المقالات

رسالة الى سيدتي زينب الكبرى

10669 08:14:00 2012-11-25

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك يا بنت سلطان الانبياء, السلام عليك يا بنت صاحب الحوض واللواء، السلام عليك يا بنت فاطمة الزهراء، السلام عليك يا بنت خديجة الكبرى، السلام عليك يا بنت سيد الاوصياء وركن الاولياء أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت ولي الله، السلام عليك يا ام المصائب يا زينب بنت علي ورحمة الله وبركاته.

عظم الله اجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين ع واولاده واصحابه , عظم الله اجوركم بغياب الشيعة المحبين من جوارك , سيدتي لا استطيع ان اجدل كلماتي في عبارات ادبية تليق بمقامكم السامي والعالي فالحزن قد ارخى قدرتي على ذلك فسامحيني فحاجتي للكلام معك اكبر بكثير من الخوض في اختيار عباراتي  , حزينة كما حال المسلمين على تجدد المصيبة التي يتطأطأ لها كل رأس له ذات انسانية وحزينة بشكل خاص على تلك المدينة التي تتشرف بمقامكم والمسماة باسمكم مولاتي  منطقة السيدة زينب في ريف دمشق لخلوها مما كان لي منهلا مدى الحياة .

قدمت لك سيدتي ولم اكن قد جاورت يوما مرقدا شريفا مباركا ً فزياراتنا لا تتعدى ان تقف السيارة في ركن ما  ونُعطى وقتا ً لاداء الزيارة سواء في النجف او كربلاء او سامراء  فلم يمهلنا الزمن ان نتأمل ولم يعطنا الاشرار فرصة التعبير فتلك الساعات القليلة كانت بوصلة تشير لنا بالاتجاه الصحيح ونغادر على عجلة على ان نعود , غير ان جوارك كان شيء اخر كانت المدة ثلاث اشهر اصبح بها على نور القبة المباركة واغفو على نورها  وابات في جوارها فيالها من ايام اتمنى ان تعود المجالس الحسينية تبدأ من السابعة صباحا ً وحتى منتصف الليل واما المواكب كان تشق صمت الليل بصوت الدمامات التي تُبكي القلب وهيبة الرايات التي ترفرف وتبشر ان النصر كان وسيبقى مع الحسين عليه السلام  .

في مدينتك  عرفت الفرق بين السيد والشيخ !! و سمعت باسم محمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم لاول مرة  ! وعندك دخلت في مباني يطلق عليها حسينية وان كنت قد سمعت بها في بلدي  ! وبجوارك  رأيت صور المراجع ! و عايشت المجاهرة بحب محمد وال بيته وعندك سمعت  من يلعن  صدام !! و شاهدت الشعائر الحسينية بكل تفاصيلها لاول مرة  . كل شيء كان ساحرا ً بالنسبة لي تشيعي المكبوت خرج من الاطار النظري الى العملي فهذه هي ساحة الحب والعشق فعبري كما تشائين والله انها الفرصة التي لن انسى طعمها ما حييت ولن انسى فضل استضافتك يا مولاتي ابداً .

ليلة العاشر من المحرم تلك الليلة التي حفرت في قلبي اخاديد من الحزن ورفعت جبالا ً من الفخر بالانتماء لمذهبكم الذي يمتلك هذا الكم من العشاق من مختلف بقاء الارض ففي يوم تاسوعاه ادت الحسينيات واجبها على اكمل وجه ولا انسى الحسينية الزينبية التي على مساحتها الكبيرة كانت تقطر ماءا لكثرة  الحضور وصورة السادة الشيرازيين تتوسطها وانا اقضي الوقت متسائلة عن اصحاب الصور في كل مكان اذهب اليه  وبعدها علمت اني اجهل اعلام مذهبي ! فسجان بغداد قد احكم سجني , جن الليل علينا ونحن في باحتك مولاتي نراقب المواكب المعزية  ونلعن قتلة الامام الحسين ع  حتى طلوع الفجر وصوت صليل  السيوف مع الهتافات تعدك بانها ستبقى محامية عن مذهب شريف ومقدس , كنت انتقل بالنظر منهم والى قبتك واشعر بان الامر يخفف وحدتك ويرفع حبة من جبل الالامك مولاتي .

وقدم صباح العاشر بالشباب المواسية بدمائها ومضى الوقت ونحن داخل حرمك الشريف نقرأ الزيارة واذا بشباب محترقة الاذيال لاطمة الرؤوس حافية القدمين تدخل الى داخل الصحن الشريف وصوتها يُرجف البدن ويهمل دموع العين ياله من مشهد علمت بعده انهم قد قدموا من حرق الخيم  وكان مصطلحا جديدا اضيفه الى صفحة تشيعي البيضاء من تفاصيل الشعائر الحسينية  فالعاشر في كل عمري لم يتجاوز لبس السواد وسماع المقتل واغلاق التلفاز فلم اعلم بان للامر تفاصيل كما رايت في جوارك .

سيدتي لا اجرأ على السؤال عن حالك , اخشى ان يقولوا ان المدينة مهجورة  وان المجالس مختصرة وان لا موكب يعزيك ولا صليل لسيوف جوارك ولا نساء تلطم في حضرتك , لا اجرأ على تصور غربة جديدة تعيشينها , لا اجرأ على تصور ان لا قدرة لي لفعل شيء  , لطمت البارحة حتى عجزت وبكيت حتى سكت وليعذرني ابا عبد الله فلقد ندبت غربتك اكثر من مصابه وانشغل ذهني بحالك اكثر من انشغالي بحال الرضيع  . اضفت يامولاتي لمحرم هذا العام حزنا ً جديدا ً وملئتي قلبي بالغصص فما افعل؟ لا اعلم, كثيرا ما افكر بالهروب والسير حتى اصلك وان اقف عند باب المسجد التي كنت ادخل منها للوصول الى ضريحك  وان يملأوا جسدي رصاصا ً وطعنات واغمض عيني على نور قبتك  ولكن قيود كوني امراة تحول دون ذلك فلا شرع يجيز لي الخروج الا بأذن الوالي فما عساني فاعلة ؟ اعلم ان الصبر والانتظار الايجابيين هما وظيفة المسلم في هذا الزمان ولكن تصوري بان ابا الفضل العباس ان سألك عن حالك ؟ بما ستخبريه وان سأل عن شيعتك ماذا ستقولين له ؟! هذا التصور يقتلني  و حزناه وا سفاه وا خجلنا من ابي الفضل العباس ونحن نقف هكذا .

رويتي ظمأي  ورسمتي لي خارطة اسال الله ان يوفقني كي لا احيد عنها واستضافيتني كافضل ما يكون فجزاك الله عني خيرا وحماك ممن يتربصون فاليكيدوا كيدهم وليسعوا سعيهم فلن يمحو ذكركم , هذه هي كلماتك يا مولاتي التي كان ولا زالت لنا مرهما ً وعلاجا ً عجل الله لناصرك الفرج وسهل مخرجه واستودعك الله يا مولاتي واعظم اجرك في هذا اليوم العظيم .

والى كل من يستهين ويقلل من اهمية الشعائر الحسينية وبأي ركن منها اقول وعن تجربة شخصية ان سنين من القراءة في كتب التشييع عن اهل البيت وعن الدين والمذهب نهلت منها الكثير من المعلومات واوصلتني الى نقطة معينة في طريق المعرفة   لم تستطع ان تصل الى ما اوصلتني اليه الشعائر الحسينية خلال ايام عند حرم السيدة زينب فهي طفرة عجيبة فالراية ليست قطعة قماش والسيف ليس لعبة وكلمة حيدر حير ليست كلمة بل هو تاريخ ناطق بمظلومية ال بيت محمد وان تراب احذية المعزين لهي موضع فخر واعتزار لي ولكل مسلم عارف ولو معرفة جزئية بحق الامام الحسين ع .

ورفقا ً بنا نحن من سجنا في العراق لعقود فلا علم لنا بما جرى فلم نكن نعلم ان الشعائر صارت مفترق طرق عند الشيعة في المهجر مع بالغ الاسف وان ثمة فتنة قد حصلت هناك ونقلت اثارها الينا  فلم اكن اتخيل انه من الممكن ان يستخف شخص بهذا الركن المهم  او يقلل من شأنه باستخدام عبارات انيقة ولكنها تحمل سما زعافا  والغريب بل انه من رحمة الله انني لم اسمع به وانا بجوار السيدة وانما اكتشفناه بالتدريج في فترة ما بعد السقوط في العراق  وفسر لي ما كان يوجه اللي من ملامة عن بعض الكتابات التي يشهد الله باني لم اكن ارجو منها سوى ان يكون هناك نظام في الشعائر لتكون بافضل ما يكون  وان يوضع نظام للنساء كي نتجنب الاختلاط الذي يقلل من وقار الزيارة كما كان يحصل في الساحة العراقية في منطقة السيدة زينب حينما تُعطى النساء ساعة للصعود الى سطوح المنازل ومن ثم تجري المراسيم اجد ذلك منتهى الترتيب والصون للمرأة , عرفت  ان لهذه الهجمة ضد الشعائر تاريخ وان الرد عليها بهذا الاندفاع حق وان التحسس امام اي ملاحظة والاتهام بالانتماء لذاك الخط هو ردة فعل طبيعية لمن عاش تلك الاجواء ولكن اتمنى ان تُغلق صفحة الفتنة تلك فحيف كبير ان لا ينهل الانسان من الحسين ع شيئا ً في هذه الايام العظيمة بسبب فتن شيطانية  واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

وعظم الله اجوركم ولاتنسونا من صالح دعائكم

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي
2024-02-19
عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي
صالح المحنه
2012-11-25
آجرك الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك