حيدر عباس النداوي
من جديد ضرب الارهاب موعدا مع بغداد ومحافظات اخرى ليحطم حاجز الغرور الذي تسرب الى نفوس القيادات الامنية والقطعات العسكرية ويبدد الهدوء الذي غلف الايام الماضية والتي تزامنت مع ذكرى اقامة عشرة عاشوراء ولتترك هذه التفجيرات وراءها عشرات القتلى ومئات الجرحى توزعت على محافظات بغداد وكربلاء المقدسة والحلة وديالى وكركوك والموصل والرمادي وبواقع حملتين متفاوتتين.والتفجيرات الاخيرة التي ضربت بغداد والحلة وكربلاء المقدسة والموصل وديالى تفجيرات طائفية بامتياز وتحمل اصابع تنظيم القاعدة الارهابي وبقايا البعث الصدامي المقبور اراد اصحابها ان تكون لهم مشاركة فعلية في سفك دم ابناء الشعب العراقي وخاصة من اتباع اهل البيت في هذه الايام المقدسة وارادوا ان يوصلوا رسالة تحدي الى الحكومة والاجهزة الامنية تحمل مضامين الصراع الدامي والذي لا يمكن ان ينتهي دون ان تتتمزق الاشلاء وتطيح الايدي وتيتم الاطفال وترمل النساء.ومقابل هذا التحدي ورسائل الخرق المتكرر والتهديد المتواصل من قبل المجاميع الارهابية والعصابات الاجرامية المدعومة من قبل جهات سياسية نافذة ومشاركة في صنع القرار السياسي تقف من خلفها دول جوار ومنظومات اقليمية لا يمكن ان ينتهي بسهولة ويسر مع ما تعانيه المنظومة العسكرية من خرق فاضح من قبل الارهابيين والمجاميع المسلحة في جميع مفاصلها الحساسة والمهمة وتفشي ظاهرة الفساد المالي والاداري في كل ركن وكل زاوية من زوايا المؤسسة العسكرية والاستخبارية وعلى اعلى المستويات اضافة الى انعدام المهنية ومواصفات القيادة لدى معظم المتصدين للعمل العسكري وانعدام او تلاشي الجانب الاستخباري وعدم تفعيله واعتباره مصدر اساسي من مصادر الحصول على المعلومة الامنية والاهم من ذلك عدم تعيين الوزراء الامنيين حتى هذا الوقت رغم مرور اكثر من سنتين على تشكيل الحكومة الحالية وبالتالي فان من يتصدى لقيادة الوزارتين لا يتحمل المسؤولية اتجاه كل هذه الخروقات وكل هذه الاثام والمظالم التي تقوم بها العصابات الاجرامية.ويمكن اعتبار الصراعات السياسية والازمات المفتعلة التي تقوم بها الكتل السياسية المشاركة في حكومة الشراكة الوطنية سببا مضافا من اسباب تردي الوضع الامني بل قد تكون في احيان كثيرة متعمدة ومعد لها بشكل دقيق لان افتعال الازمات واستمراريتها يؤدي الى انشغال الجميع بالمشاكل الجانبية التي تشتعل هنا وهناك وعدم الاهتمام بالقضايا المصيرية وخاصة قضايا الامن والخدمات والصحة والاستثمار مما يسهل من مهمة اختراق المؤسسات الامنية من قبل العصابات الاجرامية لان الاجهزة الامنية تنتمي بطبيعة تكوينها الى ولاءات وامزجة مختلفة وهذه الولاءات تتعامل مع مواقف البلد المصيرية تبعا لمواقف الكتل والمكونات التي تمثلها.ان دماء ابناء الشعب العراقي وخاصة اتباع اهل البيت سيستمر نزيفها ولن ينقطع في القريب العاجل لان حكومتنا المبجلة منشغلة بمكاسبها واستحقاقات المرحلة المقبلة بينما يتوحد الارهاب باتجاه هدف واحد وهو القضاء على التجربة الديمقراطية الفتية ومحاولة اعادة المعادلة الى ماكانت عليه قبل عام 2003 ومؤكد ان من يتوحد باتجاه هدف معين يصعب التخلص منه بسهولة.
https://telegram.me/buratha