عدنان السباهي
ان النظرة السائدة في اختيار رجال الحكم والإدارة ،عبر التاريخ،ترتكز في الغالب على نهج الحكم وسياسته العامة او على الاعتبارات الشخصية والعاطفية النفعية ك(القرابة ،الصداقه،التفضيل حسب الحزب او الطائفة)،فالمنتمون لأحزاب سياسية معينة مثلا، يعتنقون سياسة الحزب الذي ينتمون ببرامجه وأفكاره،ومع ان الحزب السياسي يكسب عدديا بانتماء هذا الشخص او ذاك اليه،لكنه قد يفرط ببرامجه وأفكاره ومتبنياته ويعرضها للانحراف مما يؤثر بالنتيجة على رصيده الكمي والنوعي ،بعد استلام السلطة الكثير من الشخصيات تغيرت طباعها وانعكس هذا على الاحزاب التي كانت تنادي بشعاراتها بنصرة المظلوم وتحقيق العدالة الاجتماعية ولكن هي اول من سرق المظلوم! فأول من يتسنم المنصب يفكر بالإرباح والانتقال من مدينته الفقيرة الى منطقة اكثر رقيا حتى تتناسب ومؤهلاته الجديدة وان يلحق بركاب الطبقة الغنية على حساب الطبقة التي ساهمت في نجاحه بالرغم من وجود اكفا منه علما وتعليما ،وفي سياسة العدل المتكاملة للإمام علي(ع) في اختيار الولاة ورجال الحكم والإدارة،على اساس وحدة الشروط العقائدية والأخلاقية ،فهو يقدم للبشرية والقوى السياسية المدافعة عن العدل والسلم و التقدم ،بتكوين المجتمع السعيد من خلال بناء الانسان في عملية متكاملة ويحدد الامام الصفات الاخلاقية للوالي عند اختياره،فقال:(ينبغي ان لايكون بخيلا فتكون في اموالهم نهمته،وينبغي ان لايكون جاهلا فيضلم بجهله،وينبغي ان لايكون جافيا فيقطعهم بجفائه،وينبغي ان لايكون حائفا فيتخذ قوما دون قوم،وينبغي ان لايكون مرتشيا فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع،وينبغي ان لايكون معطلا للسنة فيهلك الامة) ،ان هذه الصفات الذي حذر منها الامام علي(ع) تسبب القطيعة بين الناس والدولة،وتفسح المجال واسعا امام الامراض والانحرافات السياسية ،التي تهدد سياسة العدل وتربك مسيرتها بانتشار البخل وهو الحرص على المال وتعاطي الرشوة مقابل تأدية خدمات شخصية بصورة غير مشروعة ،وهذا مايحدث اليوم بسبب الضعف الاخلاقي للموظف الاداري امام اغراءات المال وتحت ضغط الحاجة ،وتجد اكثر الثورات على مر التاريخ السابقة واللاحقة بسبب الحرمان والحاجة ،والإصلاحات يجب ان تنطلق بمعالجة الحرمان وخاصة اذا اصبح جماعيا فان الاصلاح عند إذ يقف عاجزا عن معالجته ،وان احتكار السلطة والثروة يؤدي الى تفاقم النقمة،ونحن مقبلون على انتخابات فينبغي اختيار الاشخاص ممن تنطبق عليهم تلك الصفات حتى لاتتكرر المشاكل السابقة ويتم اختيار الاكفاء ومن اصحاب الاخلاق الفاضلة.
https://telegram.me/buratha