المقالات

صواريخ غزة .. رسائل ايران ومعسكر المقاومة ...

524 17:58:00 2012-11-25

سعيد البدري

من المؤكد جدا ونحن نعيش احداث غزة وما تشهده الاراضي الفلسطسنية المحتلة ان ما كان يصلح بالامس لم يعد صالحا اليوم خصوصا بعد ان انتقلت دائرة الصراع العربي الاسرائيلي الى مرحلة جديدة, مرحلة فيها للفصائل الفلسطينية كلمتها المعبرة والقوية فصواريخ المقاومة الفلسطينية باتت اليوم تتحدى قبة اسرائيل الحديدية وتدخل الصهاينة في حسابات معقدة بعد ان احسوا انهم تحت التهديد وهم مرعبون بلا ادنى شك من قدرات هذه المقاومة التي تسندها وتدعمها عمليا ايران الاسلام , ايران الافعال لا الاقوال , ايران العزيمة والاصرار على كسر حاجز الخوف ومقارعة الالة الحربية الصهيونية وجيشها الذي لايقهر .فايران التي يرى الجميع بما فيهم اصحاب الخطب العصماء من حكام الانظمة العربية خطرا يتهدد وجودهم اصبحوا اكثر قناعة بضرورة محاربتها عبر تاليب دوائر الغرب والصهيونية على خوض هذه الحرب وتضييق الخناق عليها فبعد حرب تموز مع حزب الله اللبناني وحرب التكنولوجيا والاف الهجمات الالكترونية التي يتحدث عنها مسؤولي الامن القومي الاسرائيلي والتي مصدرها ايران على منشأت صهيونية ومواقع ستراتيجية ودوائر امنية برزت طائرة الاستطلاع ايوب ومن ثم صواريخ المقاومة الفلسطينية وكل ذلك جعل هذا الكيان المسخ يعيش حالة من الفزع والرعب وجعل حلفائه المعلنين والمستترين وفي مقدمتهم بعض حكام الخليج والمنطقة يتسابقون على تقديم المشورة وخلق المزيد من الذرائع والحجج لدول الاستكبار لتسارع في ضرب هذه القوة الاسلامية الصاعدة . وفي الحقيقة ان احداث غزة اعادت للفلسطينين كرامتهم عزتهم وشموخهم وقدرتهم على الفعل ان قدم لهم الدعم بهذا الشكل فالحقوق تنتزع ولاتعطى ,وليس عيبا ان تكون لايران حكومة وشعبا هذه الوقفة مع هذا الشعب بدل ان ينتظرمزيدا من الخطب الرنانة والوعود وكلمات التضامن الفارغة من أي محتوى نعم هذا الاسناد والدعم الذي تقدمه ايران والذي اتضحت معالمه وبات حقيقة ناصعة يضعها في المواجهة والواجهة بلا شعارات ومساومات ومزايدات وما كنا نراه من صور الانكسار والحسرة قد ولى الى غير رجعة. فهاهي غزة الابية تكيل للمحتلين ضرباتها وترد للصهاينة ونظريات تفوقهم الصاع صاعين وليس غريبا بعد كل هذا اذا ما رأينا جبهات التأمر الغربي العروبي تتجه لتصفية ما تبقى من مشروع المقاومة وعزلها ومقاطعتها عبر شتى الوسائل والسبل. لكن هيهات ان تعود عقارب الساعة الى الوراء وحدود الزمن الى نقطة الهزيمة بعد ان وجدت الامة الاسلامية والشعب الفلسطيني ضالتهم بانتهاج سبيل المقاومة ورد المعتدين وعقابهم اذا ما تطاولوا من جديد . نعم ان المراحل التي قطعناها وشاهدنا تفاصيلها لم تكن يوما بمثل هذا الشموخ الفلسطيني الاسلامي فطوال معاصرتنا لهذه القضية لم نشاهد ولم نسمع ان غزة او غيرها من مدن فلسطين بكل فصائلها تجروء على اطلاق صاروخ واحد ليس لان هذه الفصائل لاتملك الجرأة والشجاعة بل لانعدام الامكانيات المادية والدعم وكذلك العناصر المدربة على اعلى مستويات التدريب ,لكن بعد كل هذا الوقت هاهي تجربة حزب الله تستنسخ (بالكربون) كما يقال وهاهي صواريخ الغزاويين تحرق سماء الصهاينة وتدك اسوارهم وتشعل النار من تحت اقدامهم ولولا التعتيم الاعلامي واساليب الرقابة الصهيونية عهلى وسائل الاعلام لراينا ارقاما كبيرة ومرتفعة لضحايا هذه الصواريخ ونحن هنا نقف بفخر واعتزاز مثمنين الدور الايراني الداعم للمقاومة والذي قفز فوق كل خطب من يدعون انهم قادتنا وصناع مستقبلنا ,موقف مشرف اخر يحسب لقيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية اقل ما يقال عنه انه صادق وشجاع ومسؤول تجاه ابرز قضايا الامة الاسلامية التي يراد تصفيتها وانهائها لصالح معسكر الاحتلال واذنابه في المنطقة . فبوركت غزة وبورك من يقف ورائها وليفهم معسكر الاعتدال العروبي ان هزيمته التي حملها بمشاريعه الاستسلامية وتسوياته وخنوعه سقطت والى الابد , كما ان خيار الفلسطينين يعود اليوم ليكون بايديهم بدل نيابة هذا المعسكر المتخاذل الذي داب على تمجيد هذا الكيان المسخ ونفخه وتصويره على انه صاحب الحول والقوة وان كان لابد من قول امر معين وتقديم الشكر لجهة بعينها فهنا نقول شكرا لحزب الله وقيادته على رعايتها للمقاومة الفلسطينية وشكرا لايران على دعمها اللامتناهي لابطال غزة الذين اوصلوا الرسالة بعد طول انتظار فهي ليست رسالة توسل كما كانت رسائل اشباه الرجال بقدر ما هي رسالة تحذير ايرانية تعكس القدرة والاقتدار من ان القادم سيكون اقسى واشد , شكرا لكل جهد صادق حول هزيمتنا التأريخية الى نصر نعيشه اليوم ومع كل هذه التضحيات نقول ايضا شكرا لدماء الشهداء وعوائلهم وكل الاجيال الفلسطينية المؤمنة بنصر الله عاجلا ام اجلا وحتمية زوال هذا الكيان الغاصب بعد ان رسخت معادلة رعب جديدة في المنطقة يرتجف منها الاعداء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك