المقالات

سيد الشهداء....ومسرى التأريخ..

579 22:35:00 2012-11-29

الدكتور يوسف السعيدي

من اعماق التأريخ...ومسارات الدهر.. خرج الحسين عليه السلام ثائراً لأنه لم يخلف لمهادنة الظالم فهو فرع لكل اصيل زكي وأصلٌ لكل فرع زكي وعندما وجد إن الدين... لعق على السنتهم ...امتطى ظهر المصير ليمنح الدنيا عافية... ولهذا انحنى ظهرا لوجود لثقلى الثقلين. وعندما لم يستوعب ذوي العقل المحدود صرخته (هيهات منا الذلة).... اخترق صوته الهادر جدران الصمت والقصور ليهز عروش الظالمين حتى وإن كان خشيها من فصيلة خشب سفينة نوح.... لقد جاء كالشمس محمولاً على كف الأرض ليهب الضوء والربيع إلى الجدب النفسي متحدياً كل الفصول الوبائية.... فربيع الدم من الفصول الدائمة الخضرة شوارعه مفروشةً بالشمم على مدار التأريخ..... ولهذا عقد مؤتمر صعاليك الظلام والتجار الأمويين في قاعة سفيانية وتحت شعار (لا خبر جاء ولا وحي نزل) عملاً بتوصيات أعمى القلب بالفطرة ابوسفيان: تلاقفوها من لا تعرف امهاتهم دفء الفراش.... وهدف المؤتمر هو فصل رأس بلال عن رقبته فصوت هذا الرأس ينتزع الأمن من أحداقهم خمس مرات في اليوم ....فهو يحرمهم النوم فجرا ...أو ينغص بطون الموائد المتخمة ظهراً.... ويعكر قيلولتهم عصراً ...ويفرط عقد اجتماعاتهم صغرياً ويزعجهم قبل السكر عشاءاً..... وكلهم حاولوا بضجيج الأرض ان يغطوا صوت التناغم السماوي ولكن يأبى الله تعالى الا ان يتم نوره..... لقد اختير لهذه المهمة اخبثهم طبعاً وافسقهم سيرةً وأرعنهم طيشاً ..يزيد الخنا.. بعد أن عجز أبوه ابن آكلة الأكباد من أن يقطع رأس بلال او المأذنة على الطريقة العربية... فالطريقة العربية كانت أما أن يقتل الجن المعارضين كقتل سعد بن عبادة أو أن لله جنوداً من عسل تقوم بالمهمة.... اما الطريقة العربية الآن في عالم التكنلوجيا الإجرامية والتقنية الأموية الحديثة فهي التفجير الأرضي والتفخيخ الفضائي فهي الأسرع علمياً لفرش الشوارع بالدم بدل الشمس ....فقانون (الشرجرام) هو الدستور الدائم للسلالة الأموية وان اختلفت طرق التطبيق (والزمكان) وهذا ما اقرته المؤتمرات التي عقدت في خيام البداوه... وتحت بول الجمال ...او في صالات الرقص الغربي في العواصم العربية ...والهدف واحد هو ان لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية ولا لأتباعهم رنة تتنسم الربيع الحسيني.... فالأظافر والخناجر واللحى لا تختلف من زمان القبح الأموي ..إلى العصر النفطي.... فهذا العصر تمتد انابيبه لجيوب السفاحين بدون عملية التكرير بأمرٍ من دفتر الشيكات إلى حفاة الفكر.... فالوجوه المشوهة التي تكره المرايا هي نفس الوجوه في كل زمان وان اختلفت الأقنعة. وهكذا جاء الحسين عليه السلام مرآة لرسالة جده محمد صلى الله عليه واله... لقد (أطل على الطف الحزين فأقمرا) فأرض الجفاف لا تحيا الا بالربيع.... وجاء الربيع واحتشدت اسراب الجراء الأموي بجوعها الهستيري لتلقح الأرض... ولكن شلال الدم أزهرها وكلما مر بهذه الأرض جراء التاريخ ...تهاوى كما تتهاوى الطائرات فوق مثلث برمودا.... ووقف الحسين عليه السلام ليملأ الأرض والسماء حضوراً متحدياً عبيد الامس...وعبيد اليوم... لأنه سيد التأريخ...وابي الضيم...ومصباح الهدى...ومنهج الورى...وربيع الشهاده...على مر العصور....فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت...ويوم تبعث حيا...والحمد لله رب العالمين....

الدكتوريوسف السعيدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك