حيدر عباس النداوي
لم تتعرض محافظة من محافظات عراقنا العزيز الى الاغتيال والقتل والتهجير كما تعرضت وتتعرض له مدينة البرتقال والجمال والانهار والبساتين ولم تعاني محافظة من استمرار مسلسل التفجير والتفخيخ مثل ما هو في محافظة ديالى لاسباب مادية ومعنوية وجيولوجية وطبوغرافية فكانت ديالى ممرا ومنطلقا ومسكنا للزرقاوي ولعصابة القاعدة ولدولة العراق الاسلامية للقيام بجرائمهم التي تتوزع على التهجير الطائفي والقتل على الهوية وتفخيخ المنازل والسيارات والقصف بالهاونات فاستحقت بهذا الانفلات الامني وهذه الفوضى ان يطلق عليها مدينة الارهاب.وما يجري في ديالى صورة مكبرة لما تريده العصابات الاجرامية واتباع دولة العراق الاسلامية من احداث للفوضى وقتل كل مخالف لتوجهاتهم وهذا ما يتم ملاحظته بوضوح مع كل مواسم الاحزان والاحتفالات وخاصة في شهر محرم الحرام وفي ايام الاعياد الدينية لذا فان على ديالى وخاصة مناطق معينة ان تستعد لدفع ضريبة الايام القادمة وكما يحدث في كل عام ،بل ان العصابات الاجرامية لم تتوقف في يوم من الايام عن استهداف الابرياء، وما تفجير الخالص قبل يومين الا استمرار لمسلسل القتل والتدمير واحداث الفوضى والقادم ربما يكون اسوء اذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة من قبل القوات الامنية المتواجدة في المحافظة.ومن المثير والغريب ان تعجز الحكومة المركزية والمحلية وعلى مدى السنوات الماضية من فرض هيبة الدولة والقضاء على المجاميع الارهابية وتطهير المحافظة من الزمر البعثية والصدامية الاجرامية بل ان المحافظة لا زالت تمثل الخيار الاصعب والتحدي الاكبر لقدرة الدولة على ضبط الاوضاع الامنية وتحقيق الاستقرار وقد يكون من اسباب عدم استقرار المحافظة امنيا هو تفشي حالة الفساد المالي والاداري في صفوف الاجهزة الامنية وخاصة القيادات العليا واختراقها من قبل المجاميع الارهابية وكذلك وجود أجندات تأتمر باوامر جهات ارهابية او دول اقليمية لها دور في صنع القرار في المحافظة اضافة الى وجود حواضن لم يتم القضاء عليها حتى هذا الوقت وكذلك وجود امتدادات للمحافظة مع مناطق لا زالت هي الاخرى مصدر للارهاب والارهابين كما تلعب العوامل الديموغرافية والجيلوجية إضافات مؤثرة في انتشار وتواجد التنظيمات الارهابية.ان الحكومة المركزية لا زالت لم تهتدي الى طريق البرتقال في مدينة الحسن والجمال وعليها ان لا تضيع الكثير من الوقت لان اضاعة الوقت ستؤدي الى نزف مستمر في جسد ابناء ديالى الشرفاء ويمنح العصابات الارهابية فرصة مضاعفة للاستقرار وتاسيس امارة دولة العراق الاسلامية التي بدأت بوادرها تظهر بوضوح في عدد من مناطق المحافظة الاسيرة وكلما تاخر الوقت تكون ديالى قد تحولت الى قندهار او محمية تابعة لاحفاد الزرقاوي وبن لادن وعندها سيتضاعف عدد الارامل والايتام.ان الجهات الامنية وخاصة وزارة الدفاع والداخلية معنية قبل غيرها بايجاد الحلول السريعة لمعالجة الخروقات الامنية المتكررة في ديالى والتي يذهب بسببها العشرات من القتلى والجرحى يوميا اضافة الى تمدد نفوذ العصابات الارهابية لمناطق جديدة مما يصعب مهمة الاجهزة الامنية في القضاء على هذه الزمر وتحقيق الاستقرار والامن.ديالى تقف على مفترق طريق اما ان يتم انتشالها من العصابات الاجرامية قبل فوات الاوان او الاستعداد لفوضى لن تنتهي الا باحراق كل شيء في ديالى والمناطق القريبة منها.
https://telegram.me/buratha