المقالات

الحسين ................. والمفسدين

561 07:35:00 2012-11-18

الحاج هادي العكيلي

في خطبة للامام الحسين عليه السلام في غداة يوم استشهاده قال : (( عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدينا على حذر ،فأن الدنيا لو بقيت لاحد أو بقي عليها أحد ،كانت الانبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء ، غير أن الله تعالى خلق الدينا للبلاء وخلق أهلها للفناء ،فحديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر والمنزل سلغة والدار قلفة ، فتزودوا فأن خير الزاد التقوى ،وأتقوا الله لعلكم تفلحون )).وبعد ان تكشفت زيف شعارات المفسدين التي كانت ترتفع في تصريحاتهم ما قبل توليهم المسؤولية مما زاد الاضطرابات والاحتجاجات ضد الفساد من اجل المطالبة بالخدمات وتحسين ظروف المعيشة .ان الفساد هو خطر كبير على العملية السياسية ومستقبلها ويهدد الثقة بين الناخب والمسؤول وبين الشعب والحكومة المنتخبة ،وما تم الكشف عنه واعلانه من فضائح الفساد في العراق وادراجه في المراتب الدينا من قائمة الشفافية العالمية ،ما هو الا قمة في جبل من المفاسد والسرقات ويحاول البعض ان يجعله سلوكاً اجتماعياً وعلاقات وظيفية مبنية على المصالح الاقتصادية والمنافع الشخصية والمحسوبية واصبح وباء يحيط بالدولة والمجتمع والاحزاب السياسية وسوف يلحق افدح الاضرار في هكيلية الدولة العراقية .ولنستلهم من واقعة عاشوراء وحديث الحسين عليه السلام حينما قال : (( ما خرجت أشراً ولا بطراً ولكني خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي )) .فالفساد الذي كثر الحديث عنه واصبح كالمرض العضال الذي انهش جسد الدولة العراقية وملأ جيوب المسؤولين وبيويتهم فلا دواء ولا علاج ينفع في أستئصاله أضعف النسيج الاجتماعي وابعدت القدرات وهجرت الكفاءات وشوهت مفهوم الدولة ونفرت أصحاب الضمير وانعدمت اخلاقية العمل وفقد القانون هيبته ليفقد المواطن ثقته في سلطة القانون وهيبة الدولة .ليعزز ذلك خطبة الحسين لاهل الكوفة حين قال : (( اللهم أنك ترى ما أنا فيه من عبادك هولاء العصاة ، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تذر على وجه الارض منهم أحداً ولا تغفر لهم أبداً )) .لقد كثر الفساد واصبح المفسدون هم اصحاب القرار ، فما بالك بالفقراء الا ان يقولوا عليهم كما قال الحسين عليه السلام (( اللهم أحبس عنهم قطر السماء ،وأبعث عليهم سنين كسيني يوسف ،وسلط عليهم غلام ثقيف فيسومهم كأساً مصبرة ،فانهم كذبونا وخذلونا وانت ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير ))

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك