ابو هاني الشمري
ان الله ابتلى العراق واهل العراق منذ قديم الزمان بأن سلط عليهم اشد العتاة والطغاة ... عدا اربع سنوات ونصف هي ولاية امير المؤمنين وولده سيد شباب اهل الجنة الحسن عليهما السلام. فمن زياد بن ابيه الى ولده زياد الى الحجاج الى يوسف بن عمر الثقفي الى دولة بني العباس وبني عثمان والبعث وإلى دولة المالكي. لم نجد في كل اولئك الحكام شخص نزيه شريف يخاف الله. اليوم وبعد الديمقراطية التي نزلت (مسلفنة) علينا من السماء اصبح الشعب العراقي يقبل بالغث والسمين تحت هذا المسمى بل زادت الاحزاب الحاكمة عليه مرارة حينما وضعت من لا يستحق عناء ان نبصق في وجهه ليعتلي اعلى الدرجات ويلعب ما يشاء بمقدرات الشعب تحت مسمى المشاركة الوطنية وتحت مخدر اسمه الانتخابات... فازداد الفساد فسادا وازداد الظلم عشرات الاضعاف وازداد السراق اضعافا مضاعفة بعد ان امنوا العقاب ووجدوا ان الحاكم من صنفهم ايضا.ولان الديمقراطية باتت شعارا جميلا قبل به الجميع تحت مسمى الانتخابات التي هي لوحدها ضحكة سمجة جاد الزمان بها علينا حتى وصل بنا الحال ان من يتلاعب بمصير العراق صار يتلاعب ببرنامج الانتخابات عن بعد وهو يجلس في زاوية بعيدة من احدى دول الجوار او ربما دولة لا حدود تجاورنا معها فيوجه الحواسيب كي ترفع من نقاط هذا وتحط من نقاط ذاك رغم ان الكثير من الدول المتقدمة لا تستخدم الحواسيب لفرز نتائج الانتخابات بل يتم فرزها يدويا وامام الناس ... ولكننا استوردنا برنامج للفرز عمله لنا غيرنا وشغّله لنا غيرنا وتلاعب به غيرنا ليعطينا نتائج الانتخابات كما يشتهي وليصعد على ظهورنا من اراده ان يكون حاكما علينا ... ونحن من شجعناه على ذلك بعد ان اذعنا للامر وقبلنا بما يحدث ونحن نرى بأم اعيننا التزوير والتلاعب ... فالتزوير يا اخوتي هو ملح الانتخابات في بلد صار دينه التزوير والتلاعب بكل شئ فما بالك بمن سيعتلي عرش الحكومة.ولان ايام الانتخابات القادمة لم يبق عليها الا فترة لا تزيد عن لعقة الكلب انفه ... فلا مندوحة ان يتحرك المارقون من اليوم لكي يزاحموا الآخرين على مكان لهم في الغنيمة القادمة ... ومن هم هؤلاء الذين بدأوا يتحركون ؟عبد الاله كاظم ......من منا ينسى وجهه الجامد كجمود وجه الجزار وهو ينحر ذبيحته ... ومن منا ينسى تصريحاته النتنة التي تشبه نفسه المريضة وسلوكه الاجرامي. عبد الاله كاظم يا اخوتي سينزل بشدة لنشر صوره في شوارع البصرة ممثلا عن اهلها !!!نعم هكذا هي الدنيا ... فبالامس كان ممثلا لذباح الشعب العراقي وقاتل ابنائه واليوم سيكون ممثلا لاهل البصرة!! .. كان يخرج علينا جميعا ونحن خرس الافواه ناكسوا الرؤوس حيارى بما نشاهد ونرى ليوجه صفعاته من خلال شاشات التلفاز على وجوه الضحايا ناطقا بلسان سيده مستهزئا ساخرا مستصغرا ذوي الضحايا الذين غدرهم سيده ... ولمَ لا يكون هو نفسه مشارك سيده في تلك الجرائم ... فلعمري لان كان مدير مكتبه الاخير احمد قحطان الذي هرب معه وبرقبته عشرات الجرائم فأن عبد الاله كاظم لايقل جرما وخطورة عن مدير المكتب الاخير لنائب الرئيس الارهابي المحكوم بالاعدام.عبد الاله كاظم اصبح بين ليلة وضحاها رئيسا لكتلة تسمى (الكتلة الوطنية) واعلن اندماجه كما ذكرت الاخبار مع دولة القانون في منصف الشهر العاشر من هذا العام ... ولكم ان تتصوروا نوعية الاشخاص الذين سيعتلون كراسي الحكم في الفترة المقبلة عن طريق دولة القانون وليس عن طريق حزب البعث فبالامس جائت دولة القانون بعزت الشابندر وهو معروف بتوجهاته وآرائه ويكفي انه كان احد عرابي قائمة علاوي العراقية. يقولون ان البعث خرج من الباب ودخل من الشباك وانا اقول ان البعث لم يخرج اصلا بل بدأ الشرفاء يخرجون من الباب والشباك تاركين الساحة للبعثيين ومن ارتضى ان يكون مطية لهم وبفضل من تسنم سدة الحكم من قادتنا الذين انزلوا انفسم واستصغروها حتى باتوا محل اهانة واستصغار من الشريف والوضيع بما كسبته ايديهم من سوء الادارة وكثرة الاخطاء. العجيب والاغرب من العجيب ان هذا التافه بدأ يخرج قيحه شيئا فشيئا فبعد ان اعلن عن اندماجه مع حزب دولة القانون صار اليوم يحاول دغدغة مشاعر العراقين بالقول ان اعضاء القائمة العراقية يتلقون اموالا من منظمة خلق ....والاغرب من ذلك انه لم يتكلم عن سيده لا في خالي الايام حينما كان يعمل في مكتبه ولا اليوم عن المئتي مليون دولار التي تلقاها سيده من السعودية ... اما اليوم فلا ضرر من ان يقول ان طارق الهاشمي تلقى اموالا من منظمة خلق وكأن الامر جديد علينا نحن العراقيين ... والاعجب والاخطر ان الكثير من الجرائم التي ارتكبها طارق الهاشمي كانت في عهد هذا الساقط المدعو عبد الاله حينما كان مديرا للمكتب ولم يشر تحقيق او خبر عنه بالاصل ... فهل كلفت حكومة المالكي نفسها العناء في البحث عن خلفية هذا الارهابي ... هنالك قاعدة تقول ان الارهابي لا يجلب معه للعمل الا ارهابي مثله ... فهل يعقل ان عبد الاله برئ من كل شئ وذو صفحة بيضاء لا شائبة فيها ويقبل به طارق الهاشمي لكي يعمل معه في اخطر مكان وهو مدير لمكتبه ... ان من يعمل بهكذا مكان لا بد وان يعلم بكل اسرار مديره ان لم يكن مشاركا معه في اخطر ما يجري خلف الكواليس !!... هذا امر محير للعقول والالباب.يا اهلنا في البصرة انتم اصحاب القول الفصل في هذه النماذج التي يبدو انها تريد ان تجعل منكم مطية للوصول الى مآربها في تدمير البلد فهل ستقبل غيرتكم التي عرفناها عنكم ان يكون هذا التافه الوضيع ممثلا عنكم ... الا يكفيكم الدماء الطاهرة التي تسيل على ايدي هؤلاء كل لحظة ... فوالله اقسم صادقا حتى لو برأت ساحة هؤلاء كل الجهات التي تتحكم بمصير العراق فنحن لا نبرئ ساحتهم من الجرائم التي تحصل ... فهم عقارب وحيات وابالسة لبسوا زي الرجال وحقيقتهم واضحة للجميع حتى ولو دافع عنهم الكون كله .... فهل تقبلون يا غيارى البصرة ورجالها الشجعان ان تمتلئ شوارعكم بصور هذا التافهة معلقة فوق رؤوسكم يريدكم ان تنتخبوه تحت مسمى حقوق كل شخص في الترشيح وبعد ان اعلنها صراحة انه منتم الى دولة القانون ... وهل عز على دولة القانون الرجال حتى تقبل بهكذا نموذج ليتحالف معها ... لقد شاهدتم باعينكم برلمان اليوم بعدما جلس تحت قبته حيدر الملا وعزت الشابندر وميسون الدملوجي وفرهاد الاتروشي واحمد العلواني وجواد الشهيلي وبهاء الاعرجي ومها الدوري وسليم الجبوري وشيروان الوائلي وجمال البطيخ ووحدة الجميلي والكثير الكثير من هذه النماذج القميئة النتنة التي لا تعرف الا السرقة والتدمير وخراب البلد والتي اوصلت حال العراق الى ماهو عليه من ان يتطاول عليه كل من لم يسمع له صوت بالامس حتى صرنا اضحوكة بين البلدان... فهل تقبلون ان تعاد نسخة اليوم الى النسخ التي ستعتلي عرش البرلمان لكي يستمر الخراب والتدمير والاستصغار.انظروا الى من تسلم المسؤولية وتركها بعد ان اعياه ايجاد الحلول حينما لم يجد بيده سلطة لتصحيح الاعوجاج فذلك هو الشخص الصحيح الذي يجب عليكم ان تنتخبوه ...وهم معروفون وبعدد اصابع اليد ...وقد نشرت اسمائهم وسائل الاعلام منذ فترة ليست بالقليلة ... ولا يغرنكم من يقدم استقالته هذه الايام لاغراض انتخابية باتت معروفة... فهناك مسؤولين كبار وهناك اعضاء مجالس اقضية ونواحي وهناك مدراء دوائر تركوا مناصبهم بعد ان عرفوا انهم لا يستطيعون ان يقدموا شيئا من الوعود التي قطعوها للناس فتركوا العمل كي يكونوا صادقين مع انفسهم ومع الناس ... هؤلاء هم فقط من يفيدونكم ... فلا تتركوهم لانهم لو كانت بيدهم السلطة لانجزوا ماعدوا به الناس.وخوفي كل خوفي من دولة القانون ان لا تكون هي نفسها قائمة متسترة تحت يافطة حزب الدعوة ولكنها تعيد بناء البعث على نار هادئة فهكذا تحالفات مريبة تجعلنا نضع الف خط وخط من الخطوط الحمراء تحت مسمى دولة القانون. ليس غريبا ان يموت الانسان كمدا وهو يشاهد هكذا احداث تجري في العراق واهله سكوت كأن على رؤسهم الطير... فهل هو هدوء يسبق العاصفة ام ماذا؟
https://telegram.me/buratha