عبدالله الجيزاني
بعد سقوط النظام البائد وانطلاق العملية السياسية تحول مكتب السيد الحكيم الى قبلة يحج لها السياسيين من كل التوجهات والمكونات،وتحول الى قلعة شامخة في مواجهة مشروع الاحتلال والى صوت واضح بتبني مطالب المرجعية العليا في النجف الاشرف من اجراء الانتخابات وتشكيل لجنة منتخبة لكتابة الدستور،ومن هذا المكتب انطلقت اول قائمة لتمثل مكونات الاغلبية لتشكل اول حكومة وفق معادلة عادلة بين مكونات الشعب العراقي وكان عمادها ضحايا النظام البائد من الشيعة والكورد،واستطاعت هذه الحكومة ان تنجز الكثير في طريق بناء الدولة من قبيل انجاز كتابة الدستور والتصويت علية واصدار قوانين لتعويض ضحايا النظام كمؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين،وقانون اعادة المفصولين السياسيين وغيرها من القوانيين،وكان الاداء الحكومي مقبول رغم عدم وجود تشريعات تمكن الحكومة من تنفيذ سياستها وتقديم الخدمة اضافة لوجود الاحتلال ومستشارية في وزارات ومؤسسات الدولة،وفي خضم المزايدات وقصر النظر لدى البعض ممن امتهن السياسة وظن انها عبارة عن تصريحات ومزايدات لاتغني ولاتسمن اعترض البعض على اسم ومقر الائتلاف،وكأن هذه الشكليات هي التي تمنحهم مركزية وقدرة افتقدوها في نفوسهم،وكان لهم مارغبوا لكن ماذا حصل،انقسم الائتلاف الى قائمتين خسر بسببها الائتلاف اكثر من سبع مقاعد قي مجلس النواب،وتعثر بناء الدولة ومؤسساتها بسبب المحاصصة التي اخذت طابع توزيع الغنائم بين الشركاء واصبح البلد يدخل ازمة قبل ان يخرج من السابقة،واصبحت المساومات هي العرف السائد في سواء في تشريع القوانين او تشكيل اي مؤسسة من مؤسسات الدولة،وعطلت المحاصصة الكثير من القوانين ولم تنفذ بسبب ذلك واصبحت الاغلبية تخسر شركائها بسبب قصر النظر الذي شاع بين من يدعون تمثيل الاغلبية،واصبح الكورد من حلفاء للاغلبية ومساندين لها واصطفوا او كادوا مع اعداء المشروع الوطني في العراق الجديد من اصحاب الاجندة الاقليمية لدول الجوار من الاعراب،لذا نعتقد ان الاغلبية فقدت الروحية والرمزية التي يمثلها مكتب السيد الحكيم،لذا اخذ مشروعها يتراجع وفي كل يوم تفقد هذه الاغلبية شي من استحقاقها،وعاد الكثير من جلادي الامس ليحكموا ويتحكموا بذوي الضحايا ومقدراتهم ويكملوا مشوار القتل الذي كان في زنازين وسجون البعث وتحول الان الى الاسواق والشوارع ومدارس الاطفال،لذا دعوة مخلصة لممثلي الاغلبية بالعودة من حيث ابتدأوالى مكتب السيد الحكيم حيث الحكمة والفطنة والقدرة والثقل والدعم الروحي ولينطلقوا من هناك الى الفضاء الوطني ليرمموا ماتهدم من علاقات ويعيدوا ماضاع او كاد من المكتسبات التي توفرها لهم اغلبيتهم،قبل ان يضيع المشروع الى الابد عندها لن يخسر الا الوطن والمواطن ويلعن التاريخ الشكليين ممن اضاعوا فرصة لن تكرر بسهولة وسط اجواء دولية واقليمية ملبدة بغيوم الطائفية،فعل سيعي ممثلي الاغلبية دورهم ويتصرفوا كسياسيين وليس تجار سياسة،ويوحدوا صفوفهم امام التحديات وينظروا لمشروع الامة نظرة وعي وادراك بعيدة عن ضيق الافق والنظرة الاحادية والنفس الحزبي والانا،فلاسمح الله ان ظلت الامور تدار بهذه الشكل فلا يمكن ان يتقدم البناء ان لم يهد ماأنجز...
https://telegram.me/buratha