يبدو أننا في حرب إرادة وحرب وعي ...وإذا كان الأمر كذلك فإننا كمسلمين وكاصحاب قضية نقترب من الوصول إلى مقتربات الإنتصار في هذه الحرب، وألأمثلة أكثر من أن تساق، ففي لبنان كان المؤمنين مستضعفين ومغيبين يكبلهم الإحساس بالهزيمة ووهم إستحالة الإنتصار، لكن في ساعة نقاء أكتشفوا أن المعادلات الإلهية التي تؤمّن الإنتصار بسيطة التنفيذ، فإنقلب الوضع بعد أن تشكل جمهور مؤمن إيمانا نقيا حقيقيا، وتحصل على سر الإنتصار عبر الرجوع الحقيقي لمنبع المدد الحقيقي للقوة، وبسرعة إستطاعوا أن يقلبوا معادلة الوعي والإدراة، وبسرعة أيضا تشكل المشهد الرائع، فحققوا الإنتصارات الصغيرة الواحدة تلو الأخرى، للتراكم في النهاية الى الأنتصار الأول الذي كافأهم الله به بتحريرالجنوب سنة 2000، وتلاه الإنتصار الأعظم في 2006، وأصبح الجميع يثق بتأييد الله وتسديده وصحة وعد الله للمؤمنين بالنصر، فإنقلب المشهد وأصبح العدو هو من يعيش الهزيمة ويتذوق طعم ذلها ويستمرأه، وهو الذي لا يملك جذرا يعطيه الصبر والصمود، ولذا فهو يعيش في خوف وقلق ورعب مستمر، يجعله يتخبط في كل شيء ويهاب المقاومة الإسلامية، بل ويصل بهم الأمر إلى التنظير إلى أنهم زائلون لا محالة، فباتوا جيشا من الخائفين...وتلك كانت أنتصارات صنعتها راية الحسين (ع)..
هنا في العراق حيث سادت المعادلة المقلوبة 1400 عام، وحيث كنا مستضعفين مهدوري الكرامة، مكبلين بمقولة ضعفنا أمام الطغاة، كنا نستبدل راية أبي عبد الله الحسين في أول كل محرم بصمت وخوف، وبعد أن تمكنا بقافلة التضحيات التي لها أول وليس لها آخر، من إزاحة الطغيان بعملية قيصرية مؤلمة، قيض الله لنا بعد أن أدركنا أنه يتحتم علينا الإنتصار في حرب الإرادة والوعي أن نرفع في كل تخم من تخوم الوطن في أول كل محرم راية الحسين (ع)....
في البحرين الأمر ليس مختلف كثيرا عما هنا أو في لبنان، فهناك مثلما هنا مدرسة الحسين قد تملكت العقول باكرا، وأهل البحرين طلبة ممتازين في هذه المدرسة، وأهلها يدركون وعد الله بالنصر للمؤمنين، وهم يثقون بالنصر والمدد الإلهي بلا حدود والتسليم إلى الله بوعده الذي لا يخلفه، وهم يعلمون أن الخطوب كلما تشتد فإن للفرج بزوغ قريب، وأن النظام الخليفي يقمعهم لأنه خائف، وأن درع الحظيرة دخل البحرين ليلاقي مصيره.. وستهزمهم بأذن الله راية الحسين (ع) ..
في بلاد الحجاز "السعودية" فتح الله لأهل الأحساء والقطيف باب الشهادة، وهي رحمة إلهية وخير لا يخصه الله إلا لمن يرضى عنه، والنظام السعودي الحاكم يتخبط خبط عشواء، لا يعلم من أين ستأتيه غيوم الأمطار التي ستغرقه، أمن أعوانه في الدول العربية الذين بدأوا يتساقطون حاكما بعد حاكم؟ أم من غرق الأسرة الحاكمة في الفساد والعهر الذي بات سمتها التي لا تخجل منها؟ أم من فشل أطروحة التكفير التي تبناها وجعلت العالم كله ينبذه..وهاهي ترفع هناك راية الحسين (ع)..
كلام قبل السلام: هاهي الأبواب مشرعة وتناديك يا أبا صالح لتحقيق الإنتصار الإلهي الموعود...
سلام عليك يا ابا عبد الله...
https://telegram.me/buratha