المقالات

ركضة طويريج... الرقم القياسي الذي يصعب تحطيمه

724 09:50:00 2012-11-27

عباس المرياني

تبذل الدول التي تطمح لتحقيق الارقام القياسية في السباقات الرياضية جهودا وأوقاتا مضنية وتدفع أموالا كثيرة وتجند لهذه المهمة المدربين المحترفين والمسعفين والمعالجين والاخصائين في مجالات التغذية وعلم النفس وتجيش الصحافة والاعلام لرفع المعنويات وشحذ الهمم وتبني المنشآت الرياضية والفنادق وحمامات الساونا ومضامير السباق بالاضافة الى الدخول في معسكرات تدريبية مغلقة ومفتوحة من اجل اكتساب الخبرة ورفع الجاهزية وفي المحصلة النهائية قد يفوز وقد يخسر الفريق او البلد المعني دون ان يحصل على مايريد وبالتالي تذهب الاموال التي انفقت والوقت الذي استزف دون فائدة تذكر وتبدأ دورة التحدي من جديد علها تحقق المراد وتسجل اسمها في موسوعة غينس للارقام القياسية،وهذا التحدي والاصرار هو السمة والامر المنطقي الذي تتعامل معه وقائع التنافس مع ما يتم بذله دون تردد او منة من الدولة لانها تعتقد ان الانجاز لا يتحقق دون مقدمات ودون بذل وعطاء.ولهذا فان ما يحدث في كربلاء المقدسة من اعجاز يفوق الخيال لم ياتي من فراغ او دون بذل وتضحية بل انه جاء متوافقا مع التضحيات الكبيرة التي بذلها الامام الحسين (ع) واهل بيته وصحبه الكرام في يوم عاشوراء عندما سجلوا ملحمة الخلود الانساني والعشق الالهي وبذلوا المهج والنفوس وضحوا بالولد والعيال من اجل ان ترتفع راية الاسلام المحمدي الاصيل ومن اجل ان نتعلم كيف نعيش احرارا ونرفض الظلم والاضطهاد.ويمكن اعتبار ركضة طويريج التي تقام ظهيرة العاشر من محرم الحرام وتحديدا بعد صلاة الظهر واحدة من اهم المعاجز ان لم تكن اكبرها على مستوى العالم اجمع لعدة اسباب اهمها ان هذا التجمع المليوني يعد التجمع العفوي الاكبر على مستوى العالم والذي لم تدعوا له الدولة او مؤسسة او شخصية مؤثرة كما ان هذا التجمع سواء كان جمعي او اشخاص فرادى لم يفكروا ان يحصلوا على جائزة مادية او وسام او كاس اضافة الى ان جميع من حضر هذا التجمع يعتبر نفسه فائزا مع ما يبذله من مال وجهد وعرق دون ان ينتظر تعويض يعادل ما انفقه كما ان هؤلاء لم يفكروا يوما ان يدخلوا في معسكرات تدريبية او يطالبوا بسكن مريح وعصري بل ان جل هؤلاء يفترشون الارض ويلتحفون السماء رغم برودة الجو وهطول الامطار وعن طيب خاطر،ومع ان هذا الإعداد في الحسابات الرياضية لا يمكن ان يحقق اي انجاز الا ان ركضة طويريج تعتبر اعجازا وليس انجازا وان تحطيمها للارقام القياسية وتسجيلها في موسوعة غينس امر طبيعي جدا.يبقى ان نعرف ان ما اقدم عليه الامام الحسين عليه السلام واهل بيته من عطاء وتضحيات يوم عاشوراء وقبل اكثر من (1350) سنة يفوق كل ما يمكن ان تبذله الدول من جوانب مادية ومعنوية لان عطاء الحسين واهل بيته ابدي وخالص لوجه الله ولان التضحية بالنفس اقصى غاية العطاء والجود لذا فان الاعجاز كان بمستوى التضحية والعطاء وهذا التقييم يتناسب مع منطق العدالة الالاهية.اقترح على الجهات ذات العلاقة ان يتم العمل على تسجيل ركضة طويريج في موسوعة غينس للارقام القياسية لان هذا التسجيل ينطوي على فوائد كثيرة ،كما انه انجاز حقيقي ولا يتعارض مع القوانين المرعية في تسجيل الارقام ضمن هذه الموسوعة العالمية والشيء الاهم من هذا هو ان هذه الركضة لا يمكن تحطيمها لانها في زيادة كل عاشوراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك