الحاج هادي العكيلي
في خطبة للامام الحسين عليه السلام في غداة يوم استشهاده قال : (( عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدينا على حذر ،فأن الدنيا لو بقيت لاحد أو بقي عليها أحد ،كانت الانبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء ، غير أن الله تعالى خلق الدينا للبلاء وخلق أهلها للفناء ،فحديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر والمنزل سلغة والدار قلفة ، فتزودوا فأن خير الزاد التقوى ،وأتقوا الله لعلكم تفلحون )).وبعد ان تكشفت زيف شعارات المفسدين التي كانت ترتفع في تصريحاتهم ما قبل توليهم المسؤولية مما زاد الاضطرابات والاحتجاجات ضد الفساد من اجل المطالبة بالخدمات وتحسين ظروف المعيشة .ان الفساد هو خطر كبير على العملية السياسية ومستقبلها ويهدد الثقة بين الناخب والمسؤول وبين الشعب والحكومة المنتخبة ،وما تم الكشف عنه واعلانه من فضائح الفساد في العراق وادراجه في المراتب الدينا من قائمة الشفافية العالمية ،ما هو الا قمة في جبل من المفاسد والسرقات ويحاول البعض ان يجعله سلوكاً اجتماعياً وعلاقات وظيفية مبنية على المصالح الاقتصادية والمنافع الشخصية والمحسوبية واصبح وباء يحيط بالدولة والمجتمع والاحزاب السياسية وسوف يلحق افدح الاضرار في هكيلية الدولة العراقية .ولنستلهم من واقعة عاشوراء وحديث الحسين عليه السلام حينما قال : (( ما خرجت أشراً ولا بطراً ولكني خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي )) .فالفساد الذي كثر الحديث عنه واصبح كالمرض العضال الذي انهش جسد الدولة العراقية وملأ جيوب المسؤولين وبيويتهم فلا دواء ولا علاج ينفع في أستئصاله أضعف النسيج الاجتماعي وابعدت القدرات وهجرت الكفاءات وشوهت مفهوم الدولة ونفرت أصحاب الضمير وانعدمت اخلاقية العمل وفقد القانون هيبته ليفقد المواطن ثقته في سلطة القانون وهيبة الدولة .ليعزز ذلك خطبة الحسين لاهل الكوفة حين قال : (( اللهم أنك ترى ما أنا فيه من عبادك هولاء العصاة ، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تذر على وجه الارض منهم أحداً ولا تغفر لهم أبداً )) .لقد كثر الفساد واصبح المفسدون هم اصحاب القرار ، فما بالك بالفقراء الا ان يقولوا عليهم كما قال الحسين عليه السلام (( اللهم أحبس عنهم قطر السماء ،وأبعث عليهم سنين كسيني يوسف ،وسلط عليهم غلام ثقيف فيسومهم كأساً مصبرة ،فانهم كذبونا وخذلونا وانت ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير ))
https://telegram.me/buratha