سامي جواد كاظم
العتبات المقدسة في عموم العراق بل في عموم الوطن العربي خضعت لهدم واعمار حسب طبيعة حكم الحكام واكثر هذه العتبات عرضة للهدم والبناء هي عتبات كربلاء وتحديدا العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين ، والميزة التي عليها اهم مراحل الاعمار وعددها سبعة او ثمانية بانها تاتي بقرارات من خارج كربلاء سواء خلفاء او سلاطين ، وهنالك ترميمات لا تعتبر ضمن العمارة لان العمارة هي اضافة معلم بنائي مميز واكثر الجهات التي عملت على اعمار عتبات كربلاء هم السلاطين الايرانيين ، والى هذه الساعة هنالك من الايرانيين من يتبرع لاعمار العتبات المقدسة في عموم العراق عامة وكربلاء خاصة .هنالك ملامح اعمارية عملاقة شهدتها العتبتين المقدستين الان ، هذه الملامح يجمعها قاسم مشترك واحد انها جاءت بارادة ابناء البلد وسيسجل التاريخ هذه الملامح الاعمارية للروضة الحسينية باسم امينها العام الشيخ عبد المهدي الكربلائي والعباسية باسم السيد احمد الصافي وتمويلها باسم الوقف الشيعي متمثلا بالسيد صالح الحيدري والرعاية والمتابعة ستكون باسم المرجعية العليا في النجف الاشرف .للفترة من 7 الى 14 تشرين الثاني شهدت العتبة الحسينية انجاز اروع وافضل مشروعين وهما المرحلة الاولى لتوسعة الحائر المقدس وافتتاح مدينة الزائرين على طريق كربلاء الحلة، لربما سيذكر التاريخ مدينة الزائرين باعتبارها مرفق خدمي لزائري العتبات المقدسة في كربلاء الا ان التوسعة التي هي قيد الانجاز وقد انجزت المرحلة الاولى المتمثلة بالتوسعة المحصورة بين الباب الزينبي والسدرة يعتبر علامة مميزة لان اللمسات فيها بكل شيء عراقي صرف على يد ابناء البلد التصميم والتنفيذ والاشراف والتمويل كلهم عراقيون وقد اضفى هذا الانجاز لمسات فنية ونظرات روحانية لكل من يدخل الى هذه التوسعة وزادوا على ذلك مواكبة التطور العمراني للعالم في هذا المجال .فعندما تذكر مراحل الاعمار ويذكر اسماء السلاطين سيقولون عند العمارة التاسعة بانها جاءت في زمن حكومة منتخبة وبفضل الادارة لهذه العتبات التي جاء تعيينها بموافقة المراجع الاربعة في النجف والدستور العراقي وبتمويل الوقف الشيعي عندما كان على راس الهرم السيد صالح الحيدري .هنالك انجازات اخرى للعتبتين البعض منها كان للتبرعات من خارج العراق مساهمة ولكن الاعتماد الرئيسي للمشاريع المهمة جاء على الامكانات العراقية من حيث العمل والتمويل بل ان العتبة العباسية انشات ورشة لتصنيع الاضرحة المقدسة وهي بصدد صناعة ضريح لابي الفضل العباس عليه السلام .عندما تختلط النية الصادقة في خدمة الحسين عليه السلام وزواره مع ما يقدم من اعمال فمما لاشك فيه ياتي الانجاز رائعا ومصداقا لمقولة ماكان لله ينمو وهاهي العمارات السابقة التي اجريت على العتبات المقدسة يذكرها التاريخ بتفاصيلها وشخصياتها .هنالك بعض الاعمال الترميمية التي هي اشبه بالرياء نعم الرياء قامت بها حكومة الطاغية ولو قورنت هذه الاعمال امام الهدم الذي تعرضت له العتبات مع الاعمار لبعض العتبات التابعة للدولة لنجد ان الفارق شاسع وواسع .في زمن الطاغية لايسمح لنا حتى استخدام ( المهفاية) على عكس ما نشاهده اليوم من اجهزة تدفيئة وتبريد ضخمة لتهيئة الاجواء للزائر الكريم ، في زمن الطاغية كان الزائر يعاني حتى من قلة او انعدام المغاسل على عكس اليوم فقد افتتحت منشآت صحية حواليّ العتبة الحسينية المقدسة اضافة الى المتنقلة وباعداد كبيرة .ولم تنحصر الخدمات التي تقدمها العتبتان فقط على الماكل والمنام والمغاسل بل تجاوز الى الخدمات الصحية فقد افتتحت العتبة الحسينية مجمع سفير الحسين الطبي وبارادة عراقية عملا وتمويلا مع توفير ارقى الاجهزة الطبية اضافة الى مستشفيات اخرى وضع لها حجر الاساس ومنها متخصصة بالاورام السرطانية والتي تعد الاولى في الشرق الاوسط .ان النهضة العمرانية التي شهدتها العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية من حق كل عراقي شريف ان يفخر بهذه الانجازات الرائعة والتي يعود مردودها في كل شيء للزائر خاصة والمواطن عامة
https://telegram.me/buratha