل من اصحابه واي المواقف تختصر؟ولازالت معاجز ابطال الطف ترتل وتحاكى كقمة لم يصل الى سفحها المتبارين واي مكان تعبر وتتجاوز ؟ وقد باتت خريطة المسير الى كربلاء ومن ثم وجهة السبايا الى الشام وبعدها العودة من الشام الى كربلاء ثم الرجوع للمدينة خطوط هداية وانوار لكل تائه مغيب ومحرك لكل قاعد وعاجز ومهتظم ومنابر للحق والعدالة المضيعة ونداء الثورة فكلها ابواب مفتحة الى الجنان 0ربما لن نوفق في أي شيء او الوصول الى نتيجة في كل هذه الروابط والاحاديث غير اننا بمجرد البدء والاختيار والتواصل واسالة سواد على بياض وتحريك شفاه وتفكر وتقرب وتوسل فاننا نحس باننا موفقين وباننا نسير ونسلك طريق تحفه رعاية الله وفيه رضاه على الرغم من كثرة الشوك حواليه وتعدد الاخطار وكثرة المطبات المصطنعة فكم من خطوط باتت متداخلة ومتشابكة الا ان هذا الطريق يخلصك وينقذك من التيه كم من شبهات ومنحدرات ووديان وحافات حادة ومنزلقات ومنحنيات كل واحد منها يرديك الى جهنم الا ان التزامك هذا الطريق يسوقك الى دار الخلد والنعيم 0ان العجيب في هذا الطريق انه صعب ويسير مر وحلو طويل وقصير بل هو قنطرة فيه متاعب وفيه مخاطر الا انه مريح ولذيذ وامين نعم فهو طريق مجرب فهو وبكل بساطة اقصر الطرق الى الله 0لايخفى على احد بان عاشوراء نقطة تحول في تاريخ الانسانية لا الاسلامية ثورة مستمرة سياسة ودولة حكم وامر بالمعروف ونهي عن المنكر ، تاريخ وحاضر ومستقبل دين جنة ونار عبادة دستور وقانون اصلاح تغيير ورفض لكل اشكال الخنوع 0 ان احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وال الحسين واصحاب الحسين في طف كربلاء انما هو الثبات على الدين والتزام بالاخلاق ونصرة للانسانية فلا يختصر على احد او شريحة او فئة او دين او مذهب او جماعة او حزب وهذا مايفسر كثرة تعلق شعوب واعراق العالم المختلفة فينطق اسم الحسين بنفس اللوعة والالم والحسرة والاشتياق والثبات والثقة والصدق بكل اللغات واللهجات 0ملهم للمفكرين قدوة ومثال صالح وحقيقي للقائد وللثائر وللعسكري والمدني والمدير والانسان البسيط والوجيه الشاعر والفنان الطالب المدرس الرجل المراة الشباب الكبار الاطفال الصبية 000ووو الجميع فهم ببساطة ايضا أفراد وطاقم وجند الامام الحسين وابطال كربلاء فلذلك يصدق كلام وعبارة وقول كل ارض كربلاء وكل يوم عاشوراء 0لم يبق الامام الحسين عذرا لاحد كما لم يقطع الطريق على احد ،شعلة ونور ونار ماء ونبراس فهو مقياس وحد فاصل في كل شيء فلا اعتقد بان عاقل يختار غير جبهة الحسين وان تعددت الجباهات وقلة الحيلة وكثرة الدوافع والنوازع 0 الا يكون حق للطغاة ان يخاتلوا الحسين ؟ الا يحق للمنحرفين والمفسدين ان يحاربوا الحسين ؟الا يحق لانصاف البشر ومدعي الانسانية ان يوقفوا ويمحوا ويتلاعبوا بالتاريخ من اجل ان لا يتحولوا الى اقزام امام الحسين واشباح وطفيليين امام حقيقة ناصعة سراب امام وجود ملموس محسوس بالصورة والصوت 0لذا فكربلاء باقية وتتكرر الماساة وتعاد الفاجعة وتستمر المواجهة في كل زمان وفي أي مكان ولكل جيل حسين ولكل حسين كربلاء 0
https://telegram.me/buratha