المقالات

هل يصلحنا محرم

765 01:32:00 2012-11-19

 

أحمد عبد الحسن

ورد في الأثر أن من لم يكن في الزيادة كان في النقصان..ومن تساوى يوماه فهو مغبون..ومن كان في النقصان فبطن الأرض خير له من ظهرها.

كنت أتمنى أن أقرأ هذه الشعارات معلقة على الجدران، نُذكّر بها أنفسنا كل ما أطل علينا محرم الحرام..أو شهر رمضان أو أية مناسبة دينية...مع شعارات الحزن والتعازي التي نرفعها كل عام جزعا على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) وفاجعته الأليمة.

في هذه المقدمة نكتة  لطيفة أرغب أن أنبه عليها، هي في القول أن من تساوى يوماه فهو مغبون..فكيف بمن تساوى شهراه..وكيف بمن تساوى عاماه..بل كيف بمن يقضي عمره كله وهو يزحف زحفاً نحو إصلاح نفسه أو لم يكن ملتفتاً أصلاً لهذا الأمر.

يمر علينا محرم ونلبس السواد ونلطم الصدور، بل قد نعبر عن جزعنا بأكبر من هذا ويصل الأمر إلى طبر الرؤوس وإسالة الدماء.

بيد أن السؤال المهم الذي يبقى يلح على البال ويشغل الفكر، هو ما الذي استفدناه من محرم الحرام في كل أعوامنا الفائتة؟.

إن أول شعار افتتح به الإمام الحسين (عليه السلام) ثورته المباركة، كان هو الإصلاح في أمة جده وأنه لم يخرج بطراً و لا أشراً.

من هنا لابد أن نعرف أن كل ما يتعلق بالحسين ونهضته التي أرقت مضاجع الظالمين، يدور حول الإصلاح الأفقي، أي علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان بل مع كل من يتشارك معه المعمورة، ومن ثم يصار إلى الإصلاح العمودي الذي يعني علاقة الإنسان مع ربه وبارئه.

والإصلاح العمودي يتعلق ويتوقف على مدى التحسن الطارئ على سير الإنسان إفقياً، فكلما أحسن لأخيه الإسنان كان ذلك مدعاة للقرب من ربه تعالى..بل الأمر يتعدى ذلك بكثير لأن كل عمل يحمل بين طياته خيراً، مطلق الخير يكون سبباً لنزول الرحمة والبركة على تلك البقعة من الأرض وأولئكم المجموعة من الخلق.

من هنا لابد لنا وأن نستقبل محرم الحرام بنفس الشعار المرفوع من قبل صاحب المصاب، وهو الإصلاح..وعلينا إن كنا حسينيون كما ندعي أن نكون الأولى بتطبيق هذا الشعار وتحويله إلى سلوك جمعي من خلال تقديم المصداق الحي المتمثل بترجمة أخلاق شهيد الحق الثائر من أجل كرامة الإنسان، بصورة الموالي الحزين على مصاب سيده، وخادم الموكب المتألم على فوات فرصته في مشاركة جون في خدمة أهل بيت العصمة والطهارة، ولاطم الصدر المتحسر على عدم نصرة سيده بسبب الزمن الذي تقدمه بكثير.

إن قُدمت هذه الصورة في مواكب أحزاننا فأنا زعيم بأن الفرج سيقترب درجات ودرجات، بل قد أذهب إلى أكثر من ذلك إلى القول أن الله قد يتكرم علينا بالمشاركة بثورة أخذ الثأر من قتلة الحسين ومشروعه الألهي المبارك. والقتال تحت راية الحق الموعود بها الناس أجمعين.

فهلموا أخوتي لنكن حسينيين، وليكن يومنا أفضل من أمسنا، ويكن محرمنا هذا أفضل من محرمنا الماضي..حتى لا نشمل مع الموصوفين بالقول..من تساوى محرماه فهو مغبون وبالتالي هو بالنقصان ومن كان بالنقصان....

 

 

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك