الدكتور يوسف السعيدي
ونحن في ذكرى استشهادك..يا ابا عبد الله...نرقب قافلة آل بيتك تغذ السير...ترافقها المعالي...ويناجيها الخلود وهي تشق غياهب الكدر الى ارض كربلاء....تحملها المفازات ...ويحدوها حصان جموح...تشقق من سنابكه ..اديم الفلاة التي طربت على انشودة الخلود ...والتحرر الانساني...ويطرق اسماعنا غزل الشهادة ...وفرط الوجد بينها وبينك ايها السبط الشهيد...والتاريخ يردد في علاك ويستعيد آهات الطف ..ونوازع الاحزان وانت تهب لكل الدياجي ...صباحات ..نزهت ضياءاتها مجد الامامه ..واسرار العصمه...التي وهبت بها نفسك لاعلاء كلمة الحق الالهي...تلك النفس التي سمت في عليائها ..وحملت ذات العزم العلوي ...فكتبت بنجيعك الطاهر ..مجداً ..غمره شعاع شمس الحرية الحمراء...دروباً للدين الحنيف ...للنهج المزكى...لصبرك المحمدي..وطوده الشامخ الذي لا يميد كما تميد الراسيات...ارثيك سيدي يا بن علي المرتضى ..وترثيك معي الايام ...في زمن ارقد فيه الهوان والذل عيون القوم ...وصاول افكارها الدهر الكنود ...وعيون الاتباع المصطفين التي ترعى نور الفجر ..طلقها هجود يترقب لم توقفك عن المسيرة ..عوائق السدود ..واسنة الصفاح ...ونصول المواضي ...وهكذا هويت الى رمضاء كربلاء واديمها ..مضرجاً بالدماء بلا كفن...يعفرك تراب الطف ثلاثة ايام بلياليها ...شاهدات على مصرعك ...يسطرن اليم جراحك ...في سفر التاريخ ...وانا اجود بدموع عيني..دماً...وكيف لا؟؟وانت جدت بنفسك ..كرماً...وايثاراً.. , لقد نابني خطب فقدك ..ايها العقد الفريد, ......يا رب لا سراج في عتمتنا سوى نورك ..ومنه نور اوليائك ...الطهر الميامين ..وتلك الدموع اوردة تتدفق من خلالها الخطوات ...علها تمس خواطر هذا الطلع الشامخ ...لآهة...او بكاء..تطهر انفسنا بها دون ان ندري...نبحث عن قلب ...عن ملائكة ..تأوي صوب ضريحك الطاهر...عزاؤنا حلم نجاة ...فدعنا نتبرك بفضلك ..بكاء...دعنا نغتال خطايانا ...دعنا نغتسل بهذا النور ..ونحن نسمع عبر مسارات اثير التأريخ ..اصوات اطفال عطشى...وصرخة(هيهات منا الذله)...وما زلنا نرى تلالاً على هاماتنا يضيق بها السؤال ...ونور ضريحك ...دمع في عيني الزمان فمن اين نبدأ؟ وقد بدأنا منذ قرون...بدأنا من اول جذر يخفق في العروق ..حنيناً..يسرح في كل مفردة من مفردات الحياة ..., ظمأ..وجروح...استنارت بوهج الايمان ...فمن يقدر ان يلوي ذراع الضوء؟؟ودم الشهادة ..لا تحتويه رفاة...آيات تسمو في الفضاء ..كفوف ترتفع على مسارب الطريق..علها تصافح الكفين القطعين لاخوة ووفاء ابي الفضل العباس...تفتديها كفوف الملايين من المعزين والموالين ...عيوننا ترنو الى السماء ...عيون تتفحص التاريخ ..بكل لغات الارض ...في سفر صيغ من جواهر الكلم ...صعب مغزاه...الا على العارفين ...فسلام عليك ايها الشهيد ..يوم ولدت...ويوم استشهدت...ويوم تبعث حيا..
https://telegram.me/buratha