سليمان الخفاجي
ما يتوقعه البعض ان ترك الامور بلا علاج والمشاكل بلا حل هو ضرب من ضروب النجاح ،ويزيدها البعض بان استمرار النار وزيادة سعيرها بالتصريحات الاستفزازية استراتيجية للنيل من الاخرين وابقاءه تحت الضغط واخراجه من دائرة الانضباط ومن ثم اخذ التنازلات منه او قبوله بشروطه او التفاوض معه على ما سيفرضه هو من خلال تلك التصريحات 0هذا هي حال العلاقة بين الاقليم والمركز او بالاحرى بين دولة القانون والحزب الديمقراطي بين المالكي والبارزاني طوال حكومة الشراكة والتي شكلت وفق اتفاقية اربيل في كردستان وكانت الازمة واستمرارها وتناميها ولم تقف عند حد ولن ترسو سفينة الخلافت عند بر الامان وشيئا فشيئا باتت الازمة تجر اطراف اخرى حتى وصلت الى سحب الثقة عن الحكومة ومطالبة الاقليم بالانفصال وتوقف ضخ النفط من كردستان بين فترة واخرى ووصول الامور الى كسر العظم بين وزارة النفط والشركات التي تستثمر في الاقليم0ومهما فعل رئيس الجمهورية من جانب الاكراد او بعض الاطراف في التحالف الوطني كالسيد الحكيم رئيس المجلس الاعلى الذي بذل من جهود لتهدئة الامور وحل الازمة الا انها تزداد بتحامل الطرفين وتشبث كل منهما بمواقفه وتنميته للازمة من حيث يعلمون او لايعلمون وبنية سليمة او سيئة 0 فتشكيل قوات دجلة من قبل المركز ربما يبرره ما يحدث في تلك المناطق التي ستدخل مسؤوليتها من ماسي ومجازر وتسيد الارهاب واستفحاله مما يجعل الحكومة في حرج دائم اما تسويقها باتجاه الاقليم فهو امر يشوبه الخلط وعدم الدقة وعدم المسؤولية ويجب توضيح الامور والتفاهم بين الطرفين وتحديد المسؤوليات وفق الدستور وهي محددة فعلا فلا يستطيع الاقليم التجاوز على صلاحيات وواجبات الحكومة الاتحادية وكذلك لا يحق لها التجاوز على مسؤوليات الاقليم وصلاحياته اما ان يصل الامر ان تشكل قوة باسم قوات حمرين من قبل الاقليم مقابل قوات دجلة فهذا مؤشر ونقطة فارقة في العلاقة بين الطرفين وتوسع رقعة الرفض والخلاف حتى انها شملت كل الاكراد كل الاقليم 0ان خروج التصريحات من قبل سامي العسكري في ظل هذه المعطيات تعطي رسائل مشوشة وتركز قناعات مغلوطة كما ان تلميحات رئيس الوزراء الاستفزائية المتكررة في اكثر من برنامج تلفزيوني واخرها لقائه في السومرية يبعث بالريبة ويكرس حالة الازمة فمن غير المعقول ان يتصرف رئيس وزراء ورئيس جمهورية بهذاه الطريقة وكان عليهما أي الطالباني والمالكي بان يكونا خارج هذه المعمة التي جعلت من قوات دجلة الحكومية وقوات حمورابي الكردية تتصادم في اجواء جد حساسة على العراق خاصة وان رسائل التطمين جاءت من قبل الكويت بامكانية الخروج من البند السابع هذا المطلب الذي جاهد من اجله العراق كله وخاصة رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء فماذا سيحدث بعد هذه الحادثة وما هي الرسائل السلبية التي ستقدم وتسوق للعالم للخارج ناهيك عن رسائها المميتة والمخيبة للداخل 0لذا فان اول اسباب هذه الحادثة هو ترك الامور بلا حل وترحيل الخلافات ونقاط التنازع الى مراحل اخرى اوصلت الى نقطة الفصل 0كما نا ترك الحبل على القارب سب اخر 0 يضاف الى التصعيد الاعلامي والتصريحات غير المسؤولة وبعض التصرفات الغير محسوبة والمواقف الاستفزاية من الطرفين كان بمثابة السير بخطين متوازين لن يلتقا ابدا 0ها نحن في ظل ازمة جديدة تكاد تقوض كل تلك الجهود وتنسف كل التاريخ المشترك لا اريد ان اقول بطلها السياسيون العراقيون والاكراد وضحيتها المواطن العراقي الكردي والعربي الشيعي تحديدا ومحاولة اعادة لسيناريوهات الماضي فهل ان الحنين الى الماضي وسني الصراع والاقتتال تعود بثوب الديمقراطية وتحت ظل حكومة الشراكة الوطنية ام ان الاخوة والتاريخ المشترك والتحالف العتيد الذي يريد ان يقوضه سامي العسكري سيكون اقوى من كل النزاعات والخلافات والمصالح الشخصية وهذا ما عهدناه دائما قوي وقادر على فك رموز وطلاسم الواقع العراقي ولم يقف عند أي حد طوال التسع سنوات ولحد الان محققا نجاح متواصل ،فمالذي يمنع استمراره ومن يريد ان ينفرط عقد هذا التحالف من يبث رسائل عدم الثقة ومن يغذي الخلاف من المستفيد من كل هذا غير اعداء العراق ومن يخسر غير العراق وتجربته الجديدة بطرفيها الكردي والشيعي هذه الاسئلة التي يجب ان يجاب عنها ويتوقف عندها الف مرة قبل التفكير باي خطوة والسير باي مشروع من قبل الجميع .
https://telegram.me/buratha