عباس المرياني
تبدلت رايات الحزن في كربلاء وفي المدن المقدسة الاخرى ايذانا ببدا شهر محرم الحرام واعلانا عن بدأ مواسم الحزن والدمع والايثار والتضحية والمثل العليا التي سجلتها عصبة من اهل بيت النبوة على صعيد كربلاء وثراها بصفحات من نور وبكلمات لن يتمكن التاريخ ان يدون مثلها ولو بعد ملايين السنيين لانها بطولة وملحمة تجسدت فيها كل قيم الوجود الخالد ومثل هذه القيم والمثل الانسانية العليا من الصعوبة ان تجتمع في قضية او موقف واحد الا انها تجسدت كلها في يوم عاشوراء بتضحيات الحسين واهل بيته وسبي عياله وهن ودائع الرسول وبنات الوحي والرسالة.وتبديل الراية الحمراء بالسوداء في اليلة الاولى من محرم الحرام كل عام فوق القباب الذهبية تثير من الشجون والاحزان والالام لدى اتباع اهل البيت واحرار الانسانية كوامن الحزن والاسى والالم ويتجدد رسم لوحة التضحية والاباء التي اصطبغت بدماء نحر الحسين ونحر الرضيع وكفي ابا الفضل العباس وجراحات الاكبر والقاسم واهل البيت والصحبة الكرام وتعيد هذه الليلة ايضا صور الاسى والدمع التي سكبت على ثرى كربلاء وفي طريق الاحرار ومجالس العزاء مواساتا لرسول الله وامير المؤمنين ومولاتي فاطمة الزهراء واهل بيت النبوة بهذه الفاجعة التي تتجدد كل سنة وكل عام وكان جراح الحسين واهل بيته واصحابه لا زالت تشخب دما عبيطا يفوح منها عبق عطر الشهادة ليضمخ افاق الكون ومجرات السماء بدم رسول الله لان دماء الحسين هي دماء رسول الله ،ولا زالت هذه المأسات تستقطب من الاحزان والتعاطف والالم وكانها حدثت بالامس القريب وليس قبل اكثر من (1360) سنة.ومع تبدل الراية ورفع اعمدة خيمة ابي الفضل العباس حامل الواء وحامي الضعينة تعود الذاكرة الى تلك المثل والقيم التي تجسدها هذه المواقف في النخوة والشرف وتحمل المسؤولية التي تتجسد في شخصية قطيع الكفين وهو يجند نفسه لخدمة وحماية وديعة امير المؤمنين وعقيلة الطالبيين الحوراء زينب (ع) وحقا على زينب ان لا تترك خيمة العباس خالية من خدرها وحجابها الذي تكفل به العباس وصانته فخر المخدرات الا ان زينب لن تحضر هذه السنة الى كربلاء ولن تقف على تلها ولن تتمكن من جمع العيال او حماية الامام السجاد او تقبيل كفي ابي الفضل العباس لان شمرا عاد من جديد وعادت معه جيوش امية وال ابي سفيان وعاد عمر بن سعد بخبث واجرام لم يشهد التاريخ له مثيل وبحقد يفوق حقد الجاهلية واحزانها.نعم عاد اللعين ابن اللعين على لسان رسول رب العالمين ومنع الاشرار والظالمين والحاقدين رفع راية الحزن على منائر السيدة السبية وخلا مرقدها الشامخ من المعزين والمفجوعين بمصاب ابي الشهداء،عادوا من جديد للانتقام من الحسين ومن امير المؤمنين وسبي مخدرة الطالبيين من جديد والثار من رسول الله انتقاما لعتبة وشيبة والوليد،لكن هؤلاء الاغبياء لم يتعضوا من التاريخ ولم يقرؤوا ما جاء في خطبة ابنت ام ابيها عندما خاطبت طاغيتهم اللعين "يا يزيد كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا فان أيامك إلاّ عدد وشملك إلاّ بدد" نعم ستكمل العقيلة كتابة تاريخ مجد الاحرار ولن يتمكن الطغاة من منعها حتى لو اطفئوا شموع مرقدها ومنعوا المعزين من الوصول الى ضريحها فالرسالة لا زالت في عهدت زينب(ع) وهي امانة تحملتها منذ لحظة مقتل اخيها ولن تتخلى عنها حتى قيام الساعة.الا ان خيمة العقيلة زينب التي نصبها ابي الفضل العباس قرب ضريحه ستخلو هذا العام من وجودها ..لكن عليكم ان لا تخبروا العباس انها لن تعود لان غيابها سيكسر قلبه المجروح.
https://telegram.me/buratha