عباس المرياني
بعد ان ادى ملايين العراقيين ومئات الآلاف من العرب والأجانب من أتباع اهل البيت(ع) زيارة العاشر من محرم الى كربلاء المقدسة بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) واهل بيته وصحبه اعلن القادة الأمنيين عن نجاح الخطة الامنية في المحافظة المقدسة وفي بغداد تبع هذا الاعلان بيانات مشابهه للقيادات الامنية في المحافظات الاخرى بنجاح الخطط الامنية ،لكن هؤلاء لم يعلنوا القضاء على الارهاب.ولان الارهاب ذكي ولا يستعجل الامور كما هو الحال بالنسبة للاجهزة الامنية وقادتها خاصة وان الواقع الفعلي يمنح العصابات الارهابية والمجاميع الاجرامية المرتبطة والممولة من دول الجوار زمام المبادرة والقدرة على المناورة والمباغتة وتشتيت تركيز القادة الامنية وإبطال خططهم الفاشلة والوصول الى الاهداف بطرق ميسرة.واليوم يعود الارهاب الطائفي والاجرامي من بوابة الشعائر الحسينية التي لم تنتهي بعد وكما يريد وبتحد واضح لكل ما قيل وما اعلن عنه من قبل الحكومة والاجهزة الامنية من نجاح وتفوق ولتؤشر هذه الخروقات ان الارهاب لازال تحديا حقيقيا وان الخطط والاحتياطات الامنية لن تصمد امام تهديدات الارهاب والارهابيين التي يطلقونها بين وقت واخر .وتفجيرات مساء الثلاثاء التي ضربت ثلاث حسينيات في مناطق مختلفة من بغداد وأدت الى استشهاد وجرح العشرات من المواطنين الابرياء أعادة الى الأذهان قدرة العصابات الارهابية في الوصول الى اهدافها بانسيابية وسرعة واشرت حقيقة عقم وبؤس الخطط الامنية والتي تعود في كثير من تفاصيلها الى افكار العصور الوسطى او الحجرية بل ان كثير من هذه الخطط تكون مكشوفة عادتا من قبل العصابات الارهابية لان اطراف في المجاميع الارهابية هي من تقوم او تساهم بوضع مثل هذه الخطط في بعض الاحيان كما ان الكثير من الاجهزة الامنية اما مخترقة من قبل الارهابيين او قابلة للبيع والشراء وبالعملة الصعبة وبطريقة الدفع المباشر لان بعض المناصب الامنية لا يمكن الوصول اليها الا بمبالغ باهضة وتسديد هذه المبالغ مع تحقيق هامش ربحي مريح للمشتري يتطلب التعاقد مع الارهابيين والقبول باللعب الخشن وهذا اللعب يجيز ادخال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والمخدرات اما ادخال المواد الممنوعة الاخرى الاقل ضررا فانها لا تؤدي الهدف المنشود في تسديد المبالغ المطلوبة وبذلك فان المنصب سيكون خسارة مؤكدة.ان انتشار الفساد المالي والاداري و هزالة الخطط الامنية التي يضعها اشخاص غير اكفاء وغياب الجانب الاستخباري وعدم تعيين وزراء امنيين وتسليم الوزارات الامنية الى اشخاص بالوكالة سوف لن تنهي الارهاب والارهابيين واذا كانت المؤسسة العسكرية تتبجح بنجاح خطة امنية في وقت ما فان الشيء المؤكد هو ان الارهاب لم ينتهي بعد وان أنيابه لا زالت حادة ومدمرة وان باستطاعته ان يهزم الناطق الرسمي باسم خطة فرض القانون ووزارة الداخلية.ان الحكومة والاجهزة الامنية التي تتباها بقدراتها لاعتقادها انها نجحت في لجم الارهاب بسبب توقف المجاميع الارهابية عن ممارسة هواياتها لغاية في نفوسهم لمدة يومين او ثلاثة ايام حكومة مسكينة لان النجاح الحقيقي لا يكمن في نجاح خطة امنية او ممارسة معينة ...ان النجاح الحقيقي يكمن في القضاء على جميع اشكال الارهاب وهذا امر مستبعد ان لم يكن مستحيل في ظل الواقع الحالي.
https://telegram.me/buratha