طالب عباس الظاهر
رغم الألف ونيف من السنين على جريمة التاريخ الكبرى في عاشوراء، وجريرة أمية بسفكها ظلماً لدم سيد شباب أهل الجنة في ذات ظهيرة لافحة رانت على ثرى كربلاء، وكذا دماء أهل بيته وأصحابه، إلا إن طهر الدماء الزاكية لجسد الحسين عليه السلام، ما زالت فائرة، وصارخة في ضمير الأزمنة:" ألا من آخذ بتأثري المؤجل من أعدائي.. اعداء الإنسانية، وقد استطال الانتظار، وألا من ... من.......!!".
لكي يحين أوان إنزال الراية الحمراء من أعلى قبة الذهب المقامة على الضريح المقدس والتي ترمز فيما ترمز اليه، إن للقتيل المظلوم حق لم يؤخذ بثأره وقصاصه بعد، وإن دمه الطاهر مازال في رقاب قاتليه لحد الآن.. فما أعظمها من مصيبة على أهل السماوات والأرض، بمقتل سبط رسول الله، وكما علا نداء استصراخ الإمام الحسين في يوم عاشوراء بوقوع الفاجعة بقوله عليه السلام:" ألا من ناصر ينصرنا .. ألا من ذاب يذبّ عن حرم رسول الله"، ها هو دمه الطاهر اليوم .. الذي اقشعرت لسفكه أظلة العرش، وبكت مصيبته دما عيون الخلائق حتى الحيتان في البحر؛ على مرأى ومسمع العالم؛ يفور من جديد .. ليعلن للملأ عن مظلوميته الراتبة.
ففورة تربة القبر الشريف.. المعروضة في متحف الإمام الحسين عليه السلام في يوم العاشر من المحرم لهذه السنة وهي 1434للهجرة، ورغم الفاصلة الزمنية المديدة التي حلت ما بين هذا التاريخ وبين يوم وقوع الفجيعة .. بل وفي التوقيت نفسه لوقوع مأساة واقعة الطف الخالدة سنة 61 هجرية.. وأثناء إحياء تلك الذكرى الأليمة من خلال إقامة شعيرة القراءة لنص المقتل الحسيني داخل الصحن الشريف، أقول إن ذلك لا ريب ينطوي على الكثير من المعاني والدلالات.
ولعل ما يشي ويشير اليه هذا الحدث ( المعجزة) بالفوران الدموي للتربة الحسينية المقدسة؛ إن الإمام الحسين عليه السلام كأنه يقتل للتو، والآن يرفع رأسه فوق الرمح .. فتسبى عقيلة الهاشميين زينب سلام الله عليها مع جميع نساء أهل بيت النبي(صل الله عليه وآله) ويسبى عياله، وكأن تربته تفور من جديد في قارورة أم سلمة زوج النبي الأكرم والتي أعطاها اياها .. ايذاناً عن وقوع فاجعة ولده الحسين بن علي عليهما السلام، واعلاناً عن حلول مصيبة كربلاء.. فكما قيل فإن كل أرض كربلاء.. وكل يوم عاشوراء.
https://telegram.me/buratha