عباس المرياني
تعالت هذه الايام اصوات التهديد بقرع طبول الحرب بين بغداد واربيل على خلفية احدث ازمة سياسية عسكرية تشهدها العملية السياسية المرتبكة بعد اقدام القائد العام للقوات المسلحة على تشكيل قوات دجلة قابلها رفض حكومة الاقليم لهذه القوة تبعتها استفزازات كردية عفوية او مفتعلة في قضاء طوز خرماتو شمال صلاح الدين اسفرت عن سقوط شهداء وجرحى ،لا ناقة ولا جمل لهم بكل ما يجري،كانت الحصة الاكبر في صفوف القوات الحكومية بينما تسببت المعركة بجرح شخص واحد من البيشمركة المتحفزة للمعركة.واعلان الحرب او التهديد بها من اي طرف من اطراف الصراع السياسي امر مرفوض بصورة مطلقة وخطاً احمر بكل معنى الكلمة لا يمكن تجاوزه والركون اليه او القبول به لان الدم العراقي دم مقدس وليس من حق اي طرف او جهة ان تستبيح هذه الدماء الزكية بحجة او بدون حجة ،واذا كانت الحكومة العراقية والكتل السياسية المشاركة في الحكومة عاجزة عن حماية الدم العراقي من الهجمات الارهابية التي تستهدفه يوميا فلا اقل من ان تكف هذه الاطراف المتنازعة ايديها عن الحاق الضرر بهذا الشعب المسكين ولا تتسبب بزيادة معاناته وآلامه او استباحة دمه وكأنه ممر خلفي لنزهة هذه الجهة وهذا الطرف..ولا يمكن لاي مشكلة داخلية ان تسبب باعلان الحرب او تهديد السلم الوطني طالما ان الجميع يتقاسم خيرات وثمرات وماء وهواء هذا البلد وطالما ان الجميع يعيشون اخوة واشقاء تربطهم روابط الدم والدين والنسب والقرابة.كنا نتوقع بعد ان قبر صدام ان زمن الحروب والتهديد والتهديد المتبادل قد ولى الى الابد وان رابطة الاخوة التي تجمع الكرد بالعرب لا يمكن ان تفك عراها اي مشكلة او ازمة وان اندماج ابناء هذا البلد فيما بينهم تخلده حكايات احزان حلبجة والانفال والمقابر الجماعية في الجنوب وتجفيف الاهوار واشراقة الانتفاضة الشعبانية.ان افتعال المشاكل من قبل بعض الاطراف السياسية بقصد تجاوز الازمات والفضائح المتتالية التي تعصف بالواقع الخدمي والامني والصحي وتفشي الفساد المالي والاداري امر يدعوا الى الشفقة والى الوقوف الجدي بوجه مثل هذه التصرفات التي لا تنم عن شعور بالمسؤولية من قبل الاشخاص الذين يتصدون للمواقع العليا في مسؤولية الدولة لان الهروب من الازمات باتجاه اشعال حرائق مدمرة بقصد اشغال الراي العام بمشاكل اكبر خطرا واشد ضررا واستغلال تعاطف الراي العام والشحن الطائفي الذي تشهده الساحة يمثل ارهاب وففشل من نوع اخر.ليس من الانصاف ان يزج ابناء العراق في حرب طاحنة وقودها الاشقاء واسبابها الفشل مهما كانت المبررات والدوافع وليس من الصحيح ان نرفع راية الاستسلام ونتوقف عن البحث عن حلول ونسير معصوبي العيون وكاننا خراف تقاد الى المقصلة في حين يفترض ان نبحث عن الحلول بين سهول واهوار ميسان وبين قمم ووديان كردستان الحبيبة .
https://telegram.me/buratha