الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
العشرة الأولى من محرم الحرام مناسبة دينية وإنسانية تستقطب المسلمين والنصارى والصابئة وغيرهم في كل بقاع العالم ، لان الحسين {ع} ليس ملكا لطائفة ولا لدين معين، فيوم عاشوراء اختلطت فيه دماء الأئمة وأبناءهم بدماء النصارى والعبيد والأحرار والنساء والأطفال اختلط دم التركي والعربي والسيد الهاشمي ، وهذا يؤكد عالمية الثورة التي قادها أبو الأحرار عليه السلام ...لذلك يعبر كل شخص عن حبه للحسين {ع} بطريقته الخاصة ، هذه النقطة مع الأسف أدت إلى تجاوز على الحريات ، لنقولها بصراحة أعطت المناسبة مبررات لاختراق حريات الآخرين. والبصرة مدينة معروفة تحيي العشرة الأولى من محرم بشكل لا مثيل له في العالم كله من ناحية التعبئة وسعة المشاركة ، وهذا ما تقر به المرجعية الدينية في النجف الأشرف ، وقد شارك كبار الخطباء في إضفاء مسحة حسينية ثقافية في الشارع البصري ، وشاركت الفضائيات في النقل التلفزيوني وتغطية بعض الشعائر ، البصرة هذه الأيام أشبه بغابة من السواد والرايات الحسينية ، لا يوجد شارع ولو بعيد أو فرعي إلا وبه سرادق علقت به الرايات والشعارات ، إضافة إلى البيوت والشوارع العامة ، كل محلة ومنطقة لها مشاركة حسب رؤيتها وسعة إمكانياتها ... هذا يجري بشكل تصاعدي كل عام ...القوات الأمنية ،خاصة الشرطة يبذلون جهدا {فوق استثنائي لتامين حماية المحتفلين وحماية المدينة والمواكب الحسينية} في كل أنحاء البصرة، هذا جهد كبير لا ينكره احد، ولكن أن يتحول هذا الجهد إلى وبال ومصيبة على الناس السالكين الشوارع ليلا ، هذه المصيبة أعظم.. ولا ادري هل اصدر مدير شرطة البصرة أوامره بغلق جميع الشوارع ليلا ..؟؟ أو مدير عمليات البصرة هو الذي حول شوارع البصرة إلى ثكنة مغلقة لا يجوز العبور منها ..؟؟ ، وحين نتوسل بالضابط أو الشرطي المكلف بالواجب ، يرد علينا ببرود هذا واجبي ..!! وقد تحدثت مع عدد منهم عن {تطبيق القانون وروح القانون} انه هناك حالات ولادة آو مريض يستوجب نقله بسرعة إلى المستشفى , بل كل الناس الذين يتنقلون ليلا عندهم أعمال ضرورية ، يجيب بعصبية مفتعلة { هذه مشكلتك..!!!} أنا خطيب حسيني ، وأقدم خطباء البصرة من الأحياء هذه الفترة، كنا نعاني من أزلام السلطة المقبورة مضايقات ونسمع منهم شتائم حين مرورنا من بينهم أيام عاشوراء ... ولكن أن نسير اليوم من عدة فروع وشوارع لانتقل إلى مجلس آخر لا يبعد عن المجلس الأول ثلاث كيلو مترات لمدة ساعتين وبعد توسل رغم إنني ارتدي عمامة ويعرفني اغلب الشرطة ، هذا لم يحدث مطلقا في تاريخ البصرة ، ولم يعملها مدير شرطة في المحافظة سابقا مطلقا..فكيف ببقية الناس هذه الأيام ..؟؟؟وقد التفتت الحوزة العلمية الشريفة لهذا الأمر وأرسلت وفدا إلى البصرة لمقابلة الجمهور الحسيني وتبليغه الإرشادات التي تفضل بها المراجع الكرام في النجف الأشرف..التقى الوفد الكريم بعدد من أصحاب الحسينيات ولكن هذا لم يفك حصار الشوارع ، لان سبب انقطاع الشوارع ليس أهل الحسينيات ، بل مواكب الخدمة ومواكب الزنجيل ، وغياب التنظيم من قبل الشرطة .. لذا نقترح التالي...1- تبليغ رؤساء المواكب الحسينية بضرورة استخدام شوارع خاصة وترك شوارع أخرى لمرور السيارات والسابلة... 2- يمكن حماية الشارع المخصص للمواكب بطريقة أسهل على رجال الأمن من الشكل العشوائي الآن ..3- أعطاء صورة حضارية وإنسانية من الجمهور الحسيني للآخرين بترشيد الشعائر دون الامتداد على حريات الآخرين التي يحرمها الشارع المقدس.. يقول الرسول{ص}" تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين"4- تنظيم مواكب الخدمة وجردها من قبل الشرطة خوفا من اختراقها من قبل الإرهابيين وتقديم ما يؤذي الناس ويقتلهم ... وأخيرا ذكر لي ضابط كبير في الجيش..بقوله إننا نخشى من كلمة " هؤلاء ضد الحسين ، أو إنهم يحاربون الحسين ، وهذه تهمة يمكن أن يطلقها كل من لم يهتم لحفظ النظام ، أو ممن ليس لديه مسؤولية،... عليه أقول هذا امر تؤكد عليه المرجعية الشريفة وبلغوا به الخطباء الحسينيين ، ويسعى المسؤولون في البصرة لتقديم أقصى خدمة للجمهور الحسيني ، وعلى رأسهم الشرطة والجيش بما يقدمون من جهد في حفظ النظام وحماية المشاركين.. ولكن الأمر بدون تخطيط ولا دراسة .فجاءت النتائج كما بينتها ....
https://telegram.me/buratha