سعيد البدري
من المؤكد جدا ونحن نعيش احداث غزة وما تشهده الاراضي الفلسطسنية المحتلة ان ما كان يصلح بالامس لم يعد صالحا اليوم خصوصا بعد ان انتقلت دائرة الصراع العربي الاسرائيلي الى مرحلة جديدة, مرحلة فيها للفصائل الفلسطينية كلمتها المعبرة والقوية فصواريخ المقاومة الفلسطينية باتت اليوم تتحدى قبة اسرائيل الحديدية وتدخل الصهاينة في حسابات معقدة بعد ان احسوا انهم تحت التهديد وهم مرعبون بلا ادنى شك من قدرات هذه المقاومة التي تسندها وتدعمها عمليا ايران الاسلام , ايران الافعال لا الاقوال , ايران العزيمة والاصرار على كسر حاجز الخوف ومقارعة الالة الحربية الصهيونية وجيشها الذي لايقهر .فايران التي يرى الجميع بما فيهم اصحاب الخطب العصماء من حكام الانظمة العربية خطرا يتهدد وجودهم اصبحوا اكثر قناعة بضرورة محاربتها عبر تاليب دوائر الغرب والصهيونية على خوض هذه الحرب وتضييق الخناق عليها فبعد حرب تموز مع حزب الله اللبناني وحرب التكنولوجيا والاف الهجمات الالكترونية التي يتحدث عنها مسؤولي الامن القومي الاسرائيلي والتي مصدرها ايران على منشأت صهيونية ومواقع ستراتيجية ودوائر امنية برزت طائرة الاستطلاع ايوب ومن ثم صواريخ المقاومة الفلسطينية وكل ذلك جعل هذا الكيان المسخ يعيش حالة من الفزع والرعب وجعل حلفائه المعلنين والمستترين وفي مقدمتهم بعض حكام الخليج والمنطقة يتسابقون على تقديم المشورة وخلق المزيد من الذرائع والحجج لدول الاستكبار لتسارع في ضرب هذه القوة الاسلامية الصاعدة . وفي الحقيقة ان احداث غزة اعادت للفلسطينين كرامتهم عزتهم وشموخهم وقدرتهم على الفعل ان قدم لهم الدعم بهذا الشكل فالحقوق تنتزع ولاتعطى ,وليس عيبا ان تكون لايران حكومة وشعبا هذه الوقفة مع هذا الشعب بدل ان ينتظرمزيدا من الخطب الرنانة والوعود وكلمات التضامن الفارغة من أي محتوى نعم هذا الاسناد والدعم الذي تقدمه ايران والذي اتضحت معالمه وبات حقيقة ناصعة يضعها في المواجهة والواجهة بلا شعارات ومساومات ومزايدات وما كنا نراه من صور الانكسار والحسرة قد ولى الى غير رجعة. فهاهي غزة الابية تكيل للمحتلين ضرباتها وترد للصهاينة ونظريات تفوقهم الصاع صاعين وليس غريبا بعد كل هذا اذا ما رأينا جبهات التأمر الغربي العروبي تتجه لتصفية ما تبقى من مشروع المقاومة وعزلها ومقاطعتها عبر شتى الوسائل والسبل. لكن هيهات ان تعود عقارب الساعة الى الوراء وحدود الزمن الى نقطة الهزيمة بعد ان وجدت الامة الاسلامية والشعب الفلسطيني ضالتهم بانتهاج سبيل المقاومة ورد المعتدين وعقابهم اذا ما تطاولوا من جديد . نعم ان المراحل التي قطعناها وشاهدنا تفاصيلها لم تكن يوما بمثل هذا الشموخ الفلسطيني الاسلامي فطوال معاصرتنا لهذه القضية لم نشاهد ولم نسمع ان غزة او غيرها من مدن فلسطين بكل فصائلها تجروء على اطلاق صاروخ واحد ليس لان هذه الفصائل لاتملك الجرأة والشجاعة بل لانعدام الامكانيات المادية والدعم وكذلك العناصر المدربة على اعلى مستويات التدريب ,لكن بعد كل هذا الوقت هاهي تجربة حزب الله تستنسخ (بالكربون) كما يقال وهاهي صواريخ الغزاويين تحرق سماء الصهاينة وتدك اسوارهم وتشعل النار من تحت اقدامهم ولولا التعتيم الاعلامي واساليب الرقابة الصهيونية عهلى وسائل الاعلام لراينا ارقاما كبيرة ومرتفعة لضحايا هذه الصواريخ ونحن هنا نقف بفخر واعتزاز مثمنين الدور الايراني الداعم للمقاومة والذي قفز فوق كل خطب من يدعون انهم قادتنا وصناع مستقبلنا ,موقف مشرف اخر يحسب لقيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية اقل ما يقال عنه انه صادق وشجاع ومسؤول تجاه ابرز قضايا الامة الاسلامية التي يراد تصفيتها وانهائها لصالح معسكر الاحتلال واذنابه في المنطقة . فبوركت غزة وبورك من يقف ورائها وليفهم معسكر الاعتدال العروبي ان هزيمته التي حملها بمشاريعه الاستسلامية وتسوياته وخنوعه سقطت والى الابد , كما ان خيار الفلسطينين يعود اليوم ليكون بايديهم بدل نيابة هذا المعسكر المتخاذل الذي داب على تمجيد هذا الكيان المسخ ونفخه وتصويره على انه صاحب الحول والقوة وان كان لابد من قول امر معين وتقديم الشكر لجهة بعينها فهنا نقول شكرا لحزب الله وقيادته على رعايتها للمقاومة الفلسطينية وشكرا لايران على دعمها اللامتناهي لابطال غزة الذين اوصلوا الرسالة بعد طول انتظار فهي ليست رسالة توسل كما كانت رسائل اشباه الرجال بقدر ما هي رسالة تحذير ايرانية تعكس القدرة والاقتدار من ان القادم سيكون اقسى واشد , شكرا لكل جهد صادق حول هزيمتنا التأريخية الى نصر نعيشه اليوم ومع كل هذه التضحيات نقول ايضا شكرا لدماء الشهداء وعوائلهم وكل الاجيال الفلسطينية المؤمنة بنصر الله عاجلا ام اجلا وحتمية زوال هذا الكيان الغاصب بعد ان رسخت معادلة رعب جديدة في المنطقة يرتجف منها الاعداء .
https://telegram.me/buratha