حيدر فوزي الشكرجي
الرجولة تعني الشجاعة والمرؤة وحفظ العهد وقد عرف العرب باعتزازهم بهذه الصفات واحترام وتخليد من يحملها في رواياتهم، لم يذكر التاريخ جيش اجتمعت بأفراده كل هذه الصفات كالحسين (عليه السلام) واصحابه، ففي التاسع من محرم حوصر الحسين (عليه السلام) واصحابه (رضى الله عنه) بأعداد هائلة من الجند والخيل.وفيه نادى شمر بن ذي الجوشن (لعنه الله): أين بنو أُختنا؟ فخرج إليه العباس وجعفر وعبد الله وعثمان ـ أولاد أُمّ البنين ـ بنو عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام)، فقالوا: «ما تريد»؟ فقال: أنتم يا بني أُختي آمنون، فقالت له الفتية: «لعنك الله ولعن أمانك، أتُؤمننا وابن رسول الله لا أمان له».وفيه خطب الحسين (عليه السلام) خطبته المشهورة حيث قال لأصحابه: «أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيراً، ألا وإنّي لأظن أنّه آخر يوم لنا.من هؤلاء، ألا وإنّي قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حل، ليس عليكم منّي ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً». فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه، وابنا عبد الله بن جعفر: «لِم نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً». وقال مسلم بن عوسجة: «أنخلّي عنك ولمّا نعذر إلى الله سبحانه في أداء حقّك؟ أما والله حتّى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا نخلّيك حتّى يعلم الله أن قد حفظنا غيبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيك، والله لو علمتُ أنّي أُقتل ثمّ أُحيا، ثمّ أُحرق ثمّ أُحيا ثمّ أُذرى، يُفعل بي ذلك سبعين مرّة، ما فارقتك حتّى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنّما هي قتلة واحدة ثمّ هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً؟». وقال زهير بن القين البجلي: «والله لوددت إنّي قُتلت ثمّ نُشرت ثمّ قُتلت، حتّى أُقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ الله تعالى يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك»)في هذا اليوم اعطى الامام الرخصة لأهله واصحابه لكي يغادروا المعسكر غير مأثومين ولكنهم ابوا الا الشهادة فخلدت اسمائهم في التاريخ بحروف من نور واصبح موقفهم هذا درسا لمن يريد ان يصل الى اقصى درجات الرجولةيوم التاسع من محرم كان ايضا فرصة للمعسكر الثاني معسكر الطغاة لكي يراجعوا انفسهم ويعدلوا وجهتهم الى معسكر الحق او ليهربوا على الاقل ولا يحملوا وزر دم الحسين وصحبه ولكن للأسف اشتروا دنياهم بآخرتهم.تاسوعاء يوم النصرة والولاء وهو اليوم الذي اعتاد فيه اهل بغداد ومنذ عشرات السنين التجمع في ساحة الخلاني للإعلان بيعتهم للحسين عليه السلام ومن ثم يتوجهون في يوم العاشر الى كربلاء وقد اوقف البعث هذه العادة عند وصوله للحكم لا نه كنظام دكتاتوري كان يخالف النهج الحسيني ولأنه عرف ان هذه الشعائر توحد اهل بغداد.ما احوجنا الى المشاركة جميعا في احياء هذ اليوم العظيم سنة وشيعة ليعلم العالم كله ان العراقيين وحدة واحدة فهم رجالات الحسين (عليه السلام) الابرار.
https://telegram.me/buratha