المقالات

الحكم بالعداوات.. ام بالصداقات؟

630 09:20:00 2012-11-22

عادل عبد المهدي

يواجه اي نظام سياسي عداوات وتحديات.. كما يتمتع بصداقات وعوامل دعم طبيعية وطنياً وفي المنظومتين الاقليمية والعالمية.. والنظام الناجح هو من يرسم خارطة لما يهدده، واولويات ذلك.. فلا يشغل نفسه بالاقل خطورة او الابعد تهديداً، بينما العدو الاساس يغزو مواقعه.. خارطة تجعل قوة اصدقائه وتحالفاته قوة له، بابقاء الاختلافات الصديقة والحليفة في دائرة العلاقات الودية..

 لا ان يدخل في منطق الاحساس الكاذب بالقوة، ليسقط في فخ المنازلات المرهقة.. فيأمر وينهي بالمزاج.. ويخطىء غيره بينما لا يراجع نفسه.. ويوهم الاخرين بانه من يمنح ويسلب.. عندها سيبدأ بخسارة اقرب اصدقائه، ويبتعد عنه حلفاؤه.. وتتكالب عليه المصاعب والمشاكل، ويزداد خصومه واعدائه.. فيزداد ضعفاً، مع قناعته انه يزداد قوة.. ويفشل في تحقيق اهدافه في ارضاء شعبه وتحقيق المكاسب الجدية له.. فالشعب –بعد الله- هو المصدر النهائي والاساس لقوته.في العراق لدينا تربية تتعيش على خسارة الاصدقاء وتأليب الاعداء.. ولهذه التربية الضارة اسباب تاريخية، ولعل اهمها انفصال الحكم في اغلب المراحل عن جمهوره.. فاصبحت القوة والخوف من الشعب واستخدام التأديب وتخويفه بالاعداء الحقيقيين او الوهميين اداة لتخوينه وتطويعه، ومصدراً لتفرده وقوة سلطته.. فانتقلت تربية العداوات الى الشعب وصارت جزءاً من تربيته ايضاً.. لذلك قيل –خطأ- ان العراق لا يحكم الا بالقوة، كدليل عن العلاقة العدائية بين الشعب والحاكم، والتي غلبت منطق العداوات على الصداقات حتى في صفوف الشعب للنظر لقضاياه الداخلية والخارجية. ولم نعمل كثيراً لتصحيح هذه التربية، وجعل كسب الصداقات هي الاساس لكسب مصادر القوة.. ولاستثمار عوامل الامداد لبلد هو بامتياز ارض الانبياء والائمة والشرائع والحضارات، وما يملكه من ثروات بشرية ومادية وموقعية.. وغرس تربية ان النظام القوي هو الذي يتفنن في التقليل من دائرة اعدائه ويوسع دائرة اصدقائه.لا طريق امامنا –في ظل الديمقراطية والانتخابات الحرة والدستور- الا التصالح بين الشعب، ومع الشعب.. وهذا يعني ان الحاكم هو خادم الشعب، لا يستمد قوته الا من الشعب ومصلحته وارادته ونيله حقوقه كاملة.. ففي العراق يجب ان نركز عداءنا على الارهاب والعنف والفقر والجهل والبطالة والتخلف.. عدا ذلك فصداقات، حتى عند الاختلاف.. او مشاريع صداقات، لنغرق الخصومات والخلافات الموروثة بامواج متواصلة للمصالح والمنافع المشتركة .  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاتب وصحفي
2012-11-22
من يستمع الى هذه العقلية التي فقدناها بسبب ياسات البعض الغير مجدية وغير نافعة ولم تأتي الى هذا الشعب الا بالخيبة والخذلان وسيبقى حالنا هكذا طالما عقلية الحزب لواحد والقائد الاوحد تعشش في عقول البعض ولن نغادر هذه العقليات الا اذا انتبه الشعب لنفسه وصحح مساراته بنفسه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك