قلم سامي جواد كاظم
ان المصادر الكثيرة التي ذكرت ان الحسين عليه السلام كان يعلم بمقتله وقد ذكر ذلك رسول الله (ص) يوم ولد الحسين عليه السلام وكرر ذلك الامام علي عليه السلام ومن بعده الامام الحسن عليه السلام وكأن احداث الواقعة قد عرضت على الحسين عليه السلام قبل مسيره ، ولعمري ان من يعلم هكذا مصيره ويسير على الدرب لهو في اعلى مراتب الايمان والتضحية في سبيل الله عز وجل ، حديث مقتل الحسين عليه السلام تتناقله الالسن قبل واقعة الطف ولكن يحاول البعض التغاضي عنه والبعض يحاول تكذيبه والبعض لا يستوعب هذا الامر ، ولنهضة الحسين فلسفتها الخاصة والتي لها اول وليس لها اخر فمع تجدد الذكريات تتجدد الدروس .الامر الذي قد لا نلتفت اليه هو ان مصير الدولة الاموية او من يقتل الحسين عليه السلام ايضا مذكور قبل واقعة الطف ولكن لقلة الايمان او لانعدام الايمان هو الذي جعلهم يتمادون في قتل الحسين ، فالذي يعلم بمصيره السيء ويقدم على الاساءة فانه في الدرك الاسفل من النار وذلك لاحد ذنبين اما لعدم ايمانه بما يذكره اهل البيت وهذا الحاد واما يؤمن بما يقولون ولكنه يجحد قولهم ، فمصير يزيد بعد قتل الحسين عليه السلام كان معلوما لديه ولدى من تبعه ، وعندما نقرا خطاب زينب عليها السلام في مجلس يزيد وتحديدا عندما قالت له وايامك الا عدد وجمعك الا بدد فهذا الذي ذكرته زينب ليس بجديد بل ان هنالك من اشار الى قصر مدة يزيد او بالاحرى قاتل الحسين فقد ذكر المنتخب للطريحي ص280 ان هنالك شخص اسمه كامل وهو من اصحاب عمر بن سعد كان له حديث معه قبل ان يخرج لقتال الحسين فحاول ان يمنعه فلم يقدر فقال له : اني اشهد بالله ان من حاربه او قتله او اعان عليه او على قتله لايلبث في الدنيا بعده الا قليلا ، ثم ذكر له حديث جرى بينه وبين راهب فقال له الراهب انكم شر امة تقتلون ابن بنت نبيكم وتعتدون على حرمه الى ان قال وان قاتله لايلبث بعده الا قليلا ، يقول كامل ذكرت ما سمعته من الراهب الى سعد بن ابي وقاص فقال لي : لقد صدق الراهب ، ويؤكد له سعد انه نزل في دير هذا الراهب وقال له ان ابنك هو من سيقتل الحسين عليه السلام .المعلوم لدى العقلاء واصحاب الفطرة السليمة انه لو قيل له ان هكذا حدث سيحدث فانه بالفطرة يتعوذ بالله ويحاذر من ان يكون هذا صحيحا وعليه اما انه يكذب الخبر بحيث لو وقع لا يكون احد اطراف الخبر او انه لاايمان له فاذا صدق الخبر فليكن وهذا يكون نتيجة ترسبات قديمة يحملها القوم ضد الرسالة المحمدية ، وانا اؤكد ان القوم حقدوا على عترة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله يوم خرج بهم للمباهلة فكانوا نصب اعينهم في الانتقام منهم اذا ما اتيحت الفرصة لهم وقد جاء وعدهم الى ترجمة حقيقية على الارض بدات من باب فاطمة .هذا المجتمع التي بقي على جاهليته وتعصبه القبلي بقي حاقدا على النبي محمد وذلك لطهارة نسبه ، يقول ابن هشام الكلبي انه كتبت للنبي خمسمائة ام قما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان من امر الجاهلية اي كلهن طاهرات ( المصدر الطبقات الكبرى لابن سعد 1/60) هذا المولد الطاهر يجعل المولد النجس يجقد عليه وقد ابدع الكاتب الاردني احمد حسين يعقوب في كتابه المواجهة في تحليل نفسيات قبائل او بطون قريش الـ (23) في تامرها على بطن بني هاشم الا وهو طاهرة النسب لبني هاشم .اليوم ومن يدافع عن يزيد هو لايدافع عن يزيد لانه يزيد ولكن ما وراء يزيد من مفاسد ونجاسات تكشف عوراتهم والا الاجدر بهم ذكر محاسن يزيد لو فعلا هم يحبون يزيد ولكنهم يعلمون ان تاريخه اقذر من النجاسات ، وهم يكرهون الحسين لا لانه الحسين بل لان اباه علي وامه فاطمة وجده النبي وهم من اطهر بطون قريش .
https://telegram.me/buratha