هادي ندا المالكي
بين خضير الخزاعي ومحمد تميم تضيع المسافة وتتلاشى معها كل الارقام والاحصائيات الواقعية التي يمكن عدها على انها نجاحات تحققت في وزارة التربية بعهدة الوزيرين الهمامين، بينما تتسع الدائرة لدى الخزاعي وتميم في مقدار الفشل والتخبط وسوء الادارة الى حد التفوق على نظرائهم من الوزراء الذين تسلموا مقاليد هذه الوزارة ومنذ عهد المرحوم عزت باشا الكركوكلي وحتى فترة ظهور الخزاعي ومن بعده تميم.ووزارة التربية تختلف عن الوزارات الاخرى من حيث الاهمية ولا تعادلها بالفضل اي وزارة اخرى لانها تمثل الركيزة والمنطلق لاي بلد من بلدان العالم قاطبة وعليها يتوقف مستقبل ورفعة اي بلد فاذا نهضت وزارة التربية باعبائها بصورة صحيحة وتحملت المسؤولية باقتدار فانها تكون بذلك قد مهدت لخلق مجتمع واعي متجانس يمكنه تحمل المسؤولية ويكون قادرا على خلق مساحات من الابداع والتقدم والاستقرار اما اذا فشلت وزارة التربية في النهوض بالمسؤوليات الملقات على عاتقها عندها يكون الدخول الى عالم الجهل والتخلف والانكفاء قد بدأ العد له ومن تاريخ هذا العد يكون الزمن قد تخلى عن قيمته ووضع حدا فاصلا للسير باتجاه الاهداف الحقيقية لبلوغ مصاف البلدان المتحضرة.وواقع التربية والتعليم في اي بلد يحتاج الى مقومات اساسية ومساعدة لنجاحه والمقومات الاساسية تتمثل في توفير المدارس الحديثة القادرة على استيعاب الاعداد المتزايدة من شعب لا يعرف تحديد النسل وتهيئة الكوادر التعليمية الناهضة والقادرة على مواكبة التطور العلمي وتوفير الوسائل العلمية في الشرح والايضاح وادخال الاساتذة والمعلمين في الدورات التطويرية التخصصية التي ترفع من قابليات التربويين وتفعيل دور الاشراف التربوي بطريقة تجعله العنصر الاكثر قوة في مراقبة الاداء وتطويره وكذلك توفير النظام الغذائي للمدارس الابتدائية والاهتمام بالمتميزين وفتح مدارس خاصة لهم والاهم من كل هذا هو الغاء الدروس الخصوصية ووضع تشريع يجرم هذا المنهج الخاطئ.مع ضرورة العمل بمبدأ الثواب والعقاب للهيئات التدريسية من اجل الابقاء على عنصر التفوق والابداع،اما ما يتعلق بالمقومات المساعدة فتتمثل بدور المجتمع والعائلة في مساعدة المدرسة على اعداد جيل واعي وملتزم وكذلك توفير مناخات ملائمة للهيئات التدريسية بما يتعلق بتوفير السكن ومستوى معيشي معقول وتقديم الدعم المادي والمعنوي.وعطفا على الفقرة اعلاه وخاصة ما يتعلق بتوفير المدارس فان سجل الوزيرين حافل بالمتناقضات فالاول تعاقد على بناء مدارس تعتمد البناء السريع من خلال نصب هياكل الحديد الا ان ما تركه قبل ان يصبح نائب رئيس الجمهورية مكافئة له هو هياكل الحديد فقط اما المدارس فلم يظهر لها اي اثر ،اما تميم فلم يختلف عن نظيره لانه هدم المدارس قبل ان يضع العدة لبنائها وهكذا يكون الوزراء والا فلا وعلى هذا المنوال فليس مستغربا ان تجد في الصف الواحد في المدارس التي لم يصل اليها التهديم 140 طالب في الصف الواحد ومثل هذه الاعداد لن تجد لها مثيلا في اي بلد من بلدان العالم ،واذا بقي الوضع على حالة فلا غرابة ان تجد في الصف الواحد اكثر من (500) طالب في السنوات القادمة او يتم التدريس في العراء وعند الكتاتيب.الشيء المؤكد ان الوزراء والنواب والمسؤولين يحتقرون المدارس الابتدائية والحكومية ويرسلون اولادهم الى المدارس الخاصة لعدة اسباب اهمها قناعتهم بعدم فاعلية المدارس الحكومية والخوف على اولادهم من الامراض الانتقالية والاوبئة بسبب الزحام الشديد والشيء الاخر ان هؤلاء لديهم القدرة على الدفع اما الفقراء فلا يستحقون ان يدخلوا الى جنة المدارس الخاصة لضعف القدرة الشرائية.نسمع في كل عام ان وزارة التربية ستقوم بتوفير حصة غذائية لطلبة المدارس الابتدائية من اجل جيل قوي ونشيط الا ان الوزارة لم تنفذ وعودها لاسباب غير واضحة وغير معروفة ،الا ان المعطيات تقول ان الوزارة التي تعجز عن توفير الصفوف لتلاميذها ستكون اعجز عن توفير الحصة الغذائية.
https://telegram.me/buratha