المقالات

تاسوعاء والحكيم ثبات ووجود

470 11:32:00 2012-12-01

محمد حسن الساعدي

سقط السبط الشهيد مضرجاً بدمائه على رمضاء كربلاء، وارتفع الرأس الشريف على رأس رمح طويل ليسمع أهل الأرض والسماء بصرخته المدوية.. هل من ناصر ينصرنا.. وعَبرت هذه الصرخة لتتجاوز الزمان والمكان.. والآن وبعد أربعة عشر قرناً لا تجد بقعة من بقاع الأرض تخلو من استجابة لتلك الصرخة: لبيك ياحسين.كل ذلك لأنه قام دفاعاً عن الدين وقيمه، وضحى بنفسه وبكل ما يملك من أجل إنسانية الإنسان وسعادته، فخلد بالدين الخالد، وأجابه التواقون إلى الحرية والعدل والكرامة، والباحثون عن السعادة.أوليس هو القائل: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي؟جسدت هذه الثورة عدة معاني وقيم, واعطت دروساً ثرية وزاخرة بالجهاد في سبيل إعلاء الحق والعدل, والجهاد ضد الظلم والطغيان وشروره من الفساد والمفسدين, والوقوف بحزم وإصرار مع الشعوب المقهورة والمظلومة والمضطهدة, ومبادئ الخير والعدالة ورفض الظلم والفساد بكل أشكاله وصوره, وظلت هذه المعاني والأفكار تتوهج بشعلتها المضيئة حتى يومنا هذا, بل تزداد قيمة ومكانة طالما ظل الظلم والفساد يتحكم في مصير العباد, ويسرق وينهب ثروات البلاد على حساب معاناة الفقراء والمحتاجين.من هنا انطلق خطاب السيد الحكيم في يوم تاسوعاء إيذاناً بتجديد العهد مع رسول الله وسبطه ابي الاحرار ، جدد القول (لبيك يا حسين) .وقف الجميع على أبواب الحسين كي يستمدون منه العزم و القوة و الإرادة ... و يستفهم الجميع منه ملامح مشروعه في التغيير و محاربة الانحراف و الفساد ... في يوم تاسوعاء رفع الجميع الرايات لكي يجددوا القول أن بكائنا منهج وليس انكسار اً وهزيمة وضعفاً ، وان دموعنا دروس نتعلمها كل ما مر ذكر الحسين ... فنحن لا نبكي لمجرد البكاء وانما نبكي لنعمر الدنيا بعطاء الحسين أن حسيننا قمة القمم في الخلود والسمو والرفعة ، هذا القائد الفذ الذي انفصل عن الزمان و المكان فكان بحق رمزاً للحياة الحرة الكريمة ، و للانسان بكل معاني الانسانية ... حسيننا العظيم بآلامه و الكبير بأنسانيته ، و البطل بشجاعته , و الخالد بتصديه .ان الحسين رفع شعار الاصلاح وكان واضحاً في هذا الشعار وكان ثابتاً في هذا الشعار ولم تكن له مصالح شخصية او اسرية او حزبية او فئوية من خلال الاصلاح الحسين ، رفع شعار الاصلاح وكان جاداً وصادقاً وحينما ساوموه في ان يتخلى عن اهذا الشعار ويحصل على الامتيازات ابى ذلك وقال مقولتة الشهيرة (هيهات منا الذلة) ، ان عاشوراء من هذا العام ينتهي غداً كما انتهى عاشوراء في السنوات الماضية وفي سنين تلت عاشوراء ، ينتهي ولكن قضية الامام الحسين تبقى حيةً في ضمائرنا قائمة في وجودنا مستمرةً في اعماق وجودنا ، في حركتنا ، في سلوكنا ، في اقوالنا ، في افعالنا ، قضية الامام الحسين لاتنتهي ، ان عاشوراء كيوم لاتنتهي وستبقى حاضر ة ومؤثرة في وجودنا وفي مجتمعنا ان شعار الحسين يمكن ان نلخصه بدولة عادلة لمواطنين احرار هذا ما اراده الحسين وعمل من اجله الحسين ( ع ) من اجل تحقيقه في مقابل دولة الامتيازات والطبقات والمحسوبيات والمنسوبيات واستغلال الامكانات التي كانت في المنهج اليزيدي ، شتان بين منهج الحسين وبين منهج يزيد ان رسالة الحسين وثورة الحسين تدفعنا للدفاع عن حقوق متكافئة لجميع المواطنين بعيداً عن المشاريع الطائفية والعنصرية والسياسية الضيقة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك