خضير العواد
المحرك الحقيقي للثورات العربية هو ضرب قوة المقاومة التي تصاعدت وعلا نجمها وخصوصاً بعد الإنتصار الكبير الذي حققه حزب الله على إسرائيل في حرب تموز عام 2006، وقد حاولت القوى الكبرى في العالم المتمثلة في أمريكا وأوربا بالإضافة الى الدول العربية المتخاذلة أمثال السعودية وقطر ومصر وكذلك منظمة التحرير الفلسطيني المتمثلة بفتح على ضرب المقاومة وهزيمتها من خلال الإصطفاف مع إسرائيل في حربيّ تموز وغزة والتهديد بقوانين الأمم المتحدة ولكن بعد فشل كل هذا والإعتراف بعدم القدرة على هزيمة هذا الشباب المملوء حتى هامته بالإنتقام من الغطرسة اليهودية ورفض الواقع العربي الذي خلقته الحكومات العربية المدعومة من الجبهة الغربية ، فأصبحت المقاومة الخطر الأكبر الذي يهدد إسرائيل والمصالح الغربية في المنطقة ، والمصدر الحقيقي لهذا الخطرهوعدم إستطاعة كل هذه المنظومة المتحالفة ضد مصالح الشعوب العربية من حكومات عربية وغربية بالإضافة الى إسرائيل من قطع المساعدات المادية والعسكرية التي تصل الى هذه المقاومة عن طريق الداعم الحقيقي والرئيسي لهذه المقاومة وهو إيران بالإضافة الى سوريا ، وبعد فشل الحكومات العربية المتخاذلة في تدمير الشباب المقاوم وإنكشاف أوراق كل هذه الحكومات ، عندها حرك الغرب الشارع العربي ضد هذه الحكومات من أجل تغيرها بأخرى تلبي كل طموحها التوسعية وبالفعل تمت الثورات العربية في تونس وليبيا ومصر ولكن أجهضت في اليمن والبحرين لأن التغير في هاتين الدولتين غير مخطط له من قبل الغرب ، ولكن هذه الثورات كانت من أجل سوريا وإيران وهذه نص عبارة مخطط السياسة الأمريكية هنري كسنجر في لقاء صحفي عام 2011 حيث يقول (هل تعتقدون أننا أقمنا الثورات في تونس وليبيا ومصر لعيون العرب؟ يضحك ساخرا بعدها ويقول كل ذلك لأجل عيني إيران وسوريا) ، أي تحريك الشعب السوري مع حماوة الثورات العربية الرافضة لحكوماتها الدكتاتورية ، ولكن في حقيقة الأمر هو من أجل قطع طريق الإمدادت الرابط مابين إيران وحزب الله مروراً بسوريا ، لهذا السبب فأن سوريا دمرت وخربت وتعيش المأساة يومياً بسبب موقفها المشرف لكل عربي نبيل ، ويقود هذه الهجمة البربرية ضد الموقف السوري المشرف هم حكّام قطر والسعودية وكذلك تركيا ومن خلفهم حكومة مرسي الإسلامية ، ولكن بالرغم من هذه الهجمة العالمية ضد الشعب السوري ومواقفه المشرفة ولكن سوريا أو شعبها لم يستسلموا بل بقوا صامدين وداعمين لنهج المقاومة والتصدي ، وبالمقابل فأن الشطر الثاني من المقاومة الذي تمثله حماس في غزة والذي تساعده إيران بكل شيء ، هو الأخر مستهدف من قبل الغرب والحكومات العربية المتخاذلة ولكن حماس إختصرت الطريق على هذه الأنظمة الخائنة ودفعها حسها الطائفي فقطعت هي بنفسها الطريق مع إيران وتوجهت الى الأنظمة التي تحارب الشعب الفلسطيني من خلال الحصار الجائر الذي تقوم به على غزة وشعبها ، فقد أهدت النصر وشكرت حماس على لسان رئيسها خالد مشعل كل هذه الأنظمة التي دمرت القضية الفلسطينية لعشرات السنين والتي تحاصر الشعب الفلسطيني بكل شيء ولكنه لم يشكر من دعم بالسلاح والمال ومن جعل المقاومة تقصف تل أبيب نفسها وجعل كفتها في هذه الحرب الأخيرة الأقوى والأكثر تأثيراً وجعل الإسرائيلين يقبّلون الأيدي من أجل الهدنة بل أدار بظهره لإيران ومواقفها المشرفة إتجاه المقاومة الإسلامية ، وأتجه الى حضن الأنظمة التي أسقطت من قبل منظمة التحرير الفلسطينية وجعلوها تدور في الفلك الغربي والأمريكي ومنفذة للشروط الإسرائيلية ، هذه الأنظمة التي لا تستطيع أن تتحرك خطوة واحدة إلا بأمر إسرائيل وأمريكا فكيف ستساعد من يريد أن يقف ضد الطموح الأمريكي والغربي في المنطقة ، لهذا نجحت جبهة التخاذل المتمثلة بقطر والسعودية وتركيا ومن ورائهم مصر الإخوان أن يغلقوا المنفذ الوحيد الذي تتنفس منه حماس وهو إيران ، ومن ثم سينفردوا بغزة ويملوا عليها الشروط التي يريدونها بعد أن يجعلوها وحيدة ولا تجد من يساعدها ويقف معها ، لهذا فأن حماس قد لفت الحبل على رقبتها بعد أن توجهت الى الحضن العربي التركي الطائفي الذي يفتقد لكل موقف مشرف وشجاع وعادل وفاقد الشيء لا يعطيه .
https://telegram.me/buratha