عبدالله الجيزاني
امرأة ليس ككل النساء ولدت في الالق والشموخ من بيت من اشرف واعرق واسمى بيوت قريش،جدها سيد البطحاء وشيخها،وجدها خير الرجال في عصرة شجاعة وحكمة وهيبة،وجدها الاخر منقذ البشرية وصادقها الامين،عمها اشجع الشجعان لايباريه في ساحة الوغى رجل،ابوها قالع باب خيبر الفرار في ساحة الوغى عار الا بمواجهته فذاك مبرر،امها بضعت رسول الله وروحة التي في جنبيه ،كسيرة الضلع ،اخوتها عجزت الدنيا ان تجود بمثلهم ولن تجود،فالاكبر كريم اهل بيت النبوة ،ومن عاشت وترعرعت معه ثائر كربلاء الذي هزء بالموت وهاجر اليه مادام الموت سعادة والحياة مع الظالمين برما،كفيلها كانت اخت له بالنسب لكنها امه منذ ايام ولادته الاولى كان لايفارقها لحظات،تلك هي زينب الحوراء سيدة الطف الذي سطرت فيه البطولة التي ظلت شامخة بكل مفرداتها وستبقى الى حين الدهر،خمس سنوات من عمرها ابتدأت رحلتها مع المأساة فقدت جدها خير البشر،وسمعت وشاهدت انين امها على فقده ومن الم الضلع المكسور من بعده، بيد من خالف الوصية ومحى من ذاكرته خطاب الغدير،ثم فقدت تلك الام لتتحمل الم فراقها ومسئوليتها في ادارة الاسرة،زينب عاشت مع المأساة بكل معانيها من جور امة اهدت برسالة جدها تلك الرسالة التي ماكانت لولا سيف اباها واموال جدتها خديجة،وتشاهد بام عينها هذه الامة تعود الى جاهليتها وابوها وحده ومعه بعض الصحابة يكابدون كي يحافظوا على النهج على الاقل وينسى حقة ازاء الحفاظ على صبغة النهج الاسلامي في الدولة على الاقل تلك الدولة الفتية التي تحاط بأمبراطورية تتحين الفرص لتقضي على النهج الاسلامي فيها،زينب تكابد مع اهل بيتها كي يعيش الاسلام نهجا على الاقل،وتمر المراحل تلوا الاخرى ويتسيد بني اميه شر خلق الله على مقدرات الامة ويعود طريد رسول الله ليصبح كاتب في ديوان الخليفة الذي جعل الامة ملك لبني امية توزع الاموال والمناصب بينهم وتبدأ المؤامرات ضد المسلمين الخلص،يقف ابوها ناصحا للخليفة منتقدا لتصرفاته وحاشيته مدافعا عليه لنفس الهدف انقاذ مايمكن انقاذه من النهج الاسلامي ليظل يطبع نهج الحكم،لكن الخليفة وحاشيته يتمادون فتثور عليهم الامة ويقتل على يد الثوار،يجد المسلمون دولتهم على حافة الانهيار تتوالى وفودهم تترى على اباها علي ليكون الخليفة،يوافق على مضض وينقل دولته الى الكوفة حيث توفر امكانيات تشكيل الدولة التي يريد علي بن ابي طالب،وهنا ترزء زينب من جديد بأستشهاد اباها،وسنوات قصار يستشهد الاخ الاكبر الحسن المجتبى كريم اهل البيت،منها الى كربلاء حيث المأساة الانسانية التي ماشهد لها التاريخ مثيل،تتحالف الامة على بيت الرسالة تقتل الرجال وتسبي النساء ويردد خليفة المسلمين!!لعبت هاشم بالملك فلاخبر جاء ولاوحي نزل!!وهنا تقف زينب لتشاهد رفيق عمرها وسيدها واخاها الحسين ينقل لها اجساد اصحابه وابنائه مجزرين وهو يردد (هون مانزل بي انه بعين الله) وترى زينب كفيلها الذي تربى في كنفها قطيع الكفين،وامام الامة عليل وسبعين طفل وطفلها ايتام ونساء مفجوعات تلك بابن وهذه بزوج،وتتسافل الامة لتحرق الخيام على الايتام والارامل وتبقى زينب بين جمع هؤلاء وبين ابن اخيها العليل امام الامة العليل،وبين مواجهة صلف وطغيات وتجبر جيش يزيد اللعين،مواقف ومواقف تدمي القلوب لايتام الحسين تواجهها زينب تفقد طفله تبحث عينها ليلا حيث الظالم الحالك لتجدها نائمة بجنب جسد الحسين في ارض المعارك وهو جثتة بلارأس، وغيرها من المواقف في خربة الشام وفي اثناء المسير،وتدخل زينب الى مجلس الطاغية حيث زبانيته وعلية القوم يجلسون وتخاطبه بكل اباء وشموخ (كيد كيدك وناصب جهدك فوالله لن تمحوا ذكرنا)،تقف زينب برغم عمق المأساة لتعري الامة من كل ادعاء وتفضح زيف شعارات انتمائها للاسلام،ولتثبت لها انها امة نعاج ويبقى صوت زينب الاتي من عمق الانكسار يصدح بشموخ الى الان ان الامة تقودها النعاج ليعترف سليل بني امية اليوم بهذه الحقيقة من انهم كأسلافهم نعاج...
https://telegram.me/buratha