المقالات

الحرامي

2691 13:03:00 2012-11-22

صباح الرسام

الحرامي مصطلح يطلق على السارق بما ان السرقة محرمة شرعا وقانونا وعرفا ً سمي مرتكبها حرامي لانه اخذ ملك الغير بدون وجه حق سواء كان أخذ هذا الحق مادة او فكر او فن او انجاز فكلها تعتبر سرقة والسرقة حرام ، ما يهمنا من هذه السطور هو القاء نظرة سريعة على الاسباب التي تشجع على ارتكاب جريمة السرقة .

الحرامي انواع اقصد اختصاصات ابرزها سارق سيارات و سارق البيوت وسارق الجيب ( أي يسرق النقود او المحفظة من جيب الشخص ) وسارق المحلات وسارق الطيور وسارق الدواب اي الابقار والجواميس ، وهناك حرامي يصعب اكتشافه يسمى حرامي بيت بمعنى انه من نفس العائلة او له ارتباط مع اصحاب البيت وهذا السارق يجعل العائلة في موقف لايحسدون عليه لانهم سوف يشكون في بعضهم وهذه مصيبة تضاف الى مصيبة المسروقين وحرامي اخر يسمى حرامي صديق مستغلا ً الصداقة لسرقة الصديق وهذا ايضاً يجعل المسروق يشك بكل اصدقاءه .

جريمة السرقة لها دوافع مثل الحرمان في فترة الطفولة ولجهل الطفل بخطورتها مما يجعل الجريمة تنمو معه كلما كبر لانه اعتاد على هذه الجريمة التي تجعله سارق محترف تؤهله لقيادة عصابة ، وهذا النوع يكون مُصدرا ً للحرامية لانه سوف يشجع ابناءه على السرقة او يغض النظر عنهم لو سرقوا وينطبق عليه المثل اذا كان رب البيت على الدف ناقر فشيمة اهل البيت الرقص والطرب ، وهناك من ارتكب جريمة السرقة بدون ان تكون له سابقة بسبب صداقة السوء لانه لم يختار الصديق الخلوق فأختار صديق سيئ وهذه الصداقة جعلته حرامي ، وهناك حرامي اخر يسرق في لحظة ضعف تجده معروف بالامانة والثقة لكنه يطمع ويرتكب الجريمة التي تمحي جميع الصفات الحميدة في لحظة الضعف التي وقع فيها .

للاسف نرى هناك بعض العشائر تدافع عن السراق لسبب انه ابن العشيرة فلو تمكن صاحب البيت او المحل من الامساك بالحرامي وسلمه الى مركز الشرطة يلاقي رفضا ً قاطعا من عشيرته ويقولون له لماذا سلمته الى الشرطة لماذا لم تبلغنا ويصل الحال الى تهديده مما يجعل البعض يخشى شرهم ويتنازل عن قضيته ، والمصيبة لو تمكن صاحب الدار من قتل الحرامي فانه سوف يقع في ورطة لايمكن له الخلاص منها فهم سوف يطالبونه بالدية أي الفصل لانه اصبح مطلوب دم بعرف هذه العشائر وتكون حجتها هذه المرة لماذا لم تمسكه وتسلمه للشرطة وسوف يخضع لأمرهم ويدفع الدية ، وهنا سؤال يطرح نفسه ماذا لو تمكن الحرامي من قتل صاحب الدار من يدافع عنه وكيف يـتم التعرف على القاتل ؟؟؟ الجواب يذهب الضحية قطرة في بحر فلا يمكن التعرف على قاتله فدم المسروق يضيع ودم السارق يجد من يدافع عنه بقوة وهذه ابشع صورة عن بعض العشائر التي يجب ان تلتزم بنصرتها للحق فتراها تنتصر للباطل بسبب النزعة القبلية ، وللاسف ان بعض العشائر تعتبر السرقة علامات او صفات الرجولة وهناك مثل يطلق على السارق ( الذي لايسرق ليس رجلا ً ) وهذه العشائر تشجع على الجريمة التي تجعل المجتمع متخلف وتقفده امنه .

هناك رأي يقول ان الحرامي يسرق بسبب الفقر والعوز وهذا رأي خاطئ لاننا نرى اغلب السراق من عوائل ميسورة ولو نظرنا للساحة العراقية نجد السراق اغلبهم يفضلون السرقة على العمل حتى وان كان فقيرا لانهم يحبون كسب المال بسرعة ويرفضون العمل حتى لو كسب المال الوفير فهؤلاء اختلط الحرام في دمائهم نعم هناك سراق فقراء ايضا لكن السرقة تدخل ضمن اخلاق الشخص و تقبله فتجد فقير جدا ً لايقبل السرقة وترى ميسور الحال يسرق وهناك رأي يقول سبب هشاشة الأمن يشجع على السرقة وهذا صحيح لكن هؤلاء هم اصلا حرامية لكنهم لايستطيعون ان يظهروا على حقيقتهم اذا كان الامن قوي وهذا دليل على جبنهم وليس على اخلاقهم فهم ينتظرون الفرص لا غير . وقد قرأت خبر في احدى الصحف ان هناك صياغ وتجار ضمن قوائم العاطلين عن العمل وهذه جريمتين سرقة وتزوير بينما نرى فقير يرفض ان يسلك هذا المسلك المحرم شرعا وعرفاً وقانونا ًولا يفوتنا ان ننسى سرقة الحاسد للغير بمعنى الغيرة من الناجح بسبب الحسد ، ولا ننسى ان هناك نساء حراميات ويستخدمن لسرقة الاطفال وهذه السرقة تساعد في التمويه من الانظار باعتبار انها امه او خالته والناس لايشكون بالنساء لمكانتها في المجتمع العراقي على اعتبارها كائن ضعيف ، وهذه النساء ممن تربن تربية سيئة او تورطن بالعلاقة مع مجرمين سواء بزواجها من مجرم او تورطت بعلاقة مع شاب حرام .

وسرقة اخرى سراقها الدخلاء في مجال الثقافة كالادب والفن فمنهم من يسرق فكر او قصة او شعر او لحن او لوحة فنية وينسبها لنفسه وهذه السرقة تكشف ولو بعد حين وهذه السرقة تسقط السارق في نظر الاخرين من اهل الاختصاص وهذه السرقة ليست مادية انها جهد وتعب وسهر والسارق يقصد بها الشهرة لان يعجز ان يحققها بمجهوده فهو حتى لو حصل على الشهرة سوف يفتضح امره ويكون مشهورا ً بالسرقة .

وهناك سرقة يقوم بها المسؤوليين الذين هم اصلا ً حرامية وسرقتهم تكون عن طريق ادارتهم للمؤسسات فتكون عن طريق العقود والرشاوي والفساد الاداري وهذه اكبر جريمة لانها سرقة شعب باكمله وهذا يجعل باب الفساد في دوائر الدولة مفتوح امام جميع العاملين فيها يسرقون وتصبح السرقة ثقافة مترسخة في المؤسسات الفاسدة التي كانت ومازالت السبب في دمار المجتمع ، وسرقة المسؤولين لم تتوقف على السرقة المعروفة بل اصبحوا يسرقون الانجازات من مسؤولين اكفاء فلو انجز احدهم منجز يفرح الشعب نرى غيره ينسبه لنفسه ولو كان هناك اخفاق في نفس المؤسسة التي يديرها يتهم غيره بهذا الاخفاق والساحة العراقية خير شاهد على هؤلاء .

نفهم من هذه السطور ان الحرامية فيهم اختصاصات ولديهم حصانة عشائرية والسراق من طبقات مختلفة منهم الفقير وابن الاغنياء والمسؤول والفنان ذكر ام انثى والجاهل والمتعلم والكبير والصغير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك