بقلم علي الموسوي / هولندا
ما هي أسباب الخلاف الشيعي الكردي وهل يتحمل المالكي مسؤولية هذا التدهور الحاصل ؟
لماذا يتصور البعض ان السيد البرزاني هو من يضع العصا أمام العملية السياسية ؟
هل قيام الدولة الكردية حقيقة أم وهم ؟
طالما قررنا التحدث في هذه الامور الحساسة وبكل صراحة ووضوح ومن دون مجاملة لأحد ، قررنا وضع النقاط على الحروف بإبداء آرائنا وصريح عباراتنا ودعوة القادة السياسيين الاستماع الى منبر الحقيقة والنزول الى رغبات الناس بكافة شرائحهم للوصول الى نقاط الالتقاء وتسخيرها في بناء الفرد والمجتمع ثم الدولة التي أريد لها الخراب في كل مفاصلها ضمن مخطط مدروس عند صناع القرار !
نرجع الى الخلاف الشيعي الكردي وبدورنا نتساءل من يقف وراء هذا التصعيد الخطير ومن يريد صب الزيت على النار ومن له مصلحة في هذا الأمر ؟ بكل تأكيد سنجد من الآراء في المجتمع العراقيوهي حاضرة بقوة لتؤكد ان المالكي والبرزاني هما من يتحملان هذا التدهور الحاصل بين الحليفين الرئيسين !! بحجة استرداد الحقوق من الجانب الكردي وفرض هيبة الدولة من المالكي! ولكن ثمة شريحة أخرى لها رأي آخر ...
أولا: لا يمكن للأستاذ المالكي أن يتصرف كزعيم حزب أو تكتل أو طائفة فهو رئيس وزراء العراق.
ثانيا : حتى نكون قدوة للأخرين ومثالا طيبا نجد من الضروري أن يحاسب المسؤولين على تصريحاتهم النارية والمتشنجة والتي غالبا ما تصب الزيت على النار وتعقد المشهد السياسي وبالتالي يخرج علينا هؤلاء المتشنجون ويصرحون بكل استهتار ان حديثهم الذي أشعل الفتنة يمثل آرائهم الشخصية وغالبا ما يتفاخرون به ويؤكدونه في كل مناسبة !!! أي مهزلة هذه ، هل تريدون انتقاء الديمقراطية كما تشاؤون ، وهل أصبحتم من الوعي السياسي الذي لا يخشى من العامة تبعاته ! أو تريدون ترديدا للكلمات كالببغاء ! أم هي مزايدة صريحة على الآخرين .. أليس من العجيب من يدعي الممارسة السياسة ولا يفقه منها شيئا..
ثالثا : ان عقدة الخوف الشيعية من التسلط السني ومن مؤامرات دول الجوار في ابقاء المشهد السياسي العراقي بين الخوف والرجاء ومحاولات الثالوث التركي السعودي القطري المتصهين في الضغط المستمر على حكومة الاستاذ المالكي بتقديم التنازلات الكبيرة في ارجاع القيادات السياسية والعسكرية البعثية ، وضع المالكي في تخبط مستمر بين ارضاء الفريق الشيعي .. السني .. الكردي وهذه معادلة صعبة سيسقط فيها أي رئيس وزراء عراقي في المرحلة القادمة ومن هنا ظهرت فكرة حكومة الأغلبية !
رابعا : الشعور الكردي بالاستقلال والتمتع في حرية القرار والاستفادة من موارد الاقليم وعدم الرجوع الى المركز وازدهار المنطقة الشمالية ( كردستان) وتفوقها على نظرائها في الدول المجاورة عمق روح الانفصال وحلم اعلان الدولة الكردية ولكن حقيقة الأمر يبقى القرار دوليا أكثر ما هو كردي وهذا ما يفسر لنا الخلاف الكردي الكردي بين شرائح المجتمع وبعض من القيادات الكردية وعلى رأسهم البرزاني الذي يتظاهر بالانفصال واثارة جملة من المشاكل مع المركز وشخص المالكي تحديدا ! في استغلال واضح لحالة الضعف التي تمر بها البلاد والبحث عن مكاسب أكبر والعمل على جبهات مفتوحة تمكنه في المناورات السياسية ..
خامسا : يعلم البرزاني قبل غيره انه ارتكب حماقة كبرى حين استضاف المجرم الهاشمي قاتل العرب والكرد واستهزاءه بمشاعر الناس ودخوله في مواجهة مع أبناء جلدته وبالخصوص انتقاداته اللاذعة والدائمة للشريك الكردي الأكبر الاستاذ طالباني ويعلم أيضا انه أصبح في رهان خاسر في تلويحه الدائم انه لا يأبه من فض التحالف الشيعي الكردي ولديه بدائل اخرى ! وتحديه المركز بالقدرة العسكرية للاقليم متغافلا ان المركز والتحالف لايمثله شخص المالكي فقط وان مثل هذه الاحاديث ستدخلنا في الشحن القومي والطائفي وستعقد المواقف على شركائه الحقيقيين في غلق جميع المنافذ عليهم وشخصيا لا أعلم ماذا يريد البرزاني هل انتمى الى حزب البعث ؟ خصوصا بعد استضافته لعدد من رموز وقيادات الحزب البائد في كردستان !!! وهل أصبح قتلة الكرد هم شركائه الحقيقيون!! ؟ علامات استفهام ربما لا نجد الاجابة عليها الا عند البرزاني والراسخون في مطابخ السياسة.
أخيرا نرجع الى (كركوك) قدس الأقداس كما يحلو لبعض السياسيين تسميتها ولا نريد اهمال المناطق التي يريد الأخوة الكرد ضمها الى الاقليم ... ان المشكلة الحقيقية ليست عند الشيعة و يعلم البرزاني ان الشيعة لو أبصموا له بالعشرة على كل طلباته فستبقى هذه المشكلة قائمة لأنها قدس الأقداس !!!! ويعلم أيضا ان القوات التركية التي استقطعت مئات الكيلومترات من الاراضي السورية بواسطة عملائها السلفيين الجدد وبحجة الحزام الأمني والخوف من المرحلة القادمة من سيطرة اكراد سورية ! لن تسمح له بإعلان الدولة أو ضم كركوك في الوقت الذي يعي المالكي وزيباري والبرزاني ما اسمعهم اوردغان من تهديد في حال القيام بهذه الخطوة الانتحارية ! وبناءا على هذه المعطيات بات من الصعب أن نبارك لكم دولتكم المنشودة على الأقل في الوقت الحاضر وستهدمون هذا الصرح وهذه الأحلام التي بنيتموها !!! وهذا ما يقلقنا ويعز علينا جميعا ...
(تعالوا ندعوا ونبتهل الى الله أن يخلصنا من هذا العثمانية القديمة والجديدة والتي أصبحت وبال علينا وعليكم !!!!!)...لقد تعمق الخلاف وتجذر ونمت الأحقاد في ماكنة اعلامية شارك فيها من له مصلحة في هذا الأمر وسيعجز كل من المالكي والبرزاني كما عجز الجعفري من قبلهم وسيعجز الآخرون من بعدهم عن التوصل وطرح كل الحلول لأنها باختصار شديد أكبر من حجمهم بكثير ولكن قليل من التنازل والحكمة ستأخذ بأيدينا الى بر الأمان ولأننا صدقا نحبكم ولا نريد بكم الا خيرا ...
علي الموسوي / هولندا
https://telegram.me/buratha