عباس المرياني
يطوي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" هذه الايام ثلاثين عاما من الجهاد والتضحيات والبناء ليقف في طليعة الحركات الثورية والجهادية العراقية التي ناضلت ضد الديكتاتورية وقدمت من اجل التغيير قوافل الشهداء وتحملت في سبيل تحقيق اهدافها الكثير من الالم والبعد والغربة وطرزت تاريخ جهادها باحرف من نور حتى تحقق النصر الناجز في الخلاص من الظلم والاضطهاد والديكتاتورية واشرق فجر الحرية في العراق.وعندما يحتفل المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بذكرى تاسيسه الثلاثين في اوقات بدت مختلفة كثيرا عن السنوات الماضية سواء في فترة الجهاد والدفاع او فترة التاسيس والبناء لانه يقف اليوم وقد شارف على قطف ثمار نضاله وجهاده التي بذلها طوال السنوات الماضية من اجل الحفاظ على ثوابت الدين الاسلامي المحمدي الاصيل ومن اجل الخلاص من النظام الديكتاتوري الشمولي الذي كان يجثم على صدر الاكثرية من ابناء الشعب العراقي.ويقف المجلس الاعلى الاسلامي في طليعة الاحزاب والحركات الاسلامية والوطنية في الوقوف ضد نظام البعث الدموي ورفضه لكل اساليب الترهيب والترغيب التي كان نظام البعث المقبور يستخدمها لشراء خصومه ومناوئيه واعطى مقابل هذا الرفض خيرة رجال العراق وشبابه وقدم القرابين تلو القرابين لان المجلس الاعلى كان يعلم ان طريق الحرية والاستقلال والخلاص لا يعبد الا بدماء الشهداء.كما ان المجلس الاعلى يختلف عن حركات التحرر والجهاد العراقية الاخرى "الحقيقية والمدعية" لانه واجه نظام الطاغية وجها لوجه وخندقا لخندق ولم ينكفأ على نفسه او يشعر بالاحباط في اي يوم من سنوات المواجهة والجهاد لان قيادة المجلس الاعلى كانت تعمل وفق مبدأ التوكل على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه وبقي مرابطا في سهول واهوار وجبال العراق موطنا نفسه على الالم ونكران الذات والتفكير بتحقيق المصلحة العامة حتى لو تطلب ذلك الغاء المصلحة الخاصة وهذا المنهج بقي جزءا من فلسفة هذا الخط الجهادي المرجعي حتى يومنا هذا في وقت فضل الكثير من اتباع الاحزاب الاخرى غلق مقراتهم وحزم امتعتهم وانهاء العمل السياسي والانتقال الى عواصم اوربا والسكن في فنادقها الفارهة وشققها الوثيرة بعد ان تسلل الياس الى نفوسهم الضعيفة الخائرة.اليوم المجلس الاعلى يبدوا اقوى من اي مرحلة ماضية بفضل حنكة وحكمة السيد عمار الحكيم وقدرته على ادارة الملفات سواء تلك التي تتعلق بادارة الدولة او العلاقات مع المحيط العربي والاقليمي والدولي او تلك التي تتعلق بالبناء التنظيمي للمجلس الاعلى خاصة بعد المتغيرات التي حدثت في هيكلية المجلس الاعلى خلال السنوات الاخيرة.ان من حق المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان يفخر بما قدمه للعراق وشعب واجيال العراق سواء في سنوات الجهاد او في سنوات البناء ففي سنوات الجهاد اعطى الاف الشهداء يقف في طليعتهم شهداء ال الحكيم لم تكتمل لوحتهم حتى تزينت بدماء شهيد المحراب(قده) وغير هذا فان المجلس الاعلى يمثل صمام الامان لتثبيت اركان العملية السياسية وترسيخها والتاسيس لحكم الاكثرية من خلال صناديق الاقتراع وكتابة الدستور .ان تاريخ المجلس الاعلى بدأ منذ ثلاثين عام وهي فترة كافية للوصول الى سن البلوغ والفتوة واكتساب الخبرات وحقيقة الامر ان الفترة الحالية هي فترة المجلس الاعلى لان يضع كامل تجاربه وخبراته في خدمة العراق وابناء العراق ولم لا وقد كشفت الايام والازمات ان في المجلس الاعلى تكمن كل الحلول للخروج من هذه الازمات المتكررة التي أضاعت تسع سنوات من عمر الشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha