عادة ما تنتج الاحداث والازمات السياسية حراكا مجتمعيا تستولد منه بيئة سياسية فاعلة ومؤثرة على ممارسة وسلوك الافراد والجماعات، ويساعدهم هذا الحراك على تخليق رأي سياسي يفضي الى التفاعل مع الاحداث والازمات سلبا أو إيجابا ، ويحصل ذلك نتيجة التغذية الإعلامية المستدامة تلقيا "أو" متابعة من قبلهم، ومعظم التغذية الإعلامية لا يذهب اليها الأفراد ولا يبحثون عنها، فهي تأتيهم حيث هم، تقتحم خصوصياتهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون، وتلك هي مهمة الإعلام أو لنقل لعبته!!
وما دام الأمر كذلك، فإنه وفي معظم الأحيان تنطوي لعبة الإعلام على وسائل ليست نبيلة، بل يمكننا وبلا تحفظ أن نسميها قذرة! الإعلام النظيف لا يوارب ولا يتحدث نصف الكلام، يسمي الأشياء بأسمائها ، الأسود أسود، والأبيض أبيض، وما بينهما ليس أبيضا وليس أسودا، هو درجات محددة أيضا من الرمادي، كلما يتجه نحو البياض والنصوع يشع..كلما يتوجه نحو السواد والحلكة يدْلَهِم..
الإعلام بالحقيقة هو لب النشاط السياسي، وليس من المعقول ممارسة العمل السياسي بدون إعلام، وهو يعكس أهداف السياسة ويلبسها قمصان المقبولية، ومن بينها قميص عثمان، يخبئه الإعلام السياسي في درج من أدراجه يمكن فتحه بسهولة ويسر، ويرفعه متى إحتاج أن يرفعه في وجه الخصوم السياسيين!
مسألة ملفات الفساد والأتهامات المتبادلة بين السياسيين العراقيين تدخل في هذا الإطار..هذا يقول أن لديه ملفات فساد على السياسي الفلاني وسيشهرها في الوقت المناسب، وذاك يقول مثل الذي قاله رسيله ويزيد عليهك أن لديه ما يعزز إتهاماته بالصوت والصورة..! وكلا طرفي الصراع عاهر إعلامي ليس أقل من ذلك بل أكثر، وهذا الأكثر لم أستطع التوصل الى إكتشاف أسمه بعد مع شديد الأسف..!
العهر في الإعلام السياسي فلسفة وليس سفططة، هو فن له اصوله ومدرسته ورجاله وأساتذته وتلاميذه، في الحالة العراقية لم يتبق في مقاعد الدراسة إلا القليل من التلاميذ، فمعظم المنتمين الى هذه المدرسة باتوا أساتذة يحملون شهادات "دكتوراه فلسفة بالعهر السياسي وبدرجة الإمتياز مع ما يترتب على هذه الدرجة من حقوق، من بينها: التوصية بطبع الرسالة على نفقة الحكومة...!
كلام قبل السلام: الإعلام السياسي في الدول الديمقراطية والمتطورة يرفع حالى الوعي السياسي للافراد والجماعات، في حالتنا يهدف الى الهيمنة على عقولهم وسلوكهم..!
سلام..
https://telegram.me/buratha