عبدالله الجيزاني
على مر تاريخ العراق كانت اغلبيته تعاني من التهميش والتغييب والاستهداف من قبل اغلب الحكام وقوى الاحتلال التي سيطرت على البلد في ازمان وحقبات عديدة من تاريخة والاسباب تكاد تكون واضحة منها مايتعلق بالاغلبية نفسها من حيث رفض التسلط والاحتلال وعدم الخضوع والخنوع لغير قيادتها المتمثلة بالمرجعية الدينية وايضا وجود تراث ثر تستمد منه اسباب المقاومة والمواجهة ممثلة بالتاريخ الاسلامي الذي يطبع توجه هذه الاغلبية،وابرز محطات هذا التاريخ الثورة الحسينية،ومايتعلق بالحاكم نفسه شعورة بالنقص من حيث التاريخ والعراقة والانتماء العرقي امام الحضارة التي تتربع عليها عليها الاغلبية في التاريخ الانساني،فمن مناطق سكنها انطلقت اول الحضارات في التاريخ الانساني ومازالت اثارها ماثلة تذكر الحاكم بضألته ومكونة امام تاريخ هذه الاغلبية فيلجأ الى الثأر منها بالتهميش والاستصغار والظلم في محاولة منه لتغيير حقيقة التاريخ والجغرافية وزرع الانهزامية والشعور بالضعف في شخصية افرادها ،ولكن الواقع اثبت ان الاغلبية كانت وفيه لتاريخها ولقيادتها فرغم كل ماتعرضت له من الحاكم الطاغي كانت دائما في خط المواجهة للدرجة التي عجز امامها كل الطواغيت ومن يقف خلفهم،هذه المواجهة التي انتجت النصر في عام 2003 فبعد ان وجدت قوى الاستكبار العالمي ان نظام البعث الصدامي اخذ يترنح وهو ايل للسقوط تحت ضربات المجاهدين وبأيحاء من اذنابهم من الاعراب وخوفا من ان تبني اغلبية الشعب دولتها التي ستطيح بعروش الفساد والافساد بالعالم وليس بالمنطقة فحسب خاصة وان هؤلاء خبروا صبر وصمود العقيدة الاسلامية ورسوخها على يد الجمهورية الاسلامية المجاورة للعراق،المهم دخل الاحتلال ارض العراق الطاهرة وتشكلت المقاومة السلمية وبقيادة المرجعية الدينية في النجف الاشرف الذي سطرت مواقف شجاعة طالما هزم الاحتلال ومفاوضية امام طروحاتها،وتحقيق الكثير من طلبات المرجعية التي تحقق طموحات الشعب العراقي عامة من اجراء الانتخابات وكتابة الدستور على يد هيئة منتخبة وكان هذا نجاح بالحدود الممكنة فالمحتل لم ياتي بنزهة او بدافع تحرير العراق من الديكتاتورية ليسلم البلد لاهله ويرحل بل كان لديه مشروعه وهو القوة الحقيقية على الارض،وانطلقت العملية السياسية في العراق وتشكلت قائمة الائتلاف العراقي لتمثل الاغلبية وحققت المرتبة الاولى في النتائج كتحصيل حاصل،وتشكلت اول حكومة بتحالف مع حلفاء الدم والمواجهة الكورد واستطاعت هذه الحكومة ان تحقق انجازات جيده قياسا للصعوبات التي كانت تسير فيها الامور في البلد،ولكن بعد الانتخابات الثانية تغلبت لدى البعض المصالح الضيقة التي هددت المشروع الوطني في بناء الدولة،وحصلت تعثرات كادت تؤدي بالمشروع لولا حنكة وحكمة الشخصيات الوطنية وصلابة التحالف مع الكورد،ووصل الحال الى مقاطعة المرجعية راعية المشروع الوطني للقوى السياسية،وبعد ان ذاقت كل القوى السياسة مرارة الاستفراد والنظرة الضيقة والانا الشخصي والحزبي،تعود امنيات الاغلبية بعودة الائتلاف بين القوى التي كانت ادوات رئيسة وفاعلة في المشروع الوطني بعد ان تتم تنقية هذا الائتلاف من بعض الطارئين على العمل السياسي من تجار السياسة وعراب الصفقات والمساومات،ووضع ضوابط وقواعد تكون مقدسة من قبل الجميع واعلانها على الشعب كي ينبذ من يتجاوز هذه الضوابط وتلتف حول القوى المخلصة والملتزمة،وترميم العلاقة مع شركاء التضحيات والدماء الكورد وتنقية العلاقة معهم من الشوائب التي علقت بها لسبب او اخر،وتشكيل حكومة اغلبية وفق معايير العدل بين الجميع وتفعيل وتشريع القوانين المهمة لاستكمال عملية بناء الدولة العصرية العادلة التي تحقق الخدمة للوطن والمواطن بصورتها الصحيحة هذه امنيات الاغلبية وعامة الشعب العراقي وهي بنفس الوقت ضربة بالصميم لكل القوى المعادية لمشروع بناء العراق الجديد،فهل ستترفع قوى الاغلبية عن الانا وتحقق هذه الامنية لجمورها ومواطنيها نتضرع مخلصين....
https://telegram.me/buratha