المقالات

الفراغ السياسي والقيادي.. الازمات والفتن

773 17:02:00 2012-11-29

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

في عملية الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982، كانت الطائرات الاسرائيلية تلاحق الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. كنت اقف في شرفة الشقة التي اسكنها.. وانظر امامي وارى عن بعد عمارة مرتفعة.. التفت قليلاً، ثم سمعت صوتاً اشبه بالكوابح الهوائية للشاحنات الكبيرة (بششش)، واعدت النظر الى الامام. لم اع اولاً ما حدث.. ثم ادركت ان العمارة البعيدة الشامخة بكاملها قد غابت عن الانظار..

لم يكن هناك دوي انفجار بل تصاعداً للغبار.. وكانت هذه هي المرة الاولى التي اسمع فيها بالقنبلة الفراغية او الهوائية.. وملخصها ان القنبلة تفرغ هدفها من الهواء او الاوكسجين.. فيقوم الضغط الخارجي بعمله في الانقضاض على الجسم المستهدف ليحيله الى تراب منثور.

ونظرية الفراغ في السياسة لا تختلف اطلاقاً عن ذلك.. فعندما يحصل فراغ سياسي في الرؤى والنظريات.. وفراغ قيادي لحملة المشروع، فان كافة عوامل الضغط الخارجي ستجتاح بسرعة مساحات الفراغ وتملأها بشتى النظريات والسياسات المدمرة.. كما ستجتاح مراكز القيادة تيارات وعناصر تحرف المسارات عن اتجاهاتها الصحيحة.

وفي التجربة العراقية كنا، وما زلنا، نرى ان الوعاء النظري للمرحلة الجديدة هو المبادىء الاساسية التي ثبتها الدستور لبناء دولة معاصرة ديمقراطية دستورية برلمانية اتحادية جديدة.. وكنا، وما زلنا، نرى ان القوى الرئيسية الفائزة في الانتخابات تمثل القيادة الطبيعية المنتخبة للبلاد. لكننا -ولعوامل عديدة- اخذنا بالمناورة والالتفاف على الدستور الى ان افرغناه تماماً من دوره ومعانيه. وبدل بناء جبهة صلبة، او تحالفات وطنية كبرى، لها برنامج واضح يواجه الارهاب والتخريب ويقود البلاد الى شاطىء السلام ويعالج المشكلات الاساسية التي تواجهنا.. ليتجاوز الموروثات السلبية والكارثية الماضية ويبدأ بتوفير الخدمات للمواطنين، تآمرنا على انفسنا عبر المحاصصة، والتصارع على المواقع، فتولد لدينا، شئنا ام ابينا، وبنوايا مخلصة او مبيتة، فراغ سياسي وقيادي كشف البلاد تماماً لشتى الازمات والتيارات الضارة التي تعصف به.. فلا تخرج من ازمة الا لتقع باكبر منها.

يتساءلون ما الحل؟ انه واضح -رغم مراكمتنا للصعوبات بوجهه- ويتمثل بمعالجة الفراغ، والتحصن ضد القنابل الهوائية، والعودة للمضامين الدستورية والتعاقدية.. والانتخابات النزيهة والعادلة، ليختار الشعب قياداته.. وبناء جبهة من القوى المؤمنة بالدستور وبرامج الاصلاح، والقادرة على قيادة البلاد الى بر السلام والامان والخدمات.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
وسام الكعبي
2012-12-01
دكتور ذكرتني بقصف منطقة الفكهاني لان الصهاينة قصفوه بمثل هذه القنابل ثانيا مقالك فيه شيء واعتب عليك فيه والعتب من المحبة ولانك من السائرين على نهج شهيد المحراب قدس سره كان يجب ان تكتب بتشخيص كامل للوضع وبدون مجاملة وانت اول العارفين بالعلة وصاحبها مع احترامي لكم صاحب الفخامة
عاشق ابو العدالة
2012-11-30
ابو العدالة الاصيل نائب رئيس الجمهورية المستقيل العادل المحترم باسمي وباسم رابطة عشاق ابو العدالة الاصيل في بريطانيا _ لندن ,, نطلب من ابو العدالة العادل دكتور عادل بالتدخل السريع لانهاء الازمة بين حكومة المركز وحكومة الاقليم وذلك لانك تملك الكارزما والمحبة من قبل جميع السياسيين والجميع متفق معك ومع صفة العدالة التي لا احد يملكها من السياسيين غيرك فنحن اسسنا رابطة تحمل اسمك العادل ومتابعين لكل نشاطتك العادلة والسياسية المحنكة ونتمنى ان تشكل حكومة تكون برئاسة الدكتور عادل لحل الازمة بشكل عادل .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك