صالح المحنه
بعد سقوطِ كلِّ نظام مستبدٍ يخلِّفَ وراءَهُ مجاميعَ وعصابات ٍممنْ كانت تتغذى على فتات موائد الظالمين ، على حساب دماء الأبرياء ،وممن يسبّحون بحمد الجلادين ويشتركون معهم في الأهداف والمآرب الدنيوية التي أُسست على ظلم ِ الآخرين، وهم مع حقارة نفوسهم وصغر مكانتهم ، إلاّ إنهم يُعدّوْن َ من الأركان المهمّة في إستمرار حياةِ المستبدين وتقوية سلطانهم ، وبعد إنهيار تلك الأنظمة تتفرّق هذه المجاميع بين صفوف المجتمع بلباس نفاقيٍّ جديد ، منهم مَنْ يعود لممارسة دور جديد متملّق مع الحاكم الجديد وأركانه ، ومنهم مَن تشرّبت في دماءه حقارة ولعنة ذلك النظام فيستمرَّ في تخريب وتدمير كلَّ ماتصل له يداه، هذه المجاميع أ ُطلقَ عليها حديثا مصطلح الفلول ، وأ ُستعمل هذا المصطلح بعد سقوط النظام البعثي في العراق وفي دول عربية اخرى تهاوت فيها الأنظمة الدكتاتورية، لذلك عندما يُستَهْدَفُ موكبٌ لأحد المسؤولين الجدد أكان في العراق أو في مايسمّى دول الربيع العربي أو في أي دولةٍ إسلامية أخرى لأن صناعة المواكب حصرياً في هذه الدول فقط ، لايحتاج المسؤول في دول العالم المتحضّر الى موكب يقلق ويربك الشارع أثناء مروره ، عندما يُستهدف الموكب كما أسلفت يتصدر قائمة المتهمين بالأستهداف فلول النظام السابق ، وهو إحتمالٌ واردٌ ومُبَررٌ ، لأنهم فقدوا إمتيازاتهم ومناصبهم وليس من السهل عليهم أن يتحملّوا مشهد غيرهم وهو يمتطي كراسيهم ويعبث بالأموال التي كانت بين أيديهم ، وهو صراعٌ من أجل مافقدوا من سلطة سياسية ومالية ،ولكن...مالذي فقد َ مَنْ يَسْتَهْدفْ موكباً حسينيّاً أقامهُ مجموعةٌ من الشباب بمناسبةِ إستشهاد الحسين ع بن نبي الأسلام مواساةً لرسولهم ص وفي أماكن خاصّة بهم ليس فيها ضَررٌ ولا ضِرارٌ على أحد من أمة محمد ص ؟ ينفقون من أموالهم ويُطعمون مَنْ يعرفونَ ومَنْ لايعرفون حباً وإكراماً لرسول الله ص ، تُرى أي فلولٍ تلك التي تستهدفهم ؟ وبأي مبررٍ ومسوّغٍ يفتون بقتلِهم ؟ هل لأنهم أحبوا رسول الله ص كما اوصى وكما أراد القرآن الكريم ؟ قل لاأسئلكم عليه أجرا إلاّ المودةَ في القربى .أم أغاضهم تمسّكهم بوصية رسول الله و الألتزام بها ؟ عندما قال حسين مني وانا من حسين ، أحب الله مَنْ أحبَّ حسينا ، أيُّ سلطان ذاك الذي أُغتصب منهم حتى يفجرون المحتفلين بعزاء الحسين في باكستان والعراق واليوم في اليمن ؟ ولكن لو إستدركنا وراجعنا موقف الحسين ع من يزيد لعلمنا ماذا فقد يزيد وماذا فقدت فلوله التي تعبث اليوم بجسد الأمة الأسلامية، سقوط يزيدٍ وأتباعه لايشبهه أي سقوط لأي طاغية على الأرض ، أستشهاد الحسين عليه السلام لم يبقِ ليزيد ولأتباعه ذرةً من كرامةٍ أو شرفٍ أو إنتماء للدين الأسلامي ، ولو أن فلوله يفسدون ويخرّبون قيم الأمة الأسلامية اليوم وتحت مسميات مذهبية لكنها لم تجدهم نفعاً ، فلعنة التأريخ التي خطتها الدماء المقدسة تلاحقهم اينما ثُقفوا وأينما حلّوا ولاتشفع لهم المليارات التي يحاولون بها تضليل الأمة وشراء الذمم كما فعلها قبلهم يزيدُهم ، لذلك مشهد الأحتفال بالأمام الحسين عليه السلام يثير في نفوسهم الغيض والحقد الأموي الدفين وينكأ جراهم ويُشعرهم بعقدة الأحتقار والخسّة ويذكرهم بتفاهة خليفتهم الفاسق وماجلبه عليهم من عار، يفجرون المواكب الحسينية لأنهم لايريدون أن يتذكروا مشهد كربلاء ، ذلك المشهد الذي إنتزع من خليفتهم الشرعية وألبسه ومَنْ تبعه عاراً وخزياً الى يوم يبعثون ، وهم يعلمون علم اليقين باطل خليفتهم ، لايريدون إقامة إحتفالات ومواكب عزاء للحسين لأنها تعني إنبعاث كربلاء من جديد ، فيحاولون واهمين كما حاول من سبقهم بالكفر أن يطمسوا هذه المعالم الكربلائية برصاصهم وكلابهم المفخخة ، ولكن هيهات هيهات أن يُفلحوا وتتحقق مآربهم ذلك عهد الله لأولياءه الصالحين...السلام على الحسين وعلى من استشهد مع الحسين وعلى طريق الحسين...
https://telegram.me/buratha