واثق الجابري
.الشموخ والتضحية والبطولة تعني الحسين وكل الفضائل الأخلاقية تجسدت فيه , من ينال من قمتنا ونحن نسير على نهج قمة القمم؟! ومن ينال شموخنا ونحن نهتدي بقمة الشموخ ؟! ومن يجاري شجاعتنا ونحن أبناء مدرسة البطولة والصبر ,اليوم يقف فيه التاريخ إجلالاً أمام قمة الشموخ وتستلهم الدنيا قمة التضحية وتنحني الإنسانية بخشوع أمام قمة البطولة العطاء من الحسين وأهل بيته و أصحابه باعتباره السبيل الوحيد للانتصار وبه تقطف ثمار الحرية والمجد ،و التاريخ الإسلامي سيبقى ناقصاً عاجزا ما دام يعجز عن استيعاب عظمة الحسين ومشروعه وسيبقى المسلمون يعانون من التهميش والتجاوز ماداموا يمرون على ذكرى الحسين مرور العابر وليس مرور المعتبر ومستقبل العالم الإسلامي دول وشعوب يرتبط بمدى فهمهم لعظمتة واشراقة نهجه وانه تصدى لهذا التزييف و الانحراف المهين للشعوب الإسلامية ومن يقف عائقاً أمام تطورها و اذا ما أرادت ان تنطلق الى رحاب العالمية فعليها ان تزيل التناقضات من تاريخها وتعرف قيمة أبطالها الحقيقيين ومتى ما وقف المسلمون في العالم وقفة احترام لتضحيات الحسين عندها سيقف العالم اجمع ليحترم الإسلام والمسلمين، ولا يمكن فصل أحداث عاشوراء عن حاضرنا و مستقبلنا لأن الحسين (ع) قد تجاوز الزمان والمكان وذاب مع المعنى و عاشوراء ملحمة صراع بين منهجين منهج يزيد ومنهج الحسين فأتباع يزيد يسألوه كم تدفع لنا كي نقاتل وإتباع الحسين يسألوه كم مرة تريدنا ان نقتل بين يديك لنعود بعدها كي نقتل مرة أخرى،وهذا صراع بين منهج يأخذ ومنهج يعطي، وان الحسين وأتباعه كانوا مشروع عطاء و حياة و ليس مشروع موت ولكن التضحية هي العنوان الحتمي لعطائهم فقدموا أرواحهم فداء و العدد ليس هو الذي يحدد المنتصر انما نوعية العطاء هي التي تحقق الانتصار و اصحاب الحسين كانوا فئة قليلة بعطاء عظيم واعدائهم كانوا فئة كثيرة يسلبون الكثير فانتصر العطاء واصبح مخلدا وانكسر الأخذ وأصبح هباءا منثورا , و الوقوف على أبواب الحسين لأخذ العزم و القوة و الإرادة واستفهام ملامح مشروعه في التغيير و محاربة الانحراف و الفساد، وهو قمة القمم في الخلود والسمو والرفعة و القائد الفذ الذي انفصل عن الزمان و المكان فكان بحق رمزاً للحياة الحرة الكريمة و للإنسان بكل معاني الإنسانية عظيم بآلامه و كبير بإنسانيته و بطل بشجاعته و خالد بتصديه ويمثل المشعل الذي ينير مسيرة الإنسانية و الروح التي تمنح للحياة معناها وان كان للخلود معنى ، فأن الحسين (ع) هو ذلك المعنى حيث سقيت بدماء الحسين رسالة السماء كي تبقى حية و مؤثرة و من روحيتة ترسخت المبادئ والعقيدة وبرايته نهتدي لخطى الإسلام المحمدي الأصيل و بمنهجه أشرق النور في دروب البشرية , ويتشتت الفكر و تتلكؤ الحروف عند ذكر الحسين وأي فكر يصمد أمام هذا الفكر العملاق الذي عبر عنه في ملحمة عاشوراء؟ و اي حروف تلك التي يمكن لها ان تصف و تعبر عن هذا التألق والإشراق , وآفاق المدرسة الحسينية تكسر قيود الانغلاق بالفكر و السلوك وإطلاق الأرواح في سمو الحسين و ومن يريد ان يفهم بوضوح وعمق دور الحسين (ع) فعليه ان يفهم بوضوح و عمق المشروع الإلهي على الأرض و الذي مثلت التضحية الحسينية مقومات استمراره و بقائه، ولابد من كسر أقفال الانغلاق عن العقول كي ننطلق في رحابه والى تنظف الحياة من الزيف و التزوير عندها ستتجلى لنا رؤيتة و يفيض العطاء و تفتح لنا أبواب الحسين مشرعة رحبة وعلى المجادلين في فهم ثورية الحسين بان عليكم ان لا تقيسوا الحسين بالثوار لان الحسين ثورة اختزلت كل الثورات على مر العصور و حملت بداخلها آهات كل الثائرين وانه قاتل بقوة الحق والمنطق بينما اعدائه قاتلوا بقوة السلاح لذلك انهارت قوتهم و ان كسبوا جولة و انتصر المنطق و الحق و ان خسر فرصة فكان انتصار الحسين أبدياّ , وإنه ليس دموعاً و انما هو مشروع و ليس مجرد قائد فحسب إنما هو منهج و عنوان وعلم اجيال ان لا تنكسر مهما نالت منا الجراح و لا نُنكّس راياتنا حتى و ان تمزقت, وبكاؤنا هو الزيت الذي يزيدنا نقاءً وتوهجاً وحماساً واندفاعاً وإيمانا بمبادئه و مشروعه و قضيته، و ان اتباعه يبكون على كرامتهم الضائعة على ايدي الطغاة ليستعيدوها بعزة الحسين وكرامتهم و البكاء منحنا القدرة على الصمود وأزاح عن طريقنا الذل والهوان.وان الأعداء ضربوا رأس العباس (ع) لعله ينحني لهم فسقط على الأرض ولم ينحني وهشموا رأسه الشريف بالحديد لكنه لم ينحني الا لله حتى تحول العباس الفارس الى شوكة في عيونهم والعباس هو ابو الفضل كله و زينب العقيلة تحولت الى صوت الحسين وجسدت صورته وكانت امتداده و ديمومته وشخصه وشخصيته وهي بركان ثار ينطق بالحق ومثلما لبس الحسين رداء أبيه في مواجهة الطغيان لبست زينب عباءة أمها في مواجهة الانحراف ووقفت الى جانب أخيها وإمامها وقائدها .
https://telegram.me/buratha