المقالات

عبء الفلسفة على واقعة الطف

695 00:00:00 2012-11-19

سامي جواد كاظم

واقعة الطف شغلت ايام التاريخ واخذت حيزا واسعا من تفكير المحب والمبغض وكل يحاول ان يدافع عن ما يدعيه بخصوص الطف ولكثرة التفكير هنالك شريحة منهم وهي واسعة تجر واقعة الطف لتدخلها في حلبة الفلسفة ، وبسبب الفلسفة هنالك من يعقد الامور وهنالك من يبتعد عن اهداف الواقعة وهنالك من يفتح باب لاسئلة تشكيكية تحت غطاء الفلسفة ودراسة ابعاد النهضة الحسينية وهي في واقعها نهضة للامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا ان الغريب عندما يدخل من يحاول البحث بابعادها في متاهات تقود المبغضين لاثارة الشبهات طبقا للمتاهات التي اختلقها من يعتقد انه يتفلسف لدراسة واقعة الطف .بداية لنطلع على راي الامام الصادق عليه السلام بخصوص الفلسلفة وما الفرق بينها وبين العلم ، يقول عليه السلام:" إن العلم يوصل المرء إلى نتيجة واقعية حتى ولو كانت صغيرة ومحدودة ولكنها نتيجة حقيقية فعلا، أما الفلسفة فلا توصله إلى نتيجة ما"، ومن هذا المنطلق ارى واسمع واقرا كثيرا من الدهاليز التي لا تخرج صاحبها عندما يحاول ان يعطي لواقعة الطف جانب فلسفي فانه يعقدها على المحب ويستفاد منها المبغض الحاقد ، وعلى سبيل المثال هنالك من سال تحت عنوان الفلسفة عن اصحاب الحسين عليه السلام، هل فعلا أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا يفضلون الموت في سبيل الحسين عليه السلام على الجنة؟ وجاءت الاجابة بالرغم من انها مسندة بالاحاديث الا ان التفلسف بها قادها للمتاهات فالاجابة كانت "إن أصحاب الحسين كانت لهم مراتب مختلفة فبعضهم كان يقاتل طمعاً في الجنة وبعضكم كان يقاتل حباً للحسين، فمثلاً زهير بن القين قال للحسين والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى أقتل هكذا ألف مرة وأن الله يرفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك لفعلت ، وقال مسلم بن عوسجة والله لو علمت أني اقتل ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أحرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك.فمثل هؤلاء واستعدادهم بهذا المقدار لابد أن يكون قتالهم حبّاً للحسين (عليه السلام) لا طمعاً في الجنّة بينما كان بعض الأصحاب يقول: (ما هو إلا نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم ساعة ثم نعانق الحور العين.) فمثل هذا لعله كان يقاتل من أجل الدخول في الجنة. بينما كان بعض يصدح بطلب الجنة فيقول الحسين لجون مولى أبي ذر: أنت في إذن مني فإنما تبعتنا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقتنا، فقال يا ابن رسول الله إنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم والله ان ريحي لنتن وأن حسبي لئيم ولوني لاسود فتنفس علي بالجنة فتطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي".اقول ما الفائدة من هذه الاجابة فالذي يحب الحسين والموت من اجل الحسين لان الحسين هو حجة الله على الارض وهو يحمل رسالة محمد للدفاع عنها فلولا هذه الصفات لما احبوا الحسين والذي يريد الجنة فانه طالما فكر ان الدخول الى الجنة يكون عن طريق الحسين حتى ولو كان الثمن روحه فان هذا التفكير يكفيه انه فكر بالامام الحسين هو طريق الجنة ولو تخاذل عن نصرته لقاد نفسه الى النار وكلتا الحالتين هي ممدوحة ، والاروع ما موجود في اصحاب الحسين عليه السلام انه لا يوجد بينهم مرائي لانه يعلم ان طريق الحسين هو النهاية الدنيوية وقد اشار لهم الحسين بذلك وطلب منهم الرحيل وتركه الا انهم ابوا ترك الحسين فاي قيم هذه التي يحملونها هؤلاء الاصحاب فمهما تكن الدوافع فكلها في طريق واحد ولا ربط بينها وبين تقسيم العبادة من وجهة نظر الامام علي عليه السلام لان تبعيات العبادة ليس اثرها مباشر بعد تصنيفها اي في حالة اقامتها لاي وجه كان اما واقعة الطف فمهما كانت نوايا الاصحاب فثمنها الرحيل عن الدنيا والروح هي اغلى ما عند الانسان فطالما انهم بخسوا بها في هذا الموقف فهذا يمنحهم رتبة مهما تفلسف المتفلسفون لدراسة ابعاد العمق الايماني لهؤلاء الافذاذ فان عقولهم ستبقى في حيرة من امرها لما يستجد لها من مفردات فلسفية بحقهم

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيـــد مغير
2012-11-19
جاء رجل الى السيد محمد بن الأمام علي عليهم الصلاة والسلام المعروف ( محمد أبن الحنفية )بعد حادثة الطف وكان متألما ً لأنه لم يلحق بالحسين ليؤدي الواجب الألهي لنصرة الحق . فأجابه السيد محمد أبن الأمام أمير المؤمنين _ ماذا تقول , والله كنا نعرفهم بأسمائهم . لقد كان أصحاب الأمام الحسين عليه الصلاة والسلام صفوة مختارة زرع الله في قلوبهم القوة في الأيمان والقوة الجسدية . وهم خير الأصحاب والسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا في سبيل الله ويم يبعثون وهم خير البرية . والسلام على الأخ سامي جواد مع المحبة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك