محمد حسن الساعدي
سقط السبط الشهيد مضرجاً بدمائه على رمضاء كربلاء، وارتفع الرأس الشريف على رأس رمح طويل ليسمع أهل الأرض والسماء بصرخته المدوية.. هل من ناصر ينصرنا.. وعَبرت هذه الصرخة لتتجاوز الزمان والمكان.. والآن وبعد أربعة عشر قرناً لا تجد بقعة من بقاع الأرض تخلو من استجابة لتلك الصرخة: لبيك ياحسين.كل ذلك لأنه قام دفاعاً عن الدين وقيمه، وضحى بنفسه وبكل ما يملك من أجل إنسانية الإنسان وسعادته، فخلد بالدين الخالد، وأجابه التواقون إلى الحرية والعدل والكرامة، والباحثون عن السعادة.أوليس هو القائل: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي؟جسدت هذه الثورة عدة معاني وقيم, واعطت دروساً ثرية وزاخرة بالجهاد في سبيل إعلاء الحق والعدل, والجهاد ضد الظلم والطغيان وشروره من الفساد والمفسدين, والوقوف بحزم وإصرار مع الشعوب المقهورة والمظلومة والمضطهدة, ومبادئ الخير والعدالة ورفض الظلم والفساد بكل أشكاله وصوره, وظلت هذه المعاني والأفكار تتوهج بشعلتها المضيئة حتى يومنا هذا, بل تزداد قيمة ومكانة طالما ظل الظلم والفساد يتحكم في مصير العباد, ويسرق وينهب ثروات البلاد على حساب معاناة الفقراء والمحتاجين.من هنا انطلق خطاب السيد الحكيم في يوم تاسوعاء إيذاناً بتجديد العهد مع رسول الله وسبطه ابي الاحرار ، جدد القول (لبيك يا حسين) .وقف الجميع على أبواب الحسين كي يستمدون منه العزم و القوة و الإرادة ... و يستفهم الجميع منه ملامح مشروعه في التغيير و محاربة الانحراف و الفساد ... في يوم تاسوعاء رفع الجميع الرايات لكي يجددوا القول أن بكائنا منهج وليس انكسار اً وهزيمة وضعفاً ، وان دموعنا دروس نتعلمها كل ما مر ذكر الحسين ... فنحن لا نبكي لمجرد البكاء وانما نبكي لنعمر الدنيا بعطاء الحسين أن حسيننا قمة القمم في الخلود والسمو والرفعة ، هذا القائد الفذ الذي انفصل عن الزمان و المكان فكان بحق رمزاً للحياة الحرة الكريمة ، و للانسان بكل معاني الانسانية ... حسيننا العظيم بآلامه و الكبير بأنسانيته ، و البطل بشجاعته , و الخالد بتصديه .ان الحسين رفع شعار الاصلاح وكان واضحاً في هذا الشعار وكان ثابتاً في هذا الشعار ولم تكن له مصالح شخصية او اسرية او حزبية او فئوية من خلال الاصلاح الحسين ، رفع شعار الاصلاح وكان جاداً وصادقاً وحينما ساوموه في ان يتخلى عن اهذا الشعار ويحصل على الامتيازات ابى ذلك وقال مقولتة الشهيرة (هيهات منا الذلة) ، ان عاشوراء من هذا العام ينتهي غداً كما انتهى عاشوراء في السنوات الماضية وفي سنين تلت عاشوراء ، ينتهي ولكن قضية الامام الحسين تبقى حيةً في ضمائرنا قائمة في وجودنا مستمرةً في اعماق وجودنا ، في حركتنا ، في سلوكنا ، في اقوالنا ، في افعالنا ، قضية الامام الحسين لاتنتهي ، ان عاشوراء كيوم لاتنتهي وستبقى حاضر ة ومؤثرة في وجودنا وفي مجتمعنا ان شعار الحسين يمكن ان نلخصه بدولة عادلة لمواطنين احرار هذا ما اراده الحسين وعمل من اجله الحسين ( ع ) من اجل تحقيقه في مقابل دولة الامتيازات والطبقات والمحسوبيات والمنسوبيات واستغلال الامكانات التي كانت في المنهج اليزيدي ، شتان بين منهج الحسين وبين منهج يزيد ان رسالة الحسين وثورة الحسين تدفعنا للدفاع عن حقوق متكافئة لجميع المواطنين بعيداً عن المشاريع الطائفية والعنصرية والسياسية الضيقة
https://telegram.me/buratha