المقالات

" مصر تمزّق الجلباب الأخواني والنقاب السلفي"

553 18:24:00 2012-11-28

صالح المحنه

من مساويء موجةِ الربيع العربي التي إجتاحت بعض الدول العربية ، أنها إنحنت أمام أعصار التيارات الدينية المتطرّفة التي علِقت بها ومكّنتها من تسيّد المشهد السياسي ، عندما فشلت في تأسيس قاعدة شبابية ديمقراطية عريضة تكفل لها الوصول الى مواقع السلطة ، توحّدوا في الوقوف والصمود والتحدي ضد النظام الدكتاتوري وأسقطوه كما أرادوا ، لكنهم وللأسف تشتت جهودهم بعد الأنتصار وتوقفوا عند سقوط النظام، فأستغلّت جهودهم وصُودرت من قبل الحركات الأسلامية المتطرفة ، ولم يشفع لهم صمودهم وتضحياتهم في ساحات الأعتصام أن تضعهم في مكانهم الذي يستحقون، فقُطفت ثمار ثورتهم من قبل تلك الحركات وتراجعت حظوظهم في تسنّم المراكز المهمّة في الدولة، اما الذين تستروا بلباس الدين شكلاً لامضموناً ، فقد تمكنوا بالمراوغة السياسية التي إكتسبوها من خلال تجاربهم الطويلة أن يتلاعبوا في مشاعر العامّة وبأستخدام الحيل الدينية المتلونة بالشعارات التي تحاكي العاطفة والفطرة السليمة لدى الكثيرين ، مكنتهم هذه الألاعيب من التغلغل الى مواقع السلطة المهمة والرئيسية ، فعلى أكتاف شباب الثورة في مصر تسلّق الأخوانيون والسلفيون المتطرفون ، وحتى لو اعطتهم صناديق الأقتراع الشرعية بالوصول الى ماوصلوا اليه ، فسبل الخداع كثيرة ، وما إن أمسكوا بزمام الأمور بدأوا بتشويه وجه مصر الذي لم يعتد على نقاب السلفيين المتطرفين الذين يتغذون على سموم الوهابية القاتلة ، لم يمض ِ على حكمهم ستةُ أشهر حتى بان وجههم الحقيقي وكشف عن نواياهم واهدافهم التي لايمكن أن تتماشى ومايتطلّع إليه شباب الثورة المصرية ، أهداف الأخوان ومايجاهدون من اجله هو عودة الخلافة والولاية المطلقة الى الرئيس ليؤدي دوره الديني الموكل أليه حسب أدبياتهم وبرامجهم الحزبية التي ترسّخت في نفوسهم الى درجة الأستهانة بالشعب المصري وبكل إتجاهاته المتعددة ، وهذا الذي سعى اليه فعلا رئيسهم محمد مرسي وسارع بإعلانه الدستوري الذي يطلق له العنان في ممارسة كل صلاحيات الخليفة الراشد ، ولكن مصر وكما هو تاريخها وكما هو معروف عن طبيعتها لايمكن ان يتسع لها جلباب الاخوان ولا يغطي وجهها نقاب السلفيين ،وكما أشار شيخهم القرضاوي في إحدى تعليقاته على ريادة مصر وتحضرها وتعدد ثقافاتها فقال لدينا في مصر أحسن قاريء قرآن وأحسن راقصة ! وإن دلَّ هذا على شيء ، فيدل على أن مصر لاتقبل حكم المتطرفين الدينيين ، ويتوهم من يعتقد أن الشعب العربي عموما والمصري خصوصا بأنه شعب متدين ، وإن تظاهر بالتدين ومارس طقوسه شكلياً ، فهذا لايعني أنه يرغب بأن يحكمه متدين ، أويسوده نظام ديني ، ففي كل أحصاء يُجرى من قبل محركات البحث الألكترونية على نسبة المتصفحين للمواقع الأباحية يحتل العرب الأرقام المتقدمة في نسبة الأحصاء ،خصوصا الدول التي يتجحفل فيها الأخوانيون والسلفيون والوهابيون ، ولو كُشفت الأسماء لكانت نسبة دعاة التطرّف هي الأعلى بين المستخدمين للمواقع الجنسية ، فعن أي تدين يتحدثون في الوطن العربي ، ولا يعني هذا طعناً بالدين ، ولكن سوء إستخدام الدين والمتاجرة بمبادءه من قبل المتأسلمين زرع في نفوس الآخرين حالة من الشك والريبة وعدم الأطمئنان لتسلطهم وتحكمهم بمقدرات العباد ، والدلائل أكثر من أن تُعد وتحصى في هذا المجال وفي دولٍ عربية وإسلامية كثيرة ممن تسلّط فيها المتدينون على مقاليد الحكم، لذلك عاد أبناء مصر الذين مهدوا الطريق للمتطرفين الأسلاميين للوصول الى الحكم عندما أسقطوا نظام حسني مبارك ، عادوا اليوم الى نفس الميدان الذي أنطلقت منه ثورتهم ، ليصلحوا ماأفسده ألأخوان وبنفس الأصرار وبنفس الشعار (الشعب يريد إسقاط النظام )، نتمنى لهم التوفيق في تحقيق مسعاهم وإبعاد المتطرفين عن مواقع السلطة المتحكّمة بمقدرات الشعب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-11-28
هنا لا اجد ان هناك مجالا للثورة لان الحكومة انتخبها الشعب بنسبة53 بالمية والحل الامثل القبول على مضض الى حين الدورة القادمة فهذه هي قمة الديمقراطية التي يبحث عنها الجميع والا لو اتخذنها الثورات منهجا لن يستقر وضع اي بلد في العالم . في العراق عانينا من ذات المشكلة ولكن بشكل اصعب فالحكومة اتضح ضعفها ومع ذلك تجد ان الناس ينتخبوها رغم ايمانهم بانها فاشلة وللان لا تفسير لدي لذلك الا بكون نسبة تخدم مصالحها والاخرى اعتادت الظلم والا لماذا لا يبحثون عن الافضل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك