المقالات

نواب يأكلون المنسف الأردني ويرمون الفضلات لجمهورهم

577 13:00:00 2012-11-20

حيدر عباس النداوي

تذهب الناس الى صناديق الاقتراع في كل بقاع الارض لاختيار ممثلين ينوبون عنهم في تشريع القوانين وتوفير الخدمات وقضاء الحوائج والدفاع عن حقوقهم ومباشرة احوالهم المعاشية والشخصية مقابل ان يحضا من يتم التوافق عليه ببعض الامتيازات المادية والمعنوية مع جواز سفر دبلوماسي وفرص افضل لتعدد الزوجات "في العراق حصرا"وكل ما يقوم به من يتم اختياره ،طوعا وكرها،يدخل في باب تحمل المسؤولية مع بقاء حبل القيادة عند المواطن وليس عند النائب بسبب طبيعة العلاقة التكافئية بين الطرفين فكما ان المواطن يحتاج الى النائب كممثل عنه لتحمل المسؤولية نيابة عن جمع من المواطنين كذلك الحال بالنسبة للنائب الذي يحتاج الى المواطن كل اربع او خمس سنوات وحسب النظام الانتخابي ولهذا فان الناس تتذكر من يخدمها وتقدر هذه الخدمة ولا تنسى المسيء والغير مبالي ولا تقف معه ولا تنتصر له.غير ان مثل هذه المعادلة وتبادل الادوار وتقسيم الحقوق والواجبات لا تجد له تطبيق على ارض الواقع في المشهد النيابي العراقي ولا يمكن ايجاد وصف لطبيعة العلاقة بين النواب والناخبين ومن هو القائد ومن هو التابع وهل ان النواب ينتمون الى هذا الوطن وجزء من الشعب وخدم لمن اختارهم ،اشك بذلك ولا يمكن التحدث بغير منطق التشكيك بقرينة ان نواب البرلمان العراقي لا تربطهم مع الناخبين اي روابط او صلات واذا كان من يدعي ذلك فانه يعتمد على استثناءات محدودة هنا وهناك والا فان القاسم المشترك هو اما ان ينتقل النائب بمجرد فوزه الى منطقة "راقية" تليق بمقامه وغروره وبعيده عن مقر سكنه الاصلي وعندها تنقطع كل الصلات بينه وبين الناس الذين انتخبوه وقسم يغادر العراق كل العراق بارضه وسمائه ونخيله وترابه ويحط الرحال في دول الجوار والدول التي تتوافق مع ميوله وانتمائه الفكري والعقائدي والمادي او ينزل به المقام في احدى الدول الاوربية التي كان يعتمد علىها في تدبير اموره المعاشية وهو بهذا يحاول ان يرد جزءا من الجميل لهذه الدولة التي عمل في يوم من الايام فيها كخادم او نادل أو سائق في احسن الاحوال.ويبدوا ان العاصمة الاردنية عمان تمثل القطب الاكبر في تواجد وسكن العدد الاكبر من النواب"الذين تترفع حتى الحروف عن تسميتهم بالعراقيين" بل ان العاصمة الاردنية تتفوق على العاصمة بغداد بعدد النواب الذين يسكنون فيها وحيث يتواجد مقر البرلمان العراقي بدليل ان عمان تحتضن بين ذراعيها اكثر من (40) نائبا ونائبة في مناطق شميسان وغيرها من المناطق الاخرى ينتمون الى القائمة العراقية حصرا دون غيرها.ووجود هذا العدد الكبير من النواب في الاردن يعني ان الشريحة التي ينتمي اليها هؤلاء النواب مغيبين ولا يحظون بالدعم والتقدير ويعني ان احتياجات هؤلاء الناخبين لا يوجد من يدافع عنها وليس لها وجود في تسلسل جدول اعمال مجلس النواب وتعني ان خيرات العراق تذهب الى دول اخرى تكيد المكائد للعراق وشعبه وتعني ان هؤلاء النواب لا يزنون ذرة من الاحترام لشرائح الناخبين وقد تعني ان هؤلاء النواب يملكون من القدرة والدهاء للضحك على من اختارهم لان يعيدوهم مرة اخرى الى قباب مجلس النواب.الاسوء في كل هذا ان هؤلاء النواب مع كل هذا الصلف والاستهتار بحقوق الناس الذي انتخبوهم لا يتورعون عن التحكم بمصائر وحقوق الاخرين والتجاوز على القوانين دون ان يكون هناك رادع يلجم غرورهم ونزقهم فالشوارع والمطارات والسيطرات طوع لهؤلاء وتأتمر بامرهم ولا يحق لاحد الاعتراض اذا تجاوزوا السيطرات او منعوا اقلاع الطائرات فربما تكون زوجة احدهم لم تنتهي بعد من صالون التجميل او حصة المساج.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك