هادي ندا المالكي
لا اعلم ان كان مثل هذا الامر قد حدث في بلد من بلدان العالم او في منطقة او وطن تتفق فيه كلمة الاخرين على تغييب صوت شعب باكملة لاسباب طائفية او شخصية او مادية دون ان يكون لهذا الوطن وهذا الشعب دور في اتخاذ مثل هكذا قرارات مصيرية ومهمة وهل ان القانون الوضعي والدولي يوافق على ان يتولى مجرم مثل طارق الهاشمي امانة منظمة اسلامية تضم بين جنباتها جميع الدول الاسلامية دون ان ترشحه الدولة التي ينتمي لها وهل في هذا شرف وعزت وفخر لهذه الدول في ان يقع اختيارها على ارهابيا وهل ترتضي هذه الدول ان يكون امينها ارهابيا محكوم عليه بالاعدام بسبب الجرائم التي اقترفها بحق ابناء الشعب العراقي.كما ان من بين الاسئلة التي تقفز الى الذهن هو كيف يتم الترشيح لهذا المنصب ومن هي الجهة المخولة وهل يحق لدولة ما او دول مجتمعة على ترشيح شخص من دولة اخرى دون ان يكون لهذه الدولة راي في الاختيار او مخالف لراي الدولة وكيف ستتعامل هذه الدولة في حال تم قبول ترشيح الهاشمي مع هذه المنظمة الارهابية الطائفية.ان ترشيح الارهابي طارق الهاشمي من قبل دول الخليج وخاصة السعودية وقطر والبحرين والامارات بالاضافة الى دول عربية اخرى يمثل استهدافا متعمدا لسيادة العراق وتدخلا سافرا في شؤونه الداخلية واستخفافا علنيا بدماء ابناء الشعب العراقي بل يمثل تكريما علنيا لكل من يقوم بقتل العراقيين.ان ما يسمى بمنظمة المؤتمر الاسلامي لا تخجل من ان يكون امينها قاتلا ومحكوما عليه بالاعدام بل تفتخر ان يكون على راسها من هو مثل طارق الهاشمي لانها منظمة فاشلة ولا تحترم المهمة التي تشكلت على اساسها وهي طوال فترة وجودها لم تدفع ضيما ولم ترد معتديا وكل ما تقوم به هو الشجب والاستنكار لكن مع هذه المهام الوضيعة فان وجود الهاشمي سيجعلها تتسافل وتصل الى الحضيض.ان اختيار الهاشمي لم ياتي من العدم او من الفراغ بل انه امر مخطط له ويخفي وراءه دوافع طائفية مبيتة يراد منها كسر شوكة العراق وافهامه ان المحيط العربي والاقليمي لا يرغب بوجود مثل هذه التجربة الديمقراطية التي أسست لحكم الاكثرية بقدر ما يحاولون اعادة الوضع في العراق الى ما كان عليه قبل عام 2003 وتقف وراء هذا التدبير إمارات الخليج ومصر وتركيا لان هذه الدول لا ترى في الهاشمي مجرما بقدر ما تراه مناضلا ووطنيا وشديدا في الحفاظ على بيضة الاسلام التي ينتمي لها هؤلاء الاوباش لان قتل الشيعة في نظر هؤلاء جهاد وتقرب الى الله بل هو من المستحبات كون الشيعة اخطر على الاسلام من اليهود حسب رؤية القرضاوي والازهر ورجال دين البلاد الملكي اللوطي السعودي وحسب الاخواني محمد مرسي.ان على الحكومة العراقية والشعب العراقي ان ترفض هذا القرار جملة وتفصيلا وحتى لو تطلب ذلك الانسحاب من هذه المنظمة الارهابية وتشكيل تكتل يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التحديات والمخاطر التي تتبناها الدول العربية وتركيا ضد العراق وشعبه كما ان على الحكومة التحرك على جميع المنظمات والدول التي لها علاقة بالموضوع وعليها تدويل قرار الحكم ضد الهاشمي واشراك الانتربول في امر القاء القبض.ان ترشيح الارهابي الهاشمي من قبل الدول العربية يحمل رسالة واضحة مفادها ان العرب لن يقبلوا وجود عراق شيعي بينهم وان على العراق ان يفهم ان الدسائس والمكائد والمؤامرات لن تنتهي ..لكن هل قرأت الحكومة العراقية هذه الرسالة بوضوح وهل استعدت لاخذ العدة وتوحيد الكلمة لصد هذه المخاطر..اتمنى ان يكون لنا رد حازم ولا نجامل على حساب دماء الأبرياء
https://telegram.me/buratha