وسام الجابري
مع تجدد الحزن الولائي في الذكرى العاشورائية مستذكرين واقعة الطف التي فقد بها الاسلام ثلة خيرة من اعمدة ديمومته وبقاءه محافظاً على أسسه تطل علينا من الابواب المشرعة للتساؤل جملة من الاستفهامات التي تحتاج الى اجابات واضحة وتعبير صريح لما حدث قبل اكثر من الف واربعمائة سنة عند نزال الطرفين القاتل والمقتول , ولعل من بين اهم ما يتبادر الى ذهن السائل هو اسباب هذا الصراع؟ وقد يتبادر الى المخيلة سؤال اخر وهو لماذا وقع الاختيار على الحسين ليكون ضحية للانقلاب الاموي على الدين الاسلامي ؟ هذا اذا لم نعتبر انه من الاولى ان يكون اول الاستفهامات ان نتسائل عن لمَ تم اختيار ارض كربلاء لتكون شاهدةٍ على الصراع ؟ وقد لانحتاج الى اجابات مطولة اذا تابعنا بداية البعثة النبوية واعلان الدين الاسلامي والذي جاء على مضض ليكون اكبر خسارة في حياة تجار البشرية ابو سفيان وامثاله الذين فقدوا ببزوغ فجر الاسلام هيبتهم وسطوتهم وشركهم بينما نجد انهم اعلنوا اسلامهم ظاهريا في اللسان متأخرين بعد ان بقوا وحيدين في ساحة الشرك فكان لا بد من اعلان اسلامهم دون ايمانهم وهو ما ترك غصة وحنقة في قلوبهم فبقوا متحينين الفرص ليجهزوا على الدين فبدأوا بعد وفاة الرسول وصولا الى خلافة الامام علي لتكون بعدها قمة ما كانوا يتمنون متكئين على مصالحة الامام الحسن وحقنه للدماء ولكن ما ان وصل الامر لضياع الحق وفقدان الاسلام لدعاماته واحتياجه لعناصر كي يستقيم فوقع الاختيار الالهي على الامام الحسين ليمثل بداية معارضة لمحاولة انحراف في الدين الاسلامي حتى اذن الوعد لتكون واقعة الطف شمعة في النفق المظلم وما اختيار الامام الحسين من قبل ابناء البغايا الا لكونهم يعون جيدا وهم من خبروا ذلك لقربهم من المسجد النبوي والاحاديث التي كانت تروى فيه وتؤكد على ان الاسلام يستقم ويستمر بخلافة تسعة من ابناء الحسين هم من يوصلوا الرسالة دون تحريف حتى يحل الاجل الموعود فانتفضوا لتغيير المعادلة الالهية كي يقطعوا نسل الحسين والذين تيقنوا من انهم هؤلاء الذين فيما بعد سيقودون الامة , اما ما استفهمنا عنه عن اختيار كربلاء لتكون ارضا لمعركة هي الاولى في التاريخ التي تكتب النصر للخاسر فيها مستقبليا كما رأينا فما جاء من اختيار هذه الارض الا للتعبير عن حقيقة الهية مهمة فبعد ان تيقنا بان الحسين هو البداية لقيادة الامة ومعارضة الانحراف فأن الروايات تؤكد على ان النهاية ستكون في ارض كربلاء ايضا ببزوغ فجر عصر الظهور وحكم الامام الثاني عشر والذي بخلافته سيتم الحكم بما انزله الله من الشريعة وهو حقاً امر رباني في هذه وتلك , وهنا قد لا يكون من المناسب ان نقول لابن رسول الله قلوبنا معك فقط بل سنقول قلوبنا وسيوفنا معك يا ابا عبدالله .
https://telegram.me/buratha