المقالات

معجزة الفوران الدموي للتربة الحسينية

724 16:05:00 2012-11-29

طالب عباس الظاهر

رغم الألف ونيف من السنين على جريمة التاريخ الكبرى في عاشوراء، وجريرة أمية بسفكها ظلماً لدم سيد شباب أهل الجنة في ذات ظهيرة لافحة رانت على ثرى كربلاء، وكذا دماء أهل بيته وأصحابه، إلا إن طهر الدماء الزاكية لجسد الحسين عليه السلام، ما زالت فائرة، وصارخة في ضمير الأزمنة:" ألا من آخذ بتأثري المؤجل من أعدائي.. اعداء الإنسانية، وقد استطال الانتظار، وألا من ... من.......!!".

لكي يحين أوان إنزال الراية الحمراء من أعلى قبة الذهب المقامة على الضريح المقدس والتي ترمز فيما ترمز اليه، إن للقتيل المظلوم حق لم يؤخذ بثأره وقصاصه بعد، وإن دمه الطاهر مازال في رقاب قاتليه لحد الآن.. فما أعظمها من مصيبة على أهل السماوات والأرض، بمقتل سبط رسول الله، وكما علا نداء استصراخ الإمام الحسين في يوم عاشوراء بوقوع الفاجعة بقوله عليه السلام:" ألا من ناصر ينصرنا .. ألا من ذاب يذبّ عن حرم رسول الله"، ها هو دمه الطاهر اليوم .. الذي اقشعرت لسفكه أظلة العرش، وبكت مصيبته دما عيون الخلائق حتى الحيتان في البحر؛ على مرأى ومسمع العالم؛ يفور من جديد .. ليعلن للملأ عن مظلوميته الراتبة.

ففورة تربة القبر الشريف.. المعروضة في متحف الإمام الحسين عليه السلام في يوم العاشر من المحرم لهذه السنة وهي 1434للهجرة، ورغم الفاصلة الزمنية المديدة التي حلت ما بين هذا التاريخ وبين يوم وقوع الفجيعة .. بل وفي التوقيت نفسه لوقوع مأساة واقعة الطف الخالدة سنة 61 هجرية.. وأثناء إحياء تلك الذكرى الأليمة من خلال إقامة شعيرة القراءة لنص المقتل الحسيني داخل الصحن الشريف، أقول إن ذلك لا ريب ينطوي على الكثير من المعاني والدلالات.

ولعل ما يشي ويشير اليه هذا الحدث ( المعجزة) بالفوران الدموي للتربة الحسينية المقدسة؛ إن الإمام الحسين عليه السلام كأنه يقتل للتو، والآن يرفع رأسه فوق الرمح .. فتسبى عقيلة الهاشميين زينب سلام الله عليها مع جميع نساء أهل بيت النبي(صل الله عليه وآله) ويسبى عياله، وكأن تربته تفور من جديد في قارورة أم سلمة زوج النبي الأكرم والتي أعطاها اياها .. ايذاناً عن وقوع فاجعة ولده الحسين بن علي عليهما السلام، واعلاناً عن حلول مصيبة كربلاء.. فكما قيل فإن كل أرض كربلاء.. وكل يوم عاشوراء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك