بهاء العراقي
من الواضح ان سياسة التأزيم التي يدفع ثمنها البسطاء سياسة قديمة جدا تنتهج حين تكون الدولة او الشخص على المحك او يكون مهددا بالفشل وافتضاح امره وهبوط شعبيته.ولعل ما يحدث في العراق وعدد من بلدان المنطقة والازمات التي تشهدها والتي غالبا ما تكون مصطنعة وتاتي للتغطية على الفشل اصلا او لاخفاء تمرد وضرب مجموعة او جهة وفي بلدان مثل السعودية واليمن والبحرين والعراق وسوريا وحتى الاردن ومصر نجد الازمات على اشدها ففي السعودية تم خوض حرب خاسرة مع الحوثيين للتغطية على خلافات العائلة الحاكمة فيما كان لرئيس النظام مبرراته لحربه معهم وهو التغطية على الحراك الجنوبي وفي البحرين ايضا مشكلة المظاهرات المطلبية التي صورت على انها انقلاب على الشرعية ووووو ..المهم هذه امثلة من المشاكل المصطنعة والازمات التي عشناها قبل اشهر واعوام وفي السياق ذاته تبرز محنة العراق ووضعه الهش السياسي طبعا بوصول الازمة والخلافات حد المواجهة بين المالكي والاكراد او ائتلاف دولة القانون بوصفه متزعم الحكومة الاتحادية (المركزية التوجه ) واقليم كردستان (الساعي للانفصال) وسط بحر من الالغام والتعقيدات ولهذه المواجهة عاجلا ام اجلا ثمن سيدفع من ارواح واموال العراقيين وانا شخصيا اعتقد ان احد اهم اسبا بها وتصويرها بهذا الشكل يعود لتكريس حالة الانتمائية للعرق والقومية والطائفة وبموافقة ومشاركة اغلب الجهات السياسية فالفرز هو التحدي الابرز الذي يواجه هذه القوى مجتمعة والمشروع الوطني الذي بدأ ينشط ويلقى ترحيبا هنا او هناك سينتهي مع التأزيم وبذلك تحتفظ كل جهة بجمهورها دون ان تستهويها طروحات ومشاريع اللون الاخر او العرق الاخر والطائفة الاخرى وهذا هو جوهر القضية برمتها والهدف منها انتخابي بحت بلا ادنى شك .اذن ان ما نشاهد ونسمع سيزداد تاثيره وسيتطور وسيزيد حالة الجفاء بل سيسهم في ترسيخ حالة الكراهية ونظرة المظلومية التأريخية بين الحاكم والمحكوم والكردي الذي عانى بالامس كما عانى العربي الشيعي سيتصور انه مستهدف بمفرده اليوم وسيكره جميع ما يمت للعروبة بصلة وربما سيفكر بطريقة بعيدة كل البعد عن كل ما يربطه بالواقع العراقي فينمو هنا التطرف الذي سيترجم اقول هنا على مستوى القواعد الى ردود افعال ستنمي تطرفا مضادا وكراهية متبادلة عندها يحق لنا ان نتسأل هل يحق للمالكي وحزبه والبارزاني وحزبه ان يلعبوا هذه اللعبة على حساب الناس الذين تجمعهم وتربطهم روابط تأريخية اقوى من لغة المصلحة الانية لهذه الاحزاب الانانية فحربهم كذبة ومهاتراتهم وتصريحاتهم همز ولمز يراد منه اخفاء الحقيقة التي تقول انهم راضون كل الرضا عن ادائهم وتمثيلهم الرخيص لدور حامي وحدة البلاد الحريص على مستقبلها من سيطرة البعض على الكل والذي يقابل بحامي حمى الاقليم والمتصدي للديكتاتور العربي الجديد وهلم جرا حتى ترسخ الفكرة ولايجد الشيعي والكردي وحتى السني ملاذا غير اللجوء لحصن الطائفة والحزب واللون العرقي بذلك تترسخ المعادلة ويخرج الجميع رابحين على حساب الوطن وهذا المسكين الذي يسمى المواطن وهو لايعرف ماذا جرى وكيف يجري ويسير بعد نهاية وليمة الانتخابات التي ستكون فيها حصة المتخاصمين ادسم واكبر وهم يتبادلون الضحكات والتبريكات بينما يخرس لسان المواطن الذي لايعرف شيئا ويتمنى ان تعود الامور الى الوراء قليلا ليختار من جديد لكن هيهات ان يكون له ذلك فليس امامه من خيار غير الانزواء وترك الطريق مشرعة امام بطانات السلاطين ووعاظهم لينالوا هم حصتهم من الغنيمة رشى وعمولات واجور سمسرة ودلالية وربما يحصلون على (غده الولد) نظير خدماتهم التملقية الجليلة من اموال الفقراء وقوته .
https://telegram.me/buratha