بعض الساسة حولوا السياسة الى لعبة، فيما بعضهم الآخر حولها الى لعنة... كلام البعض لعبة، وممارسة البعض الثاني لعنة.. وكلا البعضين لا يعمل من أجل بناء الدولة!
البعض الأول يمارس التضليل في كل لحظة، يتحدث عن الدولة فيما مقصده الحقيقي الذات أو الفئة أو الطائفة...
البعض الثاني فهم السياسة على أنها صراع، ولم ينح بمفهومه للصراع نحو الحوار أو النقاشات أو حتى الإحتجاجات والتظاهرات السلمية، بل ولا حتى نحو حرق الإطارات في الشوارع إحتجاجا مثلما يفعل شعب البحرين، ولا كما كنا نصنع في الستينيات، عندما كنا نحتج على نظام عبد السلام عارف بتوجه جموع الطلبة المحتجين من مدرسة الى أخرى ونحن نهتف "لو اتطلعوهم لو انكسر الجام"..!
كلا، بل هو يلجأ الى أشد أوجه الصراع همجية، التهديد والتخويف والرعب والقتل، وآخر ما تفتق من وسائل صراعه ممارسة حرب الكواتم..لقد حول السياسة الى لعنة...وما بين اللعنة واللعبة راح العراقيون "بالرجلين"!.. لقد سحقنا تحت أقدام البعض الثاني فيما لعبت بنا ألسن وتصريحات البعض الأول..
حينما أنتهى الشوط الأول من المباراة بين الطرفين ، وفيما بين الشوطين أكتشفنا أن هناك خيطاً رفيعاً ممتداً بين البعضين، وإنهما من سنخ واحد، الأول "يكبس" والثاني "يرفع"، تماما مثل لعبة الكرة الطائرة.. لدينا في العراق ممتهنون للسياسة، وليس لدينا سياسيون.. فالسياسة تتوفر على أصول وأخلاق وبنى ومرتكزات وثوابت وأسس وخطوط واضحة المعالم، ولها ألوان أيضا..وتتذكرون أن اللون الأحمر كان شعار الشيوعيين أيام زمان، قبل خطئهم التاريخي بإقامة جبهة مع البعث عام 1974 ليخرجوا بعدها من جبهتهم "بصخام الوجه"، وكان الأخضر للعروبيين ليوحون أنهم سيحولون صحراء بلاد العرب الى أرض خضراء، فحولوها بالنهاية الى أرض جرداء ، والكرد كان لهم الأصفر وقد أحسنوا الاختيار..!
والأسود كان لونا لرايات وقمصان المظلومين دوما ..اليوم لا لون للساسة ولا للسياسة، وفي الحقيقة السياسة لها لون واحد فقط هو لون الدم المتخثر على رصيف الشارع ، يبتدئ اللون أحمر قانيا قبل أن تصل سيارة الإسعاف التي تحمل الجثث الى الطب العدلي، ثم ما يلبث أن يصير أسود ، تماما مثل لون رايات المظلومين دوما....!
كلام قبل السلام: في المدرسة أو الجامعة نتعلم الدروس ثم نواجه الإمتحانات، في الحياة فإننا نواجه الإمتحانات وبعدها نتعلم الدروس .....!
سلام
https://telegram.me/buratha