المقالات

فضيحة المطر

651 23:12:00 2012-11-27

حيدر حسين الاسدي

أتذكر في عام 2003 وبالتحديد بعد شهرين من سقوط النظام البائد طالعت على التلفاز استطلاع للرأي قامت به احدى القنوات الفضائية ،التي كانت تحاول ان تعطي صورة لواقع العراق الجديد والديمقراطية الفتية ،تحدث خلاله احد المواطنين ،الذي ما زلت اتذكر اسمه، ان حاجة العراق اليوم ليس لتبديل حكم بأخر بل بتغيير العقلية والشعور بحب الوطن وبناءه والإخلاص بالعمل وخدمته .وفي تلك الفترة الحماسية وروح الأمل العالية التي كان الشعب العراقي يمر بها اجزم انه لم يستمع احد او يتفاعل مع ما قاله هذا المواطن ، بعد 10 سنوات أجد ان ما قاله كان قراءة منطقية للواقع الذي نعيشه من تضاءل الأمل وروح الإحباط التي تسكن نفوسنا.وحتى لا أكون قاسي في طرح الموضوع واعطي صورة عامة غير دقيقة سأقدم دليل اعتقد انه لا يخالفني احد فيه وهو مشكلة الخدمات ومشاريع التصريف والشوارع والتي فاحت رائح الفساد والغش فيها مع بداية أول الغيث الذي طال انتظاره في العراق خلال السنوات الأخيرة .ان من يتجول في بعض المناطق والمحافظات العراقية يزداد يقينه أن الله أعطى بعض الفرص لمن يمسك زمام الخدمة والأعمار عسى ان يراجعوا أنفسهم ويقدموا كل ما فيه خير ومصلحة للناس، لكنهم ظنوا ان السماء تعطيهم ليزدادوا خيراً وان ما يقومون به هو الصحيح والغش والسرقات التي يمارسونها قد ضاعت في زحمت مشاكل الناس أضافة للتشويش المنظم بالحملات الإعلامية عن انجازات ومشاريع انهارت مع أول اختبار عملي لها ، ولم يكن هذا الاختبار سوى إشارة بسيطة من لدن مطلع جبار لأناس نتمنى ان يملكوا عقول ويفهموها.ان بلد مثل العراق بما يمتلكه من ثروات ومشاريع يعد مطمع للكثير من الفاسدين والسراق الذين نجدهم في كل بقاع العالم كالطفيليات تعتاش على ما تمتصه من غيرها لكن ما يميز بلدان العالم عن بلدنا انهم يضعون المبيدات الفاعلة للتخلص من طفيلياتهم بقوانين تطبق على القوي والضعيف ، المواطن والمسؤول ، اما في العراق فالطفيليات تزداد بسبب الرعاية وغض الأبصار والتشجيع ، فسارق المليارات وصاحب الشركات الوهمية هناك من يحمي ظهره ويسانده ويدافع عنه ويطوع القوانين لصالحة .وحتى لا نزداد اكثر في تأجيج الجروح وفتح الصدور بما تحمله من حسرة والم نقول ان حاجتنا اليوم لثورة صادقة بوجه الفساد والمفسدين وترك المؤسسات القضائية تأخذ مسارها في الضرب على يد السراق وتحقيق العدالة بوقوف المسؤول كما المواطن امام القانون ولا تدخل لعبة الصفقات والاتفاقات في هذه الثورة التي ان لم تجد مجالاً لها ستأكل رجالها وتظهر لنا حكام جدد قد يعيدون عجلة الزمان الى الوراء ويعيش العراق مرة اخرى زمن الدكتاتورية والظلم وفي ذلك الوقت لا يفيد ندم النادمين وحسرة الساكتين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مهندس عراقي غيور
2012-11-28
عملت بالاعمار منذ سقوط النظام وبمناطق ومحافظات مختلفة وتلقيت المكافات والرشاوي وكنت طريقا للرشاوي لمختلف الموضفين واعضاء مجالس البلديات ووصلت الى مجالس المحافظات ولدي سجلات بارقام وتواريخ واحيانا وليس دائما يؤنبني ضميري ولو عدت للبداية لما سلكت طريقا اخر حيث يستوجب على المقاولين سلوك الرشاوي لديمومة العمل ولكن على حساب المواصفات فاذا التزمت بالمواصفات تخسر المقاولة ويطردك المقاول واذا عملت بما يريد تجعل الجميع فرحين وهذا مايقوم به الجميع لاسعاد الاخرين والى جهنم المواصفات ومن يضعها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك