وفودنا في غزّة ووزير الكهرباء يرفع نجمة داوود في سماء بغداد
اعمدة محزّمة بشعار اسرائيل تنصبها وزارة الكهرباء في شارع الاميرات قرب منزل الوزير
نطالب بطرد الوزيرتمهيدا لمحاكمته واحالة المتورطين بصفقة الاعمدة لهيئة النزاهة
اعمدة اهالينا في الشعلة والكاظميّة مدينة الصدر (تيوله)اما العمود الرخامي الموشّى بالتذهيب فيوضع في شارع وزير الكهرباء
لانستبعد ان يكون الغرض من صفقة الاعمدة توريط حكومة المالكي ونسف جهودها الدبلوماسيّة
البينة – رئيس التحرير
شارع الاميرات من شوارع السبعة نجوم في العاصمة بغداد في حي المنصور ,والذي يسكنه فيمن يسكنه السيد وزير الكهرباء ,ولأنّ وزير الكهرباء يسكن فيه فلابد ان يكون (السيرفس)هناك درجة فاخرة، ويكون اثخن رأس في الوزارة بخدمة سيّده الوزير، وان تكون الكهرباء في الشارع ذات تجهيزات ملوكية ,وبالطبع لا تنصب في هذا الشارع أعمدة (حيّ الله) من التي نسميها باللغة الدارجة (تيوله) ومثل هذه الاعمدة هي من استحقاق أهالي الكاظمية والشعلة ومدينة الصدر ومن لفّ لفّهم من البسطاء ,فتيل وزير الكهرباء يجب ان يكون رخامي الملمس وموشّى باللون الذهبي ليتناسب مع أغنية (ذهب ذهب ذهب.. كلشي بوطنّه ذهب)... وفعلاً نصبت في الشارع أعمدة فاخرة تليق بسيادته ومعاليه.
ولان العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزّة قد أثار لدى كل الغيارى الغيرة العربية والاسلامية حتى ذهبت وفودنا البرلمانية والسياسية لتتضامن مع الفلسطينيين في صمودهم وتحديهم للكيان الغاصب (ولاتزال الوفود هناك )فلذلك شمّرت وزارة الكهرباء برعاية معالي الوزيرعن سواعدها واستوردت لنا أعمدة كهرباء نموذجية وضعتها بشكل خاص في الشارع المؤدي لبيت الوزير بالمنصور, ولكي تكتمل الصورة فأنها جاءت بأعمدة فخمة مطرّزة بنجمة داوود السداسية النجمة الاسرائيلية (الصهيونيّة)ذاتها التي تتصدر العلم الصهيوني والدبابات الصهيونيّة التي ذبحت اطفالنا في جنوب لبنان و غزّة ,ولا مجال هنا لاخلاء ذمّة الوزير عفتان من مسؤولية هذه الاعمدة من التعاقد الى الاستيراد الى التجهيز والتخزين والنصب (النصب هنا له معانٍ كثيرة) فللوزير وكيل مختص بهذا الشأن وهو عامر الدوري ,والتعاقد تم مباشرة من قبل مدير عام توزيع الكرخ وقد اعترض (وفق معلوماتنا )على الاعمدة مستشار الوزير لشؤون التوزيع ,ورغم ذلك مررت صفقة الاعمدة مباشرة الى الوزير الذي وافق على استيراد كمّيات كبيرة منها لتأخذ طريقها قريباً للنصب كي تكون فضيحتنا على رؤوس الاشهاد.
إننا نحمّل وزير الكهرباء شخصياً مسؤولية هذه الفضيحة والاهانة البالغة التي استمرأ تسويقها لنا عبر أعمدته الكهربائية صهيونيّة الهوى والماركة.
اننا نطالب رئاسة الوزراء بردّة فعل سريعة وبالامر الفوري لرصد الاعمدة التي صورناها صباح امس قبل ان يعمد الوزير لازالة واخفاء معالم هذه الاعمدة المخزية وحصر الموجود منها في مخازن الوزارة وفصل كل المتواطئين بالصفقة, ونطالب بطرد الوزير أو على الاقل تجميده ووضعه تحت الاقامة الجبرية تمهيداً لمحاكمته على هذه الفعلة وفتح تحقيق فوري معه ,فلقد أهان شعبه وحكومته ودولته بوضع النجمة الاسرائيلية وسط شوارع بغداد, ولانستبعد ان يكون الغرض من صفقة الاعمدة تلك توريط حكومة المالكي واحراجها وأحراج جهودها الدبلوماسيّة أمام الدول العربيّة والاسلاميّة,ونتساءل هنا ماذا لو أنّ الصحف الاسرائيليّة الصهيونيّة قد نشرت الصور وأدّعت ان لها علاقات اقتصاديّة مع حكومة المالكي بدلالة شعاراتها التي لاتوضع الا عبر شركات اسرائيليّة مباشرة أوعبر اسماء لشركات للتغطية وفي الحالتين ,فانّ هذا شنار وعار لايمكن السكوت عليه اطلاقاً ؟الا يعدّ ذلك سلاح خطير يشوّه صورة الحكومة لأنّ وزير من وزراء الشراكة قد استورد اعمدة كهرباء مطوّقة (داير مداير ) بنجمة داوود مع نجمة كبيرة على بوكس الوايرات!!.
اننا بصدد رفع دعوى قضائية ضد وزير الكهرباء نطالب فيها بتجريمه وطرده بجريمة استيراد وشراء معدّات كهربائية تحمل نجمة داوود الاسرائيلية رمز (الكيان الصهيوني) الغاصب ورمز الدولة التي نحن لا نزال في حالة حرب رسمياً معها, وجريمة اهانة مشاعر ملايين العراقيين , ولا مجال لاستغفالنا باغفال مسؤولية الوزير فقد جلبت الاعمدة المخزية والواقفة كالخوازيق بموافقته , ونصبت في شارعه بالذات ,وموكبه يمر كل يوم من هذا الشارع ,ليعانق شعار نسر جمهورية العراق المرفوع فوق عربته المدرّعة شعار الصهيونيّة على اعمدته ذهاباً وإياباً.
نكرر نداءنا لدولة رئيس الوزراء الذي يئتمن وزراء الشراكة الوطنيّة على وزارات خطيرة ومهمّة ونقول له: اننا مؤازرون لكم لخدمة بلدنا سواء كانت مؤازرتنا بالنقد احياناً أو بالكشف في أحايين كثيرة ,وهذا نموذج مما يفعل بسمعة العراق بأسم العراقيين من خلال حكومتكم وبعض وزرائكم ,وسننتظر رد الفعل الحكومي الذي نأمل ونتوقّع ان يكون بمستوى الحدث.
العار كل العار لمساندي الصهيونيّة .
والعار كل العار لكل من تسوّل له نفسه المساس بكرامة العراقيين .
https://telegram.me/buratha