قلم : سامي جواد كاظم
ليس المقصود بالمعجزة هي تلك التي اختص بها النبي محمد (ص) وباقي الانبياء والرسل ولكن نقصد بها المعجزة التي تحدث لاثبات امر معين بحدود الزمان والمكان الذي حدثت به المعجزة وهي خارج نواميس الطبيعة ، وهنالك الكرامة والتي يمكن ان نعرفها هو ما يحصل عليه العبد نتيجة دعاء تظهر منزلة الداعي والوسيط بين الداعي والله عز وجل .غالبا ما يؤكد من يتطرق لهذا الموضوع فيما يخص الائمة عليهم السلام ونخص منهم الحسين عليه السلام باعتبار هذا الشهر الذي تحمل ايامه ماساة عاشوراء يؤكد على شكل وحجم وتاثير المعجزة والكرامة متناسيا اسبابها ومسبباتها ، بحيث ان البعض منهم قد يبالغ في سرد الكرامات وفي بعض الاحيان لا يلتفت الى السامع لخطابه عن الكرامات مما يثير استهجان من لم يتمتع بقدر كاف من الايمان والاعتقاد بمنزلة الائمة (ع) ، وعند الاطلاع على كتب المخالفين نجد انهم يذكرون معاجز وكرامات نسخة طبق الاصل للتي نتحدث عنها بخصوص الائمة مثلا على سبيل المثال لا الحصر بخصوص رد الشمس والمشهور عندنا عندما ردت الشمس للامام علي عليه السلام ، فقد ذكر ابن حجر الهيثمي: كما تواتر باليمن في الشيخ العارف إمام الفقهاء والصوفية في وقته إسماعيل الحضرمي نفع الله به أنه قال : من قبل قدمي الجنة ، فلم يزل يقبل قدمه كل زائر وإنْ جلت مراتبه ، ومن كراماته أنه كان داخلاً لزبيد وقد دنت الشمس للغروب ، فقال لها : لا تغربي حتى ندخلها ، فوقفت ساعة طويلة ، فلما دخلها أشار إليها فإذا الدنيا مظلمة والنجوم ظاهرة ظهوراً تاماً،الفتاوى الحديثية ص 316 .وكذلك بخصوص كون النار اصبحت بردا وسلاما كما هو مذكور في كتبنا ان الامام الصادق عليه السلام طلب من احد شيعته ان يدخل في التنور ففعل وكان ما كان على غرار ذلك يقول ابن كثير في البداية والنهاية : وروى ابن عساكر أنه كان قد عاهد أبا سليمان الدارني ألا يغضبه ولا يخالفه ، فجاءه يوما وهو يحدث الناس فقال : يا سيدي هذا قد سجروا التنور فماذا تأمر فلم يرد عليه أبو سليمان لشغله بالناس ثم أعادها أحمد ثانية ، وقال له في الثالثة : اذهب فاقعد فيه ثم اشتغل أبو سليمان في حديث الناس ثم استفاق فقال لمن حضره إني قلت لأحمد : اذهب فاقعد في التنور وإني أحسب أن يكون قد فعل ذلك فقوموا بنا إليه فذهبوا فوجدوه جالسا في التنور ولم يحترق منه شيء ولا شعرة واحدة . البداية والنهاية ج10 ص 363 أحداث عام (246هـ) ط. دار الريان للتراث / القاهرة سنة 1408هـ- 1988م .ولديهم الكثير من هكذا احاديث نسخة طبق الاصل لدى الشيعة ولكن الاهم الحديث عن منزلة من تحققت له المعجزة او الكرامة ،فلو اردنا تكذيب غيرنا فهم كذلك يكذبوننا ولكن عند الحديث عن منزلة الائمة عليهم السلام فعندها يتحقق المطلوب .الغاية من ذلك قد يتطرق بعض الخطباء او بعض المتحدثين عن معاجز وكرامة الحسين عليه السلام فيخوض بما يترتب عليه اثار سلبية على سبيل المثال ان تربة كربلاء فيها الشفاء ولكن هل هذا يعني ان يلتهم منها المريض حال مرضه وبكمية كبيرة ؟ فمثل هذا يثير السخرية لدى الغير ، نعم لتربة قبر الحسين عليه السلام خصوصية وياتي تاثيرها لمن في قلبه ايمان ذو خصوصية وليس تجارية ، بل بالرغم من تحقق هذه المعجزات هنالك من يكابر عليها فيزداد اثما كما هو الحال عندما دعا الحسين عليه السلام على ابن حوزة الذي احرق في النار استجابة لدعاء الحسين عليه السلام والقوم لم يتعظوا مما حدث ، حدث هذا امام مراى ومسمع منهم فكيف اذا تحدثنا عن هذه الكرامات بعد 1400 سنة ؟ فالخطاب الصحيح هو تسليط الصوء على مكانة الحسين ولا باس الاستشهاد بالكرامات الموثقة وانا احتفظ ببعض هذه الكرامات التي تحثثت من صحتها علميا من خلال الالتقاء باطراف العلاقة من اطباء وشهود
https://telegram.me/buratha