حيدر عباس النداوي
صولة جديدة بين الحق والباطل ستكون ساحتها مواكب العزاء والمجالس الحسينية والطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة وليست الى القدس، ولن تنجلي غبرتها بعد رغم سنوات التحمل والعمل وتقديم النذور والقربان ورغم الاف الوعود التي تطلقها الحكومة المركزية والحكومات المحلية بتحشيد القوات الامنية والاجهزة الاستخبارية ووضع الخطط واغلاق الشوارع والطرق والممرات والقضاء على الارهاب والارهابيين.
واستهداف الشعائر الحسينية من قبل العصابات الارهابية اصبح عقيدة فاسدة وراسخة في مفاهيم العصابات الاجرامية تعمل عليها هذه العصابات بغطاء عربي واقليمي في وقت اعتبر الاكثرية من ابناء الشعب العراقي ان استهداف المعزين والزائرين ضريبة سنوية لا بد من دفعها من قبل السائرين على طريق ابي الاحرار حتى تتوسم العلاقة برابطة الدم وتتثبت حقيقة الارتباط مع الحسين والتمسك بنهج الرسول الذي تجسد على ثرى كربلاء،وما يؤكد مصداق هذا المنطق ان طريق الحسين لم يشهد تراجع في عدد الزوار بل على العكس من ذلك فكلما اشتدت هجمة الارهاب كلما ازداد تسابق الاحرار لنيل الشهادة والالتحاق بركب الحسين واهل البيت وكأن العمليات الارهابية حفلات زفاف جماعية او نزهة في اجواء مخملية لا نصب فيها ولا تعب.
ان حماية الزوار وحماية الشعائر الحسينية خلال مواسم الاحزان يقع على مسؤولية الاجهزة الامنية والجهات ذات العلاقة لانها الجهات المعنية بادارة هذا الملف المهم ولا ضير ان يكون للمواطنين الذين يشتركون في احياء المناسبات الدينية دور في مساعدة الاجهزة الامنية لحفظ الامن واشاعة الاستقرار لان الاستهداف الذي يراد مواجهته من منبع واحد وتجفيف هذا المنبع مسؤولية الجميع الا ان ما يقرح الفؤاد هو استمرار الارهاب بتحقيق اهدافه في كل منازلة مع القوات الامنية وفي كل مناسبة دينية وكان رسالة عاشوراء لم تكتمل بعد اكثر من (1370) سنة الا بسفك دماء الابرياء واستمرار قوافل الشهداء وارتفاع اصوت الثكلى واليتامى.
وتكرار مسلسل الاستهداف من قبل العصابات الاجرامية دون التمكن من وقفهم عند حدهم رغم التحضيرات المسبقة من قبل الاجهزة الامنية يحتم على القادة الامنيين تغيير الخطط المتبعة مسبقا والتركيز على الجهد الاستخباري وزيادة الوعي الشعبي وانزال اقسى العقوبات باي جهة او شخص يحاول تعكير سير سلامة الشعائر الحسينية او يعرقل انسيابية الزيارات الى المدن المقدسة.
ان من حق المواطن على الدولة توفير البيئة المناسبة لممارسة شعائره الدينية وطقوسه العبادية بعيدا عن اي منغصات او تهديد بالتعرض للاذى خاصة وان ما يقوم به اكثرية ابناء الشعب العراقي لا يتعارض مع الدستور او الثوابت الاسلامية انما هي تعظيم لشعائر الله ومن يعظم شعائر الله فانه من تقوى القلوب.
لا يختلف اثنان على ان التهديد الارهابي لا زال يمثل هاجسا مخيفا لدى ابناء الشعب العراقي في جميع الايام ويزداد هذا التهديد في المناسبات الدينية الا انه لا يمثل تهديدا في ايام عاشوراء بقدر ما يمثل تحديا بين الحق والباطل وبين النور والظلام،واذا كان الالم والحزن عنوانا لاثار اي عدوان ارهابي على ابناء الشعب العراقي في الايام الاعتيادية الا انه في ايام عاشوراء يمثل امنية لا ينالها الا ذو حظ عظيم لان السير في طريق الاحرار واللحاق بركب الحسين قصة الخلود التي لم تنتهي بعد.
https://telegram.me/buratha