نور الحربي
ليس خافيا على احد ان الغاء الحوار وانتهاج لغة التصعيد الاعلامي وحرب التصريحات كانت السبب وراء تدهور الاوضاع واستمرار التدهور بهذا الشكل الكبير غير المسيطر عليه ادى الى شحن متزايد بين المكونات وهذا ليس خطأ جمهور المكونات بقدر ماهو قصور في رؤية القيادات التي تمثل هذا الجمهور وتسمح لنفسها بممارسة ابشع جريمة في تاريخ العراق بترسيخ حالة الكراهية ومن ثم التوجه الى الاقتتال ورفع صوت السلاح فوق كل الاصوات الاخرى المنادية بالتعقل وهذا يقودنا حتما لمزيد من التأخيرفي استكمال بناء الدولة ومزيد من المأسي ونسف كل المكتسبات التي تحققت للشعب العراقي.ونقطة التحول المخيفة التي لم يكن عدد كبيرمن السياسيين ملتفتا اليها كانت بنماء حالة الفردية ليس لدى تيار بعينة بل في اغلب التيارات السياسية التي شاركت في الانتخابات البرلمانية السابقة فبعد معركة طاحنة على كرسي الحكومة وتقديم التنازلات واختلاق الازمات للتغطية على الفشل في ادارة عدد من الملفات برزت ازمات جديدة ابدع ائتلاف دولة القانون في خلقها والتنظير لها تحت مسميات وذرائع شتى وسايره في هذا النهج قوى العراقية وزعامتها ومن ثم انتقلت التصريحات التأزيمية الى الساحة الكردية ليعلن البارزاني انضمامه الصريح لادامتها حفاظا على خط معين ربما يعتقد انه كان سيقوده الى اعلان دولة كردية او كيان كردستاني في العراق اقوى من العراق نفسه والدولة العراقية التي هو من ضمن حدودها ليؤسس بذلك لنموذج كردي يرى انه سيعمم في ظل حالة الرفض الكردي للبقاء تحت مظلة دول المنطقة التي يستوطنها الكرد.ولعل ما كان يقف في وجهه دائما لتحقيق هذا المبتغى مشكلة كركوك وضم ارض الميعاد الغنية التي تعيش تناقضات كل مراحل العراق منذ تاسيسه ولما كانت المعركة مستمرة رغم كل الدعوات الصادقة لوقفها ومنع تدهور الامور وانزلاقها الى ما لايحمد عقباه حرصت هذه الاطراف مجتمعة الى السير نحو الهاوية ولم تراعي كل تلك المشتركات والعلاقات التأريخية واغفلت العلاقة الطيبة بين ابناء الشعب فحفرت خنادقها واستعدت لمواجهة عشنا بعض تفاصيلها لتترجم مؤخرا وبصورة مباشرة عندما رفض مسؤول حزبي محلي كردي في كركوك النزول عند امر نقطة تفتيش لقوات الجيش العراقي في قضاء طوز خرماتو. واعتقد جازما ان ما دفع هولاء مجتمعين واقصد مفتعلي الازمات وهم السبب بكل تاكيد فيما نرى من توتر وتصعيد هو فهمهم المزاجي وتفسيرهم الفردي للدستور مع انهم يعرفون اسرار اللعبة وعواقب اللعب بالنار وتاثيرات ذلك على الاوضاع فلا تركيا تسمح بكركوك كردية واخلال في التوازن المكوناتي على حساب مصالحها ولا ايران تقبل بزوال الاغلبية الشيعية وتعريض العراق للخطر على يد من يكنون لها العداء كما ان امريكا والغرب لايؤيدون اندلاع حرب جديدة في المنطقة سيكون اللاعبون فيها منحازين لما هو اكبرواعمق من مصلحة بعيدة المدى مع واشنطن وحلفائها الغربيين.وهذا ما جعلهم حائرين متخبطين يعيشون متناقضات زعاماتهم الهشة لكنهم مع ذلك يسيرون بهذا الاتجاه كما ان هناك سببا اخر دفعهم للمواجهة والتصرف بهذه العنترية الغبية على حساب دماء وارواح العراقيين هو انهم يشعرون بالقوة وان كل شيء ممكن التحقق على ارض الواقع فكلمة هنا وتصريح هناك وضغط بهذا الاتجاه وذريعة باتجاه اخر ثم تهديد وووعيد والنتيجة ان ما كان فكرة او مشروعا بات حقيقة واقعية وصار مكسبا وهذه طريقة تفكير اغلب القادة السياسيين الذين دأبوا على التصرف بهذه الطريقة الانتهازية فاتفاقاتهم ولقاءاتهم الثنائية ايام الود كانت تدار بهذه الطريقة وتنتج هذا الفهم حتى مرت الايام ووجدوا انفسهم في ميدان حرب واختلاف ولمن تكون الغلبة في النهاية فتواجهوا اخيرا بعد اعلان تشكيل عمليات دجلة بامر مركزي و الاقليم رفض لانه يرى في ذلك تنصلا عن اتفاقات قديمة مررت تحت الطاولة .فالمركز يريد السيطرة على كل الاقليم ويرغمه على التصرف بطريقة العبد الذليل الذي لايملك من امره شيئا ويتحرك باشارة من هذه الوزارة وهذا الزعيم فيما يريد الاقليم الانفلات والتصرف على هواه وكانه دولة ذات سيادة ويريد ان يحوز المال والثروة والقوة بل اوكثر من ذلك فهو يسعى ايضا الى التحكم بمصير بغداد لضمان استمراره على هذه الشاكله المشوهة.لذلك كانت النتائج كارثية والمواجهة وان قلل من شأنها الكثيروين الى انها ستكون حتمية في قادم الايام و الاعوام حتى وان تغيرت بعض الوجوه, لسبب بسيط ان فهم طبيعة العلاقة بين المركز والاقليم من قبل هولاء لم ترتقي الى مستوى يؤهلها لتكون ضمانة للسلم الاجتماعي وتحقيق الثقة وهو ما يدعو للقلق.وهنا نقول للجميع ارجعوا الى رشدكم وتحاوروا حول طبيعة هذه العلاقة . تعقلوا فان التعقل يقود الى نيل المطالب المعقولة ويبعد شبح القتال والاقتتال الذي كرهناه ودفعنا ضريبته من اموالنا وابنائنا وان وجدتم انفسكم عاجزين عن تقبل الحوار في ظل هذه الظروف فتنحوا جانبا اتركوا الامر لغيركم ليقرر مصير شعب وينقذ البلاد من سلطة وقبضة حديدية تريدونها تدفعكم شهوتكم لاثبات القوة والبطش وغلبة لغة ممقوتة كرهها ابناء شعبكم والا فانكم ستدفعون الثمن ومن يريد منكم ان يطلق على نفسه لقب الزعيم العظيم والقائد الضرورة فليتاجر بزعامته بعيدا عنا لاننا نريد ان نعيش بسلام وامان وببساطة وصراحة متناهية ان شعبنا لا يريدان تضيع حريته وكرامته بين مركزية المالكي واقليم البارزاني..
https://telegram.me/buratha