عبدالله الجيزاني
لبيك ياحسين ياابا الاحرار نداء الخلود والبيعة الابدية الذي لم ينقطع مادامت الحياة، لبيك ياحسين النداء الذي قض مضاجع الطغاة وكان الامل الذي يعيش عليه المحرومين والمشردين في كل بقاع الارض،لبيك ياحسين صوت مدوي يشق عنان السماء ويصل الى كل الاسماع يرعب ويطمئن،لبيك ايتها الحياة،لبيك ايها المسار الواضح والطريق الانجح، لبيك يامن صنعت الحياة وسط ركام التخاذل والخنوع والياس واستبدلتها بالعز الدائم والامل المستمر،حروف كونت كلمات وكلمات اضحت حياة(ل ب ي ك ي ا ح س ي ن )متى نطقتها الحناجر تحول الجسد الى قدرة وقوة وانتصار وتحول المتجبر الى اصغر من الصغير،قلنا حروف تحولت الى كلمات ينطقها اللسان فمال الجسد والاحاسيس والمشاعر كلها تتغير لدى القائل والسامع،ومال الحياة كلها مع اول صيحة ترتدي ثياب غير تيابها في نظر القائل والسامع،انها معادلة لايفهم مغزاها الا من ادرك كل حرف فيها،نعم فهذا المعادلة لاتخضع لقواعد الرياضيات او قواعد الكيمياء والفيزياء لاعلاقة لها بالفسلجة ودور واثر الهرمونات على المعادلات في الجسد وعلى الشعور والاحساس في المزاج والمشاعر،لايمكن ان تخضع لتجارب العلماء وتحلل في مختبراتهم،انها نداء الحياة كما اسلفنا،ومن يملك سحرها وقدرتها فهي تحول النقيض الى النقيض بمجرد ان تنطق،يتحول من ينادي بهذه الكلمات من كتلة من الخوف والرعب والخضوع والخنوع الى كتلة من الشجاعة والارتقاء والسمو،من يدرك اثرها ومن يستطيع ان يدرك سرها،الكريم الشجاع صاحب النفس الابيه والروح النقية السامية وصاحب الفطرة السليمة من يتمكن ادراك سر هذه الكلمات،من عانى الظلم والتشريد والجوع والالم،من تجرع الم الكرامة المفقودة والعزة المستباحة،من عانى من اجل المبادىء والقيم السامية والاهداف النبيلة،من عاش يكابد كي يغير الحياة ويجدد فيها،من قض مضجعه ليل الظلم وحلكته وظل ينتظر بزوغ الشمس كي تكون الحياة كما هي،من ارتدى اكفانه وتوقع الرحيل من الحياة في اي لحظة وفي اي مكان لكنه متيقن من ان الحياة تبقى وقد يكون رحيله عنها سبب لبقائها كما خلقت اول مرة،وحدهم الاحرار من يدركون معناها(لبيك ياحسين) هو النداء الفاصل بين الانسان ومن يحمل الشكل الخارجي من الانسان فقط،اسلفنا هي حروف لكنها حررت شعوب ودحرت طغاة وزرعت امل واستأصلت يأس،ارعبت استكبار لديه كل شي القوة والمنعه والاموال والرجال ،ونصرت الاستضعاف بصدور عارية واجساد نحيلة وقلة انصار،هزمت عالم بأكمله،انها اذن القوة والمنعه والحياة،هي الانصار والعدة والعدد،هي القدرة والاقتدار،والرفعة والسمو،لما اذن يلام من يحييها ويجددها كل عام،لماذا يلام من يلطم الخد والصدر في ذكراها،لماذا يلام من يرخص كل شي فيها ،اليس هي سبب من اسباب استمرار الحياة؟ اليس ادراكها سبب لولج الكرامة والعز والاباء،اليس اطلاقها يحرر الانسان ويجعل منه انسان كما ارادات له السماء؟ فماذا يريد من يحاربها؟ ومن يشنع على من يعيش عليها وبها لتستمر الحياة للجميع؟ هل لنا ان نقول ان هناك خلل في مقومات الانسان في كل من يحاربها؟ او نقول امثال هؤلاء لم يبقى فيهم من الانسان الا الشكل الخارجي،فبينما نتفق نختم ان من يحارب نداء لبيك ياحسين هو عدم ولايعيش الا ليعيش بأي صورة مستعبد اوحر فالمعنى واحد لديه وفي نظره،مصطلحات وقيم مثل الكرامة والعز والاباء والشموخ والسموا تمثل لديه كلمات لاتقدم ولاتؤخر في حياته... وحدهم الاحرار اعلنوها وستبقى شعارهم الى ابد الابدين يعيشون فيها ومنها (لبيك ياحسين .. لبيك ياحسين) مادامت الحياة...
https://telegram.me/buratha