هادي ندا المالكي
لم تتمكن حكومة المالكي الثانية منذ تشكيلها قبل اكثر من سنتين ان تطرح نفسها كحكومة حقيقية قادرة على تنفيذ برنامجها الحكومي الذي وعدت بتنفيذه حال تسلمها مقاليد الحكم وعجزت عن تقديم الخدمات المطلوبة التي يحتاجها المواطن في جميع المجالات كما ان هذه الحكومة فشلت في تحقيق السلم وتوفير الامن بل ان هذه الحكومة وحتى يومنا هذا لم تستطيع تسمية الوزراء الامنيين وهي بهذا تكون الاولى على مستوى العالم التي لم يتم فيها تسمية الوزراء الامنيين في دولة يمثل مطلب الامن الخيار الاول بسبب استمرار دوامة القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة وتدخلات دول الجوار.ويمكن القول ان افضل انجازات حكومة المالكي خلال السنوات الماضية والتي يمكن ان تتباها دون غيرها هو خلق وافتعال الازمات بطريقة مرسومة بدقة تغطي على فشل المالكي في تقديم الخدمات ومحاربة الفساد المالي والاداري من جانب وتزيد رصيده بين اتباعه ومريديه والبسطاء الذين لا زالوا يحلمون بالقائد الضرورة وبطل التحرير من جانب اخر،وهذا السيناريوا الذي يرسمه المالكي رغم تكراره الا انه يمثل النتاج الافضل الذي يمكن ان يبقيه في دائرة المنافسة دون غيره.ومع بروز اخر ازمة على واجهة الاحداث في الساحة السياسية وهي ازمة تشكيل قوات دجلة والدخول في صراع سياسي مع حكومة الاقليم وصراع عسكري مع البيشمركة اسفر حتى الان عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية حصرا ومناوشات وتحفز وتحشيدات عسكرية تنتظر اشعال شرارة الحريق من اي طرف من الطرفين تتجسد حنكة المالكي باستثمار هذه الازمة لانها من نوع اخر انها حرب بين العرب وبين الاكراد المنفلتين والطامعين بمناطق ليس من استحقاقهم والناهبين لثروات العراق وهذه اللغة تثير حماس الكثير من البسطاء الذين يدورون في فلك المالكي وتناقضاته.على الطرف الاخر فان ازمة تشكيل قوات دجلة اعادة تجميع اطراف خيمة اربيل للاجتماع من جديد وبجدية اكبر من جدية الاجتماعات السابقة خاصة بعد دخول طالباني الى وكر الرافضين لديكتاتورية المالكي بعزيمة واصرار ردا على تحديه للكرد والذي وجد طالباني انه واحد منهم شاء ام ابى وان عراقيته لم تصل بعد الى درجة الوطنية الكاملة التي تتفوق على كرديته. المهم هي ازمة جديدة في الطريق.. بوادرها سحب الثقة عن المالكي.. ابطالها اطراف اربيل... الفائز منها سيكون المالكي لانها افضل دعاية مجانية ستقدمها الاطراف المناوئة كونها ستغطي على كل ملفات الفساد والفشل التي ميزت حكومته على مدار السنوات السابقة وستمنحه دفعا افضل لانه سيظهر بثوب المدافع عن العراق والعراقيين ضد الاطماع الكردية في اموال واراضي العرب البائسة.ومع ذلك فان نجاح اطراف اربيل في سحب الثقة عن المالكي يبقى امر غير مؤكد حتى وان عاد مقتدى الصدر من لبنان لان عودته ليست هي الفيصل في نجاح المعترضين.
https://telegram.me/buratha